بروكسل 3 يونيو 2017 (شينخوا) قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ هنا يوم الجمعة إن الصين سعيدة برؤية أوروبا موحدة ومستقرة ومنفتحة ومزدهرة.
صرح لي بذلك أثناء حضوره الاجتماع الـ19 لقادة الصين والاتحاد الأوروبي مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان- كلود يونكر.
وقال لي إن الصين تثمن علاقاتها مع أوروبا وتدعم دول الاتحاد الأوروبي في اختيار طريقها الخاص للوحدة، مضيفا أنه يأمل في أن يرسل الاجتماع إشارة إيجابية مفادها أن علاقاتهم مستقرة وتتحسن بشكل مطرد، وأنهم قادرون على الاستجابة لأوجه عدم اليقين العالمية المتزايدة من خلال استقرار تعاونهم.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار لي إلى أن الصين والاتحاد الأوروبي واصلا إحراز تقدم جديد في تعاونهما في السنوات الأخيرة، داعيا الجانبين إلى العمل على تلاحم إستراتيجياتهما الوطنية بشكل أفضل وتوسيع الانفتاح المتبادل ودفع مفاوضاتهما قدما بشأن اتفاقية الاستثمار.
وشجع الجانبين على دفع التعاون في مجالات مثل البنية التحتية، والطيران، والمعلومات وأمن الشبكة، والتمويل، والطاقة المتجددة من بين مجالات أخرى.
وأضاف بقوله إنه يتعين أيضا على الجانبين اغتنام فرصة "عام السياحة بين الاتحاد الأوروبي والصين 2018" لمواصلة تسهيل التبادلات الشعبية.
وقال إن الصين ترغب في العمل مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز القمة المرتقبة لمجموعة العشرين المقرر عقدها في يوليو في هامبورج بألمانيا، حتى تقدم إسهامات جديدة لتحفيز النمو الاقتصادي العالمي والتعاون وتحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية.
كما ستوطد الصين تعاونها مع الاتحاد الأوروبي في تغير المناخ وسيعملان بشكل مشترك على تنفيذ اتفاق باريس للمناخ وأهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، حسبما ذكر رئيس مجلس الدولة.
وخلال الاجتماع أيضا، قال توسك ويونكر إن الحفاظ على النظام الدولي الحالي يتفق مع المصالح المشتركة للاتحاد الأوروبي والصين ومصلحة العالم بأسره، مضيفا أن النظام التجاري العالمي لا ينبغي أن يستمر في نهج انتقائي.
وقال قادة الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي والصين يتمتعان بتعاون جيد في القضايا الدولية الكبرى مثل تغير المناخ والقضية النووية الإيرانية، مضيفين أن وجود تعاون أقوى بين الجانبين في التجارة الحرة وتغير المناخ والأمن من بين أشياء أخرى يمكن أن يسهم في السلام والاستقرار والرخاء حول العالم.
وأشاروا إلى أن الاتحاد الأوروبي يولي اهتماما كبيرا بتعزيز علاقاته التجارية مع الصين ويدعم مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، مشيرين إلى أن الكتلة ترغب في مواصلة تعميق التعاون مع الصين في الربط البيني وتوسيع الاستثمارات الثنائية.
وعقب الاجتماع ، شهد رئيس مجلس الدولة الصيني وقادة الاتحاد الأوروبي توقيع عدد من اتفاقات التعاون تغطي الاستثمار وحقوق الملكية الفكرية والتكنولوجيا.
وخلال مؤتمر صحفي عقد عقب الاجتماع ، دعا لي الاتحاد الأوروبي إلى تنفيذ التزاماته بموجب المادة الـ15 من بروتوكول انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية وبهذا يرسل إشارة مفادها أن القواعد الدولية لابد أن تحترم.
وأشار لي، فيما كان توسك ويونكر يقفان على جانبيه، إلى أن الاتحاد الأوروبي يقوم على تعديل قوانين ذات صلة.
وأكد لي أن الصين تأمل في أن يتفق النظام المعدل مع قواعد المنظمة وأن يكون غير تمييزي.
وتنص المادة الـ15 على ضرورة أن يتوقف أعضاء منظمة التجارة العالمية عن استخدام نهج البلد البديل عند إجراء تحقيقات حول مكافحة الإغراق بشأن الصين وذلك بحلول 11 ديسمبر 2016.
ولفت توسك ويونكر خلال المؤتمر الصحفي إلى أن الاتحاد الأوروبي والصين أجريا مناقشات جادة بشأن المادة الـ15 وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك خلال اجتماع القادة، الذي قاموا خلاله بتوسيع التوافق وتجسير الخلافات .
وخلال الاجتماع ، ذكر لي أن المادة الـ15 تعد بمثابة "فقرة انقضى العمل بها" ويتعين على جميع الأطراف الالتزام ببروتوكول انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية.
وأضاف أن هذا لا يعني تنفيذ الالتزامات الدولية فحسب، وإنما يشير أيضا إلى إتباع القواعد الدولية واحترام النظام الدولي القائم على قواعد.
وفيما يتعلق بالاحتكاكات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، يعرب رئيس مجلس الدولة عن اعتقاده بأن الجانبين يمكنهما إدارتها من خلال القنوات الثنائية ومتعددة الأطراف.
اختتم لي لتوه زيارة إلى بلجيكا استغرقت يومين، حيث حضر قمة أعمال بين الاتحاد الأوروبي والصين وشارك في ترأس اجتماع القادة بين الصين والاتحاد الأوروبي وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء البلجيكي تشارلز ميشيل والتقي فيليب ملك بلجيكا.
تعد بلجيكا المحطة الثانية والأخيرة من جولة لي في أوروبا والتي زار خلالها أيضا ألمانيا.
