الجزائر 5 مايو 2017 (شينخوا) أظهرت نتائج الإنتخابات البرلمانية التي جرت في الجزائر الخميس، تقدم جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي الحاكمين بشكل كبير على الأحزاب الأخرى بما يتيح لهما تشكيل الحكومة، بينما شكل الإسلاميون القوة المعارضة الأولى.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 38.25 في المائة، بحسب ما أعلنه وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي اليوم (الجمعة) في عرضه لنتائج الإنتخابات التي تعد السادسة من نوعها منذ إقرار التعددية الحزبية عام 1989.
وقال بدوي إن جبهة التحرير التي يرأسها شرفيا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حصلت على المركز الأول بـ 164 مقعدا متراجعة بشكل كبير عن انتخابات 2012 التي حققت فيها 220 مقعدا، إلا أنها حافظت على المركز الأول.
بينما جاء التجمع الوطني الديمقراطي الذي يرأسه أحمد أويحيى وزير الدولة رئيس ديوان رئاسة الجمهورية في المركز الثاني رافعا عدد مقاعده من 68 الى 97 مقعدا.
وتتيح هذه النتيجة للحزبين تشكيل الحكومة بعد حصولهما على 261 مقعدا من أصل 462 مقعدا في البرلمان، لكن ذلك يبقى مرهونا بقرار الرئيس بوتفليقة الذي يحق له دستوريا اختيار رئيس الحكومة من أي قوة سياسية فائزة في البرلمان على أن يستشير الحزب الفائز بأكبر المقاعد.
وحقق الإسلاميون المركز الثالث في البرلمان بحصولهم على 68 مقعدا، حيث جاء تحالف حركة مجتمع السلم (المحسوبة على الإخوان المسلمين) بقيادة عبد الرزاق مقري في المركز الثالث بـ 33 مقعدا ثم تجمع أمل الجزائر (المنشقة عن حركة مجتمع السلم) الذي يرأسه الوزير السابق عمار غول بـ 19 مقعدا، وهو الحزب الأقرب إلى التحالف مع حزبي السلطة لتأييده المطلق للبرنامج السياسي للرئيس بوتفليقة.
وحصل اتحاد من أجل العدالة والنهضة والبناء (إسلاميون) على 15 مقعدا، بينما حصلت حركة الإصلاح على مقعد واحد فقط.
وأظهرت نتائج الإنتخابات تراجع اليسار والعلمانيين بشكل كبير مقابل تقدم الأحزاب الوطنية والإسلامية وقوائم الأحرار.
وحصلت جبهة القوى الإشتراكية على 14 مقعدا وحزب العمال على 11 مقعدا بينما حصل التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (علماني) على 9 مقاعد والحركة الشعبية الجزائرية (علماني) على 13 مقعدا.
وتشكل هذه النتائج تراجعا كبيرا لهذه الأحزاب مقارنة ببرلمان 2012-2017، بينما حصلت القوائم الحرة على 28 مقعدا.
وأعلن بدوي أن 114 امرأة ستدخل البرلمان الجديد بناء على نتائج الانتخابات منها 50 امرأة من جبهة التحرير الحاكمة و32 امرأة من التجمع الوطني الديمقراطي.
وأكد وزير الداخلية أن الإنتخابات جرت في "جو مثالي...وبكل حرية وأريحية".
وقال "إن الشعب الجزائري أثبت تصميمه على إبلاغ صوته وإسماعه للعالم أجمع مبرهنا مرة أخرى على الدرجة العالية من الوعي الذي يتحلى بها وتجنده التام عندما يتعلق الأمر بالوطن" مشيدا "بوقوف الجزائريين في وجه المتربصين بالبلاد".
واعتبر بدوي أن نسبة المشاركة التي بلغت 38.25 في المائة "مقبولة جدا".
وبث ناشطون على شبكة التواصل الاجتماعي فيديوهات قالوا انها لعمليات تزوير داخل مكاتب التصويت، إلا أن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس نفى وقوع عمليات تزوير معتبرا ذلك مجرد "تخاريف".
ورحب ولد عباس في مؤتمر صحفي عقده بمقر حزبه بنتائج الإنتخابات التي أبقت "جبهة التحرير القوة السياسية الأولى في البلاد" رغم تراجع نتائجها مقارنة بانتخابات 2012.
وأكد ولد عباس "انفتاح" حزبه للتحالف مع التجمع الوطني الديمقراطي أو الأحزاب الأخرى لتشكيل الحكومة.
وقال "نحن منفتحون للتحالف مع أي حزب... ونتعامل مع الآخرين بكل ارتياح وليس لدينا أي تحفظ فقط نتفق على تطبيق برنامج رئيس الجمهورية" مؤكدا أن حزبه "لا يحتكر الحكم".
واعرب ولد عباس عن أمله في أن يختار بوتفليقة رئيس الحكومة من جبهة التحرير لأن الدستور لا يفرض عليه اختياره من حزب الأغلبية.