بكين 6 مايو 2017 (شينخوا) قبل 6 أعوام، ارتبكت الفتاة الفيتنامية نغوين نغوك آنه ثو في مقابلة شخصية مهمة، لكن الشاب الإثيوبي ون دي كان محظوظا بما يكفي عندما قابل مكتشف موهبته.
وعلى الرغم من اختلاف وبعد البلدين، إلا أن الاثنين تقابلا مع فرص جاءت من الصين.
--فرصة
في 11 أبريل عام 2011، حضرت نغوين نغوك آنه ثو مقابلة شخصية في شركة "دونغفانغ إلكتريك كوربوريشن" الصينية لشغل وظيفة مترجم فيتنامي-صيني بموقع مشروع محطة الطاقة الحرارية دوين هاي 1 ببلدة دوين هاي بمقاطعة ترا فينه الفيتنامية.
وغلب على لقاء ثو ومدير الشؤون العامة بالشركة الصينية الارتياح ، إلا أن ثو التي كانت ترغب بشدة في الوظيفة ارتبكت في المقابلة بسبب عصبيتها.
وقال المدير لها "عليك أن تعملي بجد على لغتك الصينية وإلا لن تفي بمتطلبات العمل لدينا".
واعتقدت ثو أنها فقدت الفرصة.
لكن فجأة، غير المدير لهجته. وقال لها "مع ذلك، إنك أول امرأة ترغب في العمل في هذا المكان النائي. وقد قررت توظيفك. فوق كل شيء، الموقف هو الأهم".
وأضاف "دونفغانغ إليكتريك كوربوريشن هي شركة صينية كبيرة مملوكة للدولة، وسيعمل معك في الموقع العديد من الصينيين".
قالت الفتاة الفيتنامية "المقابلة غيرت حياتي".
وفي القارة الإفريقية قبل 5 أعوام، لم يتوقع الشاب الإثيوبي ون دي أن يتقابل مع مشغل أوناش صيني سيغير مسار حياته أيضا.
وقال يين جيان يه 56 عاما، مساعد كبير بفريق الأوناش الإثيوبي بمشروع غيرد-ديديسا-هوليتا-أكاكي (جي دي أتش أيه جهد 500 كيلو فولت) لنقل وتحويل الطاقة، والذي تنفذه شبكة الكهرباء الصينية (أس جي سي سي)، " في عام 2012، لم يكن هناك تقريبا أي مشغل للأوناش في إثيوبيا، وبمجرد فرصة، وجدت هذا الشاب البارع والذكي والأهم من ذلك الهادئ. وبدون تردد، عينته في فريق الأوناش الذي أعمل به، ومن هنا بدأت تتطور علاقة عمل وثيقة بيننا".
ومنذ أن تم "اكتشافه" وأصبح جزءا من فريق الأوناش على يد يين، لم تخمد حماسة ون دي تجاه عمله. وقال "هذه وظيفة حافلة جدا بالتحديات، وأنا أحب التحديات".
--تغيير
بعد أكثر من 5 ساعات من السفر على طرق وعرة، وصلت الفتاة الفيتنامية ثو أخيرا إلى الشارع الرئيسي في دوين هاي وقوبلت بعاصفة من الغبار. فقد كان الطريق متهدما كليا.
في ذلك الوقت، كانت البلدة لا يوجد بها سوى سوق واحدة وثلاثة أو أربعة مطاعم رثة وخالية من أي أماكن للترفيه.
في البداية، لم تفهم ثو كلمات زملائها الصينيين بشكل كامل ووجدت الوظيفة صعبة جدا لشخص مبتدئ مثلها. بيد أن كلمات المدير لم تفارق ذهنها:"مهارات العمل الضعيفة يمكن تحسينها بالعمل الجاد والتعليم المستمر. الموقف هو الأهم".
ويوما بعد يوم، جاء التغيير بفضل عملها الجاد. وأصبحت ثو تتواصل تدريجيا مع زملائها باللغة الصينية بشكل جيد إلى حد ما كانت قادرة على القيام بمهام وظيفتها بكفاءة عالية.
وأصبحت سريعا "متحدثة" باسم "دونغفانغ اليكتريك كوربوريشن" في منطقة دوين هاي "وشخصية معروفة" محليا، وهو ما لم تكن تحلم به.
وشهدت بلدة دوين الصغيرة أيضا تغيرات كبيرة بفضل مشروع دوين هاي1 الذي جلب فرصا كثيرة للبلدة، حيث ظهرت الشوارع الواسعة والنظيفة والأسواق الحديثة والمرافق الترفيهية لأول مرة في البلدة.
واليوم، تولد محطة الطاقة، التي أقيمت على شاطي رملي ومهجور، الكهرباء لدولة فيتنام بالكامل. وقامت الشركة الصينية بتعيين العديد من المحليين برواتب محترمة، في حين فتح الآخرون حانات كاريوكي ومطاعم وفنادق لكسب لقمة العيش.
--نمو
في أبريل عام 2013، تبع ون دي مكتشفه يين إلى إدارة مشروع إنشاء محطة ( جي دي أتش إيه جهد 500 كيلوفولت) الفرعية في بلدة هوليتا في منطقة أروميا الإثيوبية.
ومع توطد معرفته بيين، بدأ ون دي الإعجاب بصاحب الفضل في تعيينه.
وقال ون دي" رئيسي عطوف جدا. حتى عندما أفعل شيئا خاطئا، نادرا ما يؤنبني. لا يعاملني معاملة خاصة لأن لون جلدي مختلف، نشعر بارتياح شديد مع بعض كأسرة واحدة تماما". وتابع " رئيسي لا يتحدث اللغة الإنجليزية بشكل جيد. وعندما نواجه في العادة مسائل فنية، نتواصل في الأغلب مع بعضنا باستخدام الإشارات والملامح. وبمرور الوقت، أصبحت أفهم ما يريد قوله لي حتى لو لم ينطق بكلمة واحدة. وأحتاج فقط إلى أن أنظر في عينيه لأعرف أنني ارتكبت خطأ في حال لو أخطأت".
وبفضل تدريب يين الدقيق، تحسنت مهارات ون دي في الرفع سريعا. وخلال مدة العامين التي استغرقها بناء المشروع، تعلم ون دي المهارات اللازمة للتعامل مع الأوناش ما بين 15 و30 طنا بشكل جيد جدا، لدرجة أنه "لم يرتكب خطأ واحد أو لم يقع حادث واحد".
وقال رئيس إدارة المشروع لوكالة ((شينخوا)) "ون دي أنجز بامتياز المهام التي كلفته إدارة المشروع بها. ومن بين أكثر من 7 آلاف عامل إثيوبي، هو موظف متميز، ويلعب دورا نموذجيا في هذا المشروع".
وفي ديسمبر عام 2015، أُنجز "المشروع الضخم" الذي قامت ببنائه شركة معدات الطاقة الصينية فرع شركة (أس جي سي سي). ويضم المشروع أعلى مستوى جهد وأطول مسافة نقل وأوسع نطاق بناء في شرق إفريقيا. وقد أصبح أهم شبكة نقل في إثيوبيا.
وقال ون دي بتصميم يلمع في عينيه "الشركات الصينية جاءت من بعيد لمساعدتنا على بناء المشاريع، ومساعدتنا على تحسين مستوى معيشتنا، وتحسين جودة حياتنا. أصدقاؤنا الصينيون اجتهدوا أكثر منا. وسأستخدم المهارات التي تعلمتها أفضل استخدام وسأعمل بجد للارتقاء إلى تطلعات رئيسي".