مسيرة احتجاجية لحركة المناخ الشعبية
واشنطن 29 إبريل 2017 (شينخوا) انتظمت حشود غفيرة في مسيرات احتجاجية بشوارع واشنطن العاصمة تزامناً مع تنظيم ما يزيد على 370 مسيرة احتجاجية مشابهة عبر الولايات المتحدة يوم السبت في إطار احتجاجات حاشدة ضد سياسات الرئيس دونالد ترامب المناخية.
وتأتي مسيرة الشعب المناخية بالتزامن مع اليوم المائة لتولي ترامب منصبه في أعقاب سلسلة من الأوامر التنفيذية الرئاسية التي استهدفت تخفيف القيود على صناعة الوقود الحفري، فضلا عن تخفيضات كبيرة مقترحة في تمويل وكالة حماية البيئة في البلاد وغيرها من الوكالات ذات الصلة.
وبدأ الحدث الرئيسي في واشنطن العاصمة عند الساعة 10:30 صباحا في ميدان الاتحاد بالقرب من مبنى الكابيتول الأمريكي.
وتحدث ما يقرب من عشرة متكلمين، من بينهم ممرضة تأثرت بإعصار ساندي وزعيم مجتمع محلي من ساحل الخليج وناشط طلابي من لاس فيغاس، عن تأثير تغير المناخ والتلوث على حياتهم، داعين إلى اقتصاد نظيف لا يترك أحد وراءه.
وقالت واحدة من المتكلمين، وتدعى جوديث هاويل، وهي عضو ومشاركة سياسية في منظمة "إس إي آي يو 32 بي جي"، وهي نقابة عمالية، للحشد، "جئنا اليوم لنقول أن آثار تغير المناخ حقيقية وأسباب تغير المناخ واضحة".
وتابعت "السيد الرئيس، لقد حان الوقت لوضع صحة ورفاهية مجتمعاتنا قبل أرباح الملوثين".
وعند الساعة 12:30 ظهرا، بدأ المتظاهرون بالسير غربا، تحت أشعة الشمس الحارقة، على طول جادة بنسلفانيا، وهم يحملون لافتات كتب عليها "نهاية عصر الوقود الأحفوري" و"حماية وكالة حماية البيئة" و"المحافظة الآن أو السباحة في وقت لاحق" و"التفكير بالدببة القطبية" و"تغير المناخ = الإرهاب الحقيقي" و"اجعل الأرض خضراء مرة أخرى".
وبعد حوالي ساعة ونصف، عندما أحاطت المسيرة بشكل كامل بالبيت الأبيض، جلس بعض المتظاهرين لمدة 100 ثانية ليعبروا بشكل رمزي عن أول 100 يوم لإدارة ترامب.
ثم وقفوا واستأنفوا السير باتجاه نصب واشنطن للموسيقى والفن.
وكانت إلين كونولي، وهي مديرة شركة برمجيات، واحدة من المشاركين في المسيرة تحت الحرارة الخانقة حيث ارتفعت درجة الحرارة لتصل إلى 32 درجة مئوية.
وقالت كونولي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لدي حفيدة عمرها سبعة أشهر وأود أن أراها تكبر في مكان لائق للعيش".
وأضافت أنه "(ترامب) ليس لديه حقا سياسات مناخية وكأنه لا وجود لتغير المناخ. أنه لا يهتم بالبيئة".
بدوره، عبّر غيل هارفي، 78 عاما، وهو عالم فيزياء تقاعد من مركز أبحاث لانغلي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، عن مشاعر مشابهة، متهما إدارة ترامب بالترويج لـ "الكثير من الأكاذيب" مثل التقليل من حقيقة علم تغير المناخ.
وقال هارفي إن "الكثير من النقاط التي قالها هي أكاذيب صريحة، إذا لم تكن أكاذيب صريحة (فهي) سيئة للغاية وعبارة عن تشويهات مدمرة للحقائق الفعلية".
وتابع "أنا شديد القلق جدا إزاء الخفض المدمر في تمويل وكالات العلوم، بل وأكثر قلقا بشأن أوامر حظر النشر التي تسير على ما يبدو بهدوء حتى لا يستطيع العلماء نشر نتائج أبحاثهم".
وقال منظمو المسيرات إن المسيرات الاحتجاجية في العاصمة الأمريكية استقطبت 200 ألف شخص في ذروتها، متجاوزا بكثير العدد الذي سمحت فيه هيئة المتنزهات الوطنية وهو 100 ألف شخص فقط. في الوقت نفسه شارك عشرات الآلاف من الأشخاص في 370 مسيرة مشابهة في جميع أنحاء البلاد.
ولفت المنظمون إلى أن مسيرات مشابهة جرت أيضا يوم السبت في جميع أنحاء العالم بما في ذلك اليابان والفلبين ونيوزيلندا وأوغندا وكينيا وألمانيا واليونان والمملكة المتحدة والبرازيل والمكسيك وكوستاريكا.
وقال بول جيتسوس المنسق الوطني لحركة المناخ الشعبية، في بيان، "نحن مندهشون للغاية من الأعداد الغفيرة."
وتابع "نود أن نقول أنه )لتغيير كل شيء، فنحن نحتاج إلى كل فرد( وكل فرد نراه أمامنا الآن. إن هذه الحركة من أجل المناخ والوظائف والعدالة لن تزداد إلا قوة."