بكين 14 مايو 2017 (شينخوا) افتتح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي اليوم الأحد في عاصمة الصين بكين، وألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة هامة في مراسم افتتاحه.
وفي هذا الصدد قال الدكتور علاء عز الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية المصرية لمراسل شينخوا إن التزام الرئيس الصيني شي جين بينغ وحماسته لمبادرة الحزام والطريق خلال كلمته الافتتاحية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في نسخته الأولى كانت أهم السمات التي ميزتها.
وأضاف أن الرئيس الصيني اظهر إصرارا على تحقيق جميع نواحي التنمية في أطار المبادرة إلي جانب تركيزه على أن هذه المبادرة ليست للصين والدول المشاركة بالمرحلة الأولى منها وحسب، إنما جاءت لتفيد العالم بأسره.
وذكر أن أكثر ما يهم في نطاق المبادرة هو خفض زمن وتكلفة النقل واللوجستيات والذي من شأنه أن يساعد في زيادة التنافسية للمنتج المحلي لجميع الدول المشاركة في المبادرة.
وأضاف أن الصين ومصر بينهما تعاون قائم حاليا في مختلف مجالات النقل، ومصر لديها حقوق دخول مناطق تجارة حرة عديدة على مستوي العالم تضم أكثر من مليار و600 مليون مستهلك، وخاصة في الدول العربية والأوروبية والإفريقية. وبالتالي فان التصنيع الصيني من أجل التصدير سيحظى بمزايا عديدة على أرض مصر وكذلك يمكن لمصر الاستفادة من خلال خلق فرص ووظائف ودعم المنتج المصري والاستثمار.
وأشار إلى أن فلسفة مبادرة الحزام والطريق تركز في المقام الأول على المنفعة المتبادلة والتعاون في خلق فرص مشتركة وهو ما يتمثل في مثل هذا النوع من التعاون.
وأضاف أن مصر تطمح في التعاون مع الصين في مجال السلع ذات تكلفة الشحن العالية أو تلك التي تتطلب مصاريف جمركية كبيرة، بما في ذلك صناعة السيارات وصناعة الملابس الجاهزة والصناعات الهندسية والمنتجات الالكترونية والتي تسمح للصين بتصدير تقنياتها التي تتميز بها في المقام الأول .
وقال السيد ممدوح عبد الواحد مستشار وزير الثقافة السوري إن أهم ما لفت نظره في كلمة الرئيس الصيني هو تركيزه على البلدان ذات الحضارة العريقة في المنطقة والتي بدأ التفاعل بينها منذ فجر التاريخ وقدرتها مجتمعة على تحقيق نهضة وحضارة جديدة مثل التي حققتها سابقا.
وذكر أن الرئيس شي ركز أيضا على ضرورة إحلال السلام في المنطقة من اجل بيئة صحيحة تساعد على الاستقرار . وأن التخلص من الصراعات المحلية التي اندلعت في بعض البؤر من العالم هو الضمان الأساسي لمجتمع مشترك المصير.
كما أشاد بروح المبادرة الشمولية والتي تسعى في مضمونها إلى المشاركة في التنمية وتقاسم تحديد المصير المشترك للعالم بين جميع البلدان، في حين أنها تنبذ العزلة والانطوائية.
وقال بندر بن محمد العسوي، رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع السعودية، إن أهم ما شد الانتباه في كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ كان البعد الاستراتيجي لها. وأضاف "كنت اعتقد في تصوري أن المبادرة تجارية بحتة، ولكن بعد سماعي لكلمة الرئيس الصيني تبين لي أنها تحمل أبعاد كبيرة، فهي تحمل بعد إنساني وتاريخي مميز جدا أدى إلى زيادة إيماني بالمبادرة".
وأضاف أن الشراكة بين الصين والسعودية هي شراكة إستراتيجية شاملة، ولكنها كانت محدودة في الماضي بين جانب الطاقة والجانب التجاري البحت. إلا أنها تغطي اليوم المزيد من المجالات مثل قطاع تصوير الأفلام والإنتاج المرئي والمسموع والذي من المخطط أن يوقع فيه الجانب والصيني والسعودي مذكرة تفاهم لأول المرة على هامش المنتدى.
وقال إن الصين والسعودية تعاونا بالفعل لإنتاج فيلم كرتوني مشترك يحكي التراث الصيني والسعودي واهم الشخصيات والأبطال التاريخية التي أثرت في الشعبين، مشيرا إلى أن الفيلم عرض في السعودية بالفعل ولاقى ترحيبا كبيرا من قبل المشاهد السعودي.
وذكر العسوي أنه وعلى الرغم من كونه التعاون هو الأول من نوعه في هذا المجال، إلا انه يتوقع المزيد من المبادرات والاتفاقيات التي من شأنها أن تكثف التعاون الثنائي في هذا المجال.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الأحد إن الصين لا تنوي من خلال سعيها لتحقيق مبادرة الحزام والطريق، تشكيل مجموعة صغيرة تضر بالاستقرار . وأضاف في كلمته الرئيسية خلال مراسم افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي إن "ما نأمله هو خلق عائلة كبيرة من التعايش المشترك المتناغم ".
وتابع الرئيس إن السعي وراء تنفيذ هذه المبادرة لن يلجأ إلى المناورة الجيوسياسية التي عفا عليها الزمن"، مضيفا: "أن ما نأمله هو تحقيق نموذج جديد لتعاون الفوز المشترك".
وتتألف مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين في عام 2013 من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وتهدف إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا مع أوروبا وافريقيا على طول طرق الحرير التجارية القديمة وما وراءها .
وحتى الآن حصلت المبادرة على دعم من أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية من بينها أكثر من 40 وقعت اتفاقيات تعاون مع الصين.
