بروكسل 7 مايو 2017 (شينخوا) قال نائب رئيس الوزراء البلجيكي كريس بيترز إن نجاج مبادرة الحزام والطريق الصينية يتوقف على مشاركة جميع الأطراف المعنية، معربا عن استعداد بلاده للتعاون مع بكين والشركاء الدوليين الآخرين للمساهمة في هذه المبادرة.
وتهدف المبادرة التي اقترحتها الصين في عام 2013 الى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا وأوروبا وإفريقيا على طول مسارات التجارة القديمة.
واعتبر بيترز في مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) أن المبادرة " رؤية كبرى" يمكن أن تنجح إذا تم تبني "مقاربة شاملة ومفتوحة".
وقال " من أجل تحقيق النجاح، يجب تطويرها بمشاركة جميع الأطراف المعنية ليس مع الحكومات الوطنية والإقليمية والمشغلين الاقتصاديين فقط، وإنما أيضا مع المجتمعات المحلية التي ستتأثر بها بشكل مباشر".
وفيما يتعلق بربط البنى التحتية، وهو جزء مهم من مبادرة الخزام والطريق، قال بيترو إن " مشاريع البنية التحتية التي تعزز جهودنا لتحقيق التدفق المستمر للسلع والطاقة والمعلومات هي ما تحتاج إليه آسيا وافريقيا وأوروبا".
بيد أنه أكد على ضرورة ضمان تمتع جميع الأطراف بفرصة متساوية وعادلة للاستفادة من الفرص التي تتيحها المبادرة.
وبشأن تسهيل التجارة، قال إن المهمة الملحة والضرورية تتمثل في خلق مجال متكافئ يقوم على الالتزام التام بقواعد السوق والمعايير الدولية.
وأشار الى أهمية الروابط الشعبية عند المضي قدما بالمبادرة، قائلا إن " ربط الدول يعني ربط الشعوب من خلال تحسين البنية التحنية وتعزيز الاتصالات من خلال التعاون في السياحة والثقافة والتعليم".
وقال إن هذه التبادلات باتت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضي "في وقت يتحدث فيه الكثير من الشعبويين عن بناء أسوار جديدة بدلا من جسور جديدة".
وفيما يتعلق بدور بلجيكا في ظل المبادرة، قال نائب رئيس الوزراء البليجي بشكل واضح أن بلجيكا تريد أن تسهم في انجاحها مع الشركاء الدوليين و"قبل كل شئ الصين".
وقد أعلن هذا الاستعداد بشكل واضح في مارس الماضي عندما انضمت بلجيكا مع 11 دولة أخرى وهونغ كونغ إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وهو أحد الركائز المهمة لمبادرة الحزام والطريق ليرتفع إجمالي عدد أعضاء البنك إلى 70.
وقال بيترز" نعتقد أن البنك لديه طموح لإقامة نموذج لمصارف تنموية أخرى في الصين وخارجها من خلال تبني معايير عالمية سليمة فيما يتعلق بالقدرة الاقتصادية والاستدامة المالية والمناخ والبيئة والاستدامة الاجتماعية".
وأكد أن " ذلك كان واضحا في اختيار المشاريع الأولى منذ أن بدأ البنك أعماله"، مشيرا إلى أن البنك يسعى بنشاط الى إقامة شراكات مع بنوك أخرى متعددة الأطراف مثل بنك التنمية الآسيوي والبنك الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي.
وقال " إننا نرى ذلك دليلا على اعتقادنا المشترك بأن شبكات الربط في آسيا وبين آسيا وأوروبا لن يتم تصميمها بمعزل عن بعضها البعض ولكنها سوف تتلائم مع الخطط التنموية الأخرى".
وأعرب عن فخر بلاده بأن تكون جزءا من التوسع الأول لعضوية بنك الاستثمار الآسيوي في البنية التحتية.
وقال إن بلجيكا تتطلع أيضا إلى ركوب موجة المبادرة مستفيدة من دورها كـ"مركز للوجيستيات في أوروبا".
وأضاف لبيترز أن" ثلث ممرات شبكة الممرات العابرة لأوروبا تتقاطع هنا، لذلك هناك الكثير من الفرص للمشغلين الصينيبن للاستفادة من شبكة النقل الأوروبية المتطورة هذه والتي تتطور بسرعة بإتجاه الشرق".
واشار إلى أن هناك بالفعل وصلة سكك حديدية من مدينة تشوتغتشينغ بجنوب غرب الصين إلى ميناء انتويرب وستكون هناك وصلة أخرى تربط مدينة داتشينغ بشمال غرب الصين بميناء زيبروج قريبا.
كما أعلن أنه سيذهب إلى داتشنيغ في الشهر المقبل ليشهد مغادرة أول قطار شحن إلى زيبروج.
وكشف أيضا أن سلطات الطيران المدني في البلدين تفكر في توسيع الاتصالات الجوية، قائلا " إن البلجيكيين يشعرون بالفضول تجاه الصين وإن عددا متزايدا من الصينيين يهتمون ببلجيكا" لدرجة أن المكاتب القنصلية في بكين وشانغهاي وقوانغشو تعمل على مدار الساعة تقريبا لتلبية العدد المتزايد من الطلبة والسائحين ورجال الأعمال الصينيين.
وأضاف أن بلاده تفكر أيضا في سبل لتعزيز الأواصر بين الشعبين من خلال تسهيل تبادل الطلاب والباحثين والمدربين.
ودعي بيترز لحضور مبادرة الحزام والطريق للتعاون الدولي والمقرر أن تعقد في يومي 14 و15 مايو الجاري في بكين.
وعندما سئل عن الرسالة التي يريد أن يوجهها الى المنتدى، قال " لنعمل معا بروح الجماعة والاحترام المبتادل من أجل جسر المسافات المادية والتجارية والرقمية والإنسانية بيننا لتحقيق المنفعة للجميع".