واشنطن 10 إبريل 2017 (شينخوا) لقد كان الاجتماع الذي اُختتم مؤخرا بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب إيجابيا للغاية كونه ساعد في الوصول إلى لهجة أكثر ودا في العلاقات الصينية-الأمريكية، حسبما ذكر خبراء.
وعُقد الاجتماع ، الذي جرى يومي 6 و7 إبريل، وهو الأول بين الزعيمين منذ تولي ترامب منصبه في يناير الماضي، في منتجع مار-أيه-لاغو ، الذي يملكه ترامب في ولاية فلوريدا.
وأشاد الجانبان بالاجتماع بأنه "إيجابي ومثمر"، حيث زاد الزعيمان من التفاهم المتبادل بينهما وأقاما صداقة على مستوى شخصي عبر القيام بمناقشات وجها لوجه حول قضايا ذات اهتمام مشترك.
-- تقليل المخاوف بشأن التوترات الصينية-الأمريكية
قال تيد كاربنتر، زميل بارز في مركز دراسات السياسة الخارجية والدفاع في معهد كاتو، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة، إن الاجتماع "ساعد على الوصول إلى لهجة أكثر ودا في العلاقات بين الصين وإدارة ترامب الجديدة".
وأضاف كاربنتر أنه "هدأ أيضا من المخاوف في جميع أنحاء العالم من احتمال حدوث زيادة حادة في التوترات الثنائية".
من جانبه، قال دوغلاس بال، نائب رئيس الدراسات ومدير برنامج آسيا في مؤسسة كارينغي للسلام الدولي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الاجتماع كان "إيجابيا للغاية".
وأضاف أنه "على الرغم من أن المقياس الحقيقي لهذا الاجتماع سوف يتم تتبعه خلال الأشهر العشرة القادمة من العمل، ولكن حتى الآن، يبدو جيدا جدا".
وقال البروفسور ديفيد لامبتون، مدير الدراسات الصينية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، إن اجتماع شي وترامب "سار بشكل جيد جدا".
وأفاد لامبتون لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "هذا الاجتماع على ما يبدو كان أفضل مما توقعه معظم الناس هنا في الولايات المتحدة".
وأضاف لامبتون أن الزعيمين "أُتيحت لهما الفرصة للتعرف على بعضهما البعض بشكل أفضل، وامتلاك المزيد من الثقة، ولكن هذا على ما يبدو كان مجرد بداية، وما يزال هناك طريق طويل لقطعه".
وأشار لامبتون كذلك إلى أن قبول ترامب لدعوة الرئيس شي لزيارة الصين خلال هذا العام "يظهر أن هناك أولوية يتم إعطاؤها لإدارة هذه العلاقة".
وأضاف "أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن يظهر ذلك أن هذه العلاقة مهمة، وأن (ترامب) يريد الاستثمار فيها".
-- حوارات جديدة ذات أهمية خاصة
خلال الاجتماع ، اتفق الزعيمان على إقامة آلية حوار رفيعة المستوى ذات أربعة محاور للتعامل مع القضايا الرئيسية في مجالات الأمن والعلاقات الاقتصادية والأمن السيبراني وإنفاذ القانون والتبادلات الشعبية.
كما اتفقت الدولتان الكبيرتان أيضا على توسيع التعاون في مجالات متنوعة مع التعامل بشكل مناسب مع القضايا الحساسة وإدارة الخلافات بطريقة بناءة وتعزيز الاتصالات والتنسيق حول الشؤون العالمية والإقليمية الرئيسية.
وقال كاربنتر إن "قرار إقامة آليات محددة للحوارات، التي تركز على قضايا رئيسية، له أهمية خاصة ومفيدة".
وتابع أن "هناك خلافات حقيقية بين الصين والولايات المتحدة حول القضايا الأربع، بيد أن الدبلوماسية المبدعة والمرنة التي يتم إتباعها بروح من التعاون يمكن أن تقطع شوطا طويلا نحو تضييق الخلافات وربما التغلب عليها".
وأشار بال إلى أن إقامة آلية حوار رفيعة المستوى ذات أربعة محاور هي "إعادة تعبئة" للحوار الإستراتيجي والاقتصادي السنوي الذي تم إقراره سابقا في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
ولفت إلى أن "الاختبار يكمن في ما سيحققونه".
واتفق بال مع تصريحات الرئيس شي بأن التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد للصين والولايات المتحدة، قائلا إنه إذا اختارت الدولتان المنافسة على التعاون، فإن "ذلك قد يتحول إلى صراع يمكن أن يدمر القرن الحادي والعشرين".
وأشار بال إلى أن "أفق التعاون كبيرة ولكن أفق الصراع أكبر من ذلك، لذا ستكون هناك حاجة إلى بذل جهود كبيرة لتجنب الصراع".
-- فرص التعاون في مجال البنية التحتية
أشار لامبتون إلى أن هناك فرصا للتعاون بين أكبر اقتصادين في مجال البنية التحتية، نظرا لأنهما يحاولان تحقيق تجارة أكثر توازنا.
وتهدف الصين إلى تعزيز بناء البنية التحتية لزيادة الترابط والتعاون بين الصين وبقية أوراسيا من خلال مبادرة الحزام والطريق الخاصة بها، والتي كُشف النقاب عنها في عام 2013.
وفي مار إيه لاغو، قال الرئيس شي لترامب إن الصين ترحب بمشاركة الولايات المتحدة في المبادرة.
وقال لامبتون إن "شي والصين لديهما رؤية لتحديث وتنمية آسيا وجنوب شرق آسيا ووسط آسيا وجنوب آسيا من خلال الترابط عبر بناء البنية التحتية".
وأضاف أنه، من خلال ما تعلمه في زيارته الأخيرة للصين، فإن بكين تبحث عن سبل للتعاون مع الولايات المتحدة للبدء في عملية بناء البنية التحتية في جميع أنحاء آسيا بدلا من استبعاد الولايات المتحدة.
كما توقع لامبتون أن تشارك الصين في مبادرة كبرى للبنية التحتية اقترحها ترامب، الذي تعهد بإنفاق تريليون دولار أمريكي على تطوير طرق وجسور ومطارات أمريكية.
وأضاف "لذلك أعتقد أن هذا هو الحلم الصيني لجعل الصين جزءا من كائن اقتصادي متكامل ... ويمكن للولايات المتحدة أن تصبح جزءا من ذلك بدلا من معارضتها له".
وأفاد كاربنتر إن وجود علاقة تعاونية بين الصين والولايات المتحدة يمكن أن يفيد بشكل كبير كلا من الأمن العالمي والصحة الاقتصادية العالمية، في حين يمكن لعلاقة متوترة أو عدائية أن تلحق ضررا بالغا في كلى المجالين.
وقال إن "الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى بعضهما البعض".