حمص، سوريا 20 مايو 2017 (شينخوا) بدأت الدفعة الأخيرة من المسلحين وأفراد عائلاتهم اليوم (السبت) بالخروج من حي الوعر غربي مدينة حمص (وسط سوريا)، أخر معقل للمسلحين في مدينة حمص تمهيدا لاعلانها خالية من السلاح والمسلحين وعودة مؤسسات الدولة اليها.
وكانت الحافلات على أهبة الاستعداد عند مدخل حي الوعر لنقل أخر دفعة من المسلحين وأسرهم إلى المناطق التي يسيطر عليها المسلحين في شمال سوريا.
وقال مسئولون حكوميون لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق إن المرحلة الاخيرة من الاخلاء ستنتهى في وقت لاحق اليوم حيث من المتوقع ان تدخل المؤسسات الحكومية الحي يوم (الاحد) اذا ما تمت العملية بسلاسة دون عقبات.
وكان المسلحون وعائلاتهم وكذلك المتعاطفون معهم يقومون بإجلاء حي الوعر على دفعات باتجاه المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في محافظة إدلب ( شمال غرب سوريا) وجرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي بموجب اتفاق تم التوصل اليه في مارس من هذا العام.
وتأتى عملية الإجلاء عقب اتفاق تم التوصل إليه مع الحكومة لمنحهم ممر آمن للمناطق التى يسيطر عليها المسلحون فى شمال سوريا في عام 2015.
وقد واجه تنفيذ الاتفاق عدة عقبات قبل إعادة تنشيطها في مارس الماضي.
ومنذ شهر مارس، غادرت 12 دفعة من المتمردين وأقاربهم منطقة حي الوعر، حيث يقدر عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بأكثر من 17 ألف شخص، 7 الاف منهم من المسلحين، وفقا لتلفزيون الدولة.
وقال طلال برازي، محافظ حمص، في تصريح للصحفيين عند مدخل الوعر اليوم السبت إن " 12 ألف هو العدد الإجمالي، مضيفا إن آلاف المدنيين عادوا بعد الوصول إلى وجهتهم في شمال سوريا، وذلك بسبب الوضع الصعب في المخيمات في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون ".
وقال البرازي إنه " اعتبارا من يوم الأحد، سيتمكن سكان الوعر، الذين فروا من الحي في عام 2012 عندما استولى المسلحون ، من العودة إلى ديارهم ".
وأضاف إن " عملية اخلاء الدفعة الاخيرة مستمرة حتى يوم السبت ويمكن ان تمتد إلى الساعات الاولى من صباح يوم غد الاحد ".
وتشير إحصاءات سابقة إلى أن حي الوعر مترامي الأطراف الواقع غرب مدينة حمص، كان موطنا لقرابة 300 ألف شخص قبل اندلاع الحرب في سوريا قبل أكثر من ست سنوات.
لكن العدد انخفض خلال السنوات الست إلى 75 ألفا بقوا في تلك المنطقة التي تحاصرها القوات الحكومية منذ عام 2014.
وتعد حمص واحدة من أهم المراكز الصناعية في سوريا، ويوجد فيها أكبر مصفاة للنفط في البلاد وحقول النفط والغاز الرئيسية في ريفها الشرقي.
والمدينة هي أيضا المحور الذي يربط المدن السورية الكبرى ببعضها البعض، وستكون السيطرة الكاملة على المدينة خطوة مهمة في دفع الحكومة للسيطرة الكاملة على المدن الخمس الرئيسية في دمشق، حمص، اللاذقية، حلب وحماة.
وبالنسبة للمسلحين، فإن فقدان معقلهم الأخير في حمص هو ضربة قوية، بعد الهزيمة الهائلة التي عانوا منها عندما استولت القوات الحكومية على مدينة حلب بأكملها في ديسمبر من العام الماضي، بعد إجلاء المسلحين من الجزء الشرقي من تلك المدينة الرئيسة في شمال سوريا.
وكانت مدينة حمص تسمى "عاصمة الثورة" من قبل المسلحين، حيث كانت من أوائل المدن التي انضمت إلى الحركة المناهضة للحكومة في سوريا بمنتصف مارس 2011.
في أواخر عام 2014، قبل المسلحون في مدينة حمص القديمة اتفاقا لإجلائهم من الجزء القديم من المدينة، والتي تم طمسها إلى حد كبير بسبب الحملة العسكرية في ذلك الجزء من المدينة.
وفي عام 2015، تم التوصل إلى اتفاق حي الوعر، على غرار الاتفاق في المدينة القديمة، قبل أن يتم تنشيطها في مارس من هذا العام.
وبعد الإجلاء الكامل للمسلحين من حي الوعر، ستتركز جهود الحكومة على التوصل إلى اتفاقات مماثلة في ريف حمص الشمالي، حيث ما يزال المسلحون يسيطرون على بعض المناطق.
اقرأ أيضا: