في الصورة الملتقطة يوم 12 مايو 2017، فلسطينيون يتواجدون في مدينة غزة، لحضور حفل افتتاح مهرجان السجادة الحمراء، للأفلام الوثائقية والروائية القصيرة والطويلة التي تسلط الضوء على قضايا حقوق الإنسان.
غزة 13 مايو 2017 (شينخوا) سنحت الفرصة لمئات الفلسطينيين من سكان قطاع غزة البسطاء السير على سجادة حمراء فاخرة في محاكاة لمهرجانات السينما العالمية، وذلك في افتتاح مهرجان "السجادة الحمراء للأفلام"، الذي افتتحت أعماله مساء أمس الجمعة في مرفأ غزة البحري للعام الثالث على التوالي.
وغمرت السعادة الفلسطينية الثلاثينية هناء سالم، وهي تسير على السجادة الحمراء التي بلغ طولها 100 متر وسط احتفاء بمهرجان للسينما يتم تنظيمه في قطاع غزة المنهك بسنوات طويلة من الحصار والحروب الإسرائيلية المتتالية.
وقالت هناء، التي جاءت إلى افتتاح المهرجان مع صديقاتها لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نحن لم نشاهد الأفلام في دور السينما في حياتنا أبدا نظرا للأوضاع السياسية التي تمنع وجود دور سينما في قطاع غزة، وعندما سمعنا عن المهرجان أردنا أن نقتنص أي فرصة لمشاهدة أفلام على شاشات عرض سينمائية".
وجالت هناء وصديقتيها في أرجاء المكان تلقي التحية على معارفها المتواجدين فيه وتلتقط صورا تذكارية بعد أن اختارت شاشة العرض الكبيرة التي تنتهي إليها السجادة خلفية لصورها المتعددة والتي تعمدت أن تظهر ابتسامتها في غالبيتها.
ووصفت هناء شعورها بالمميز والمدهش بأن تعيش أجواء سينمائية وتلتقط صورا لها ولصديقاتها من داخل الحفل "حتى نتشاركها مع صديقاتنا خارج قطاع غزة".
وقال منظمو المهرجان، إن افتتاح مهرجان السجادة الحمراء الذي يحمل اسم "نريد العودة" في مدينة غزة، سيدعم الانفتاح العالمي على القضية الفلسطينية، ويؤكد على أنها ما زالت تحتل مكانتها في أذهان العالم لما يحمله من رسائل إنسانية للعالم.
ويأتي المهرجان تزامنا مع الذكرى المئوية لصدور وعد بلفور البريطاني الذي مهد لإقامة دولة إسرائيل في العام 1948 على الأراضي الفلسطينية.
وطبع منظمو المهرجان نص بلفور على السجادة الذي سار عليها المواطنون البسطاء من غزة وصولا إلى شاشة سينما كبيرة تعرض فيلما واحدا للجمهور.
وتستمر فعاليات المهرجان لمدة ستة أيام متواصلة.
وطالبت يسرى ابو مدين وهي إحدى المنظمين للمهرجان، بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني بسبب "الظلم التاريخي الذي عاشه جراء الاحتلال الإسرائيلي على مدار السنوات المائة الماضية".
وقالت ابو مدين إن الفلسطينيين يحتجون سلميا للعالم على وعد بلفور من خلال مهرجان السينما الذي من شأنه أن يوصل الصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني الذي يسعى للعيش بحرية وكرامة.
وفي مطلع العام الجاري حصل مهرجان السجادة الحمراء للأفلام على العضوية الكاملة في الشبكة العالمية لمهرجانات أفلام حقوق الإنسان التي تتخذ من أمستردام الهولندية مقرا لها.
ومن أبرز الأفلام المشاركة في المهرجان هو (اصطياد الأشباح)، و(اشتباك) و(إسعاف) و(ثورة حتى النصر) وغيرها من الأفلام المميزة.
ويتضمن المهرجان أفلام أخرى روائية وقصيرة متعلقة بحقوق الإنسان.
وافتتح المهرجان بفيلم (صيد الأشباح) للمخرج الفلسطيني رائد أندوني، الذي يتحدث عن معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتم اختيار الفيلم المذكور خصيصا بالتزامن مع استمرار مئات الأسرى الفلسطينيين إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 27 يوما للمطالبة بتحسين أوضاع اعتقالهم ووقف سياستي العزل والاعتقال الإداري داخل سجون إسرائيل.
وشرب منظمو المهرجان والكثير من الحضور في افتتاحه ماء وملحا تضامنا مع الأسرى المضربين.
كما أن اختيار مرفأ غزة البحري لإعلان انطلاق المهرجان حمل رسالة من المنظمين.
وقال عبد الرحمن حسين أحد منظمي الحفل "اخترنا ميناء الصيادين لحفل افتتاح المهرجان لنرسل رسالة للعالم بأن أكثر من مليوني شخص يعيشون تحت حصار إسرائيلي هم يحبون الحياة ومن حقهم أن يحصلوا على الحياة الكريمة أسوة بباقي الشعوب في دول العالم".
وأضاف حسين "رسالتنا هذا العام هي أن سكان القطاع يريدون إنهاء الحصار والإظهار للعالم بأن هناك وجها جميلا أخر في غزة وأن أهلها يحبون الحياة".
وقبل ثلاثين عاما، كان هناك عشر دور سينما في قطاع غزة، ولكن منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية ضد إسرائيل في عام 1987، أغلقت دور السينما.
ومع ذلك ظل عدد من المنخرطين في صناعة الأفلام الفلسطينيين ينشطون في سبيل إحياء فكرة السينما في قطاع غزة.
وأكدت هناء التي انشغلت في متابعة فيلم الافتتاح على حق سكان غزة في العيش براحة والشعور بالتساوي مع الناس البسطاء حول العالم، مشددة على أن "السينما هي مرآة المجتمع وأتمنى أن تعكس مرآتنا صورتنا الجميلة".
ووافق هناء الرأي سعيد السويركي أحد منظمي المهرجان الذي أكد على "حق قطاع غزة في أن يتنفس، وأن يشعر بالحرية وأن ينهي الانقسام الفلسطيني الداخلي الحالي الذي دمر كل جوانب الحياة".
وقال السويركي إن رسالة مهرجان السجادة الحمراء من مرفأ غزة "تهدف لتذكير العالم بأكبر سجن بشري على الإطلاق وهو قطاع غزة، وحرمان أهله من السفر والتنقل بحرية وكرامة كبقية الشعوب".
وأضاف السويركي بنبرات من الأمل بالمستقبل "رسالتنا واضحة جدا أن غزة لديها القدرة على العيش في سلام بعيدا عن الحروب والبؤس والحصار، وهو ما نأمل تحققه".