بكين 16 مايو 2017 (شينخوا) قال السفير محمود علام مستشار وزير النقل المصري للتعاون الدولي إن الفرص التي تتيحها مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين يمكن أن تنقل الدول النامية نقلة عالمية، مشيدا بنتائج منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي انتهى لتوه في بكين.
صرح علام الذي حضر المنتدى ضمن الوفد المصري بذلك في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) أمس الاثنين على هامش منتدى الاستثمار المصري - الصيني: قناة السويس.. بوابة طريق الحرير".
وقال علام "المنتدى تاريخي من حيث مستوى الحضور وعدد رؤساء الدول والرؤية الشاملة التي قدمها الرئيس شي جين بينغ في كلمته".
واختتمت فعاليات المنتدى، الذي اعتبر الأكثر أهمية حول مبادرة الحزام والطريق منذ طرح الرئيس الصيني لمفهومها لأول مرة في عام 2013، يوم الاثنين . وحدد شي خلال كلمته في افتتاح المنتدى أمام زعماء ورؤساء حكومات من 29 دولة ووفود من أكثر من 130 دولة مبادىء وإجراءات تطوير الخطة الشاملة والمفتوحة.
وقال شي للصحفيين في ختام المنتدى إن إجمالي 68 دولة ومنظمة دولية وقعوا اتفاقيات تعاون مع الصين حول الحزام والطريق. وتم وضع قائمة تضم ما يربو على 270 نتيجة.
وقال الرئيس إن هذه النتائج ستعطى دعما قويا لبناء الحزام والطريق وستساعد على تعزيز الثقة من جميع الأطراف لدفع التعاون.
وقال علام، الذي سبق أن عمل سفيرا لمصر لدى الصين، إن مبادرة الحزام والطريق مبادرة غير مسبوقة في التاريخ، لافتا إلى تكامل المبادرة مع تنمية محور قناة السويس الذي تعول عليه مصر لتحقيق نهضة اقتصادية.
وأوضح "المبادرة تتميز بأنها مفتوحة لكل الأطراف ومصر توجد في موقع متميز لخدمة هذه المبادرة وتفعيلها وتكوين حافز لزيادة التعاون بين الجانبين".
وتابع بقوله "الجانب الصيني مستعد لذلك ونحن لدينا نموذج حي في منطقة قناة السويس"، مشيرا إلى شركة "تيدا" الصينية ومساهمتها في تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وتعد شركة )تيدا( أحد أكبر المطورين الصناعيين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وتعمل على تطوير مساحة أرض زادت إلى 7.23 كيلو متر مربع بالعين السخنة، وقد أنهت المرحلة الأولى من عملها وبدأت المرحلة الثانية في عام 2016.
وخلال المنتدى الاستثماري المصري - الصيني، تم التوقيع على 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة بين البلدين بينها اتفاق عمل إطاري للاستثمار والتعاون حول ميناء االعين السخنة بين الهيئة العامة لمنطقة قناة السويس وصندوق التنمية الصيني - الإفريقي. وقع على الاتفاقية نائب رئيس الهيئة عبد القادر درويش وتشو تشاو نائب رئيس صندوق التنمية الصيني -الإفريقي ووانغ انشي مدير قسم الأعمال الخارجية في شركة ميناء تشينغداو الدولي.
وسلط علام الضوء على الإجراءات والتشريعات التي إتخذتها مصر مؤخرا لجذب الاستثمارات الأجنبية، قائلا "قانون الاستثمار الجديد الذي أقره البرلمان المصري مؤخرا سيخلق بيئة جديدة للاستثمار فضلا عن المجلس الأعلى للاستثمار الذي أنشئ برئاسة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، هذا من شأنه أن يخلق قصص نجاح سريعة".
وأشار إلى أن المبادرة جاءت في توقيت مهم في مواجهة اتجاهات الحمائية والتباطؤ القائمة في مجال التجارة.
وتهدف مبادرة الحزام والطريق إلى ربط قارات العالم القديم الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا بشبكة من مشاريع البنية التحتية والتجارة على طول مسارات التجارة القديمة بما يحقق الخير لجميع الدول والشعوب.
وأكد علام أن الحكومة المصرية تولي أولوية لدعم البنية التحتية والتعاون مع الصين في مجالي النقل والبنية التحتية، معربا عن ثقته بأن التعاون بين مصر والصين في مشاريع مثل بناء البنية الأساسية والتسهيلات في الموانئ والمناطق اللوجستية من شأنه أن يفيد الجانبين ويخدم حركة التجارة العالمية بشكل أسرع وبشكل تنافسي وأسعار أقل.
واستعرض السفير المصري الأسبق خلال المنتدى الاستثماري المصري-الصيني الفرص المتاحة للاستثمار في قطاع البنية التحتية في إطار مبادرة الحزام والطريق. "هناك فرص كثيرة متاحة للتعاون بين الجانبين. مصر لديها 15 ميناء بحري على البحرين الأحمر والمتوسط وترتبط بأسواق إفريقيا وجنوب أوروبا".
وبسؤاله عن المفاوضات الجارية بين مصر والصين في هذا المجال، قال "جار التفاوض مع بعض الشركات بشأن تطوير رصيف متعدد الأطراف في ميناء الأسكندرية، والقطار المكهرب، وترام اسكندرية أبو قير".
وأضاف "هناك أيضا مفاوضات جادة مع الصين بشأن تطوير موانئ وقطارات وسكك حديدية، مجالات متنوعة لتحديث البنية الأساسية في خطوط السكك الحديدية وتحديث صناعة النقل ومجال للوجيستيات، الباب مفتوح للاستثمار".
وأبدى السفير المصري الأسبق تفاؤله بشكل عام إزاء التعاون بشأن المبادرة الصينية، قائلا "كل المؤشرات تشير إلى أنها من الممكن أن تنقلنا نقلة عالمية وخاصة الدول النامية التي تستطيع أن تستفيد من الفرص التي تتيحها".
عقد المنتدى الاستثماري المصري- الصيني بحضور وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي المصري سحر نصر ووزير التجارة والصناعة طارق قابيل والسفير المصري لدى بكين أسامة المجدوب ونائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس عبد القادر درويش وبمشاركة 200 من ممثلي الشركات الصينية المهتمة بالسوق المصرى.
