واشنطن 3 يونيو 2017 (شينخوا) أطلقت شركة "سبيس إكس" يوم السبت شحنة من الإمدادات والمعدات لرواد الفضاء، الذين يعيشون في محطة الفضاء الدولية، حيث تتضمن لأول مرة تجربة مصممة بشكل مستقل في الصين.
وأقلعت مركبة الشحن الفضائية "دراجون" التابعة لشركة "سبيس إكس" على متن صاروخ "فالكون 9" التابع لنفس الشركة عند الساعة 5:07 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (21:07 بتوقيت جرينتش) من مركز كيندي للفضاء بولاية فلوريدا.
وبعد حوالي 10 دقائق، نجحت "سبيس إكس" في تأمين هبوط المرحلة الأولى من الصاروخ في منطقة الهبوط رقم 1 التابعة للشركة، الواقعة جنوبي موقع الإطلاق في محطة كيب كانافيرال الجوية، وذلك كجزء من جهودها الرامية إلى تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام بشكل كامل.
وفي هذه الرحلة، سوف تقوم الطائرة دراجون بتسليم نحو 6000 رطل (2700 كيلو جرام) من الإمدادات والمعدات، من بينها ألواح شمسية وأدوات لرصد الأرض ومعدات لدراسة النجوم النيوترونية. وإذا سار كل شيء على ما يرام، فإنها ستصل إلى المحطة الفضائية يوم الاثنين.
-- تجربة صينية
ومن بين المعدات، جهاز يزن 3.5 كيلو جرام من معهد بكين للتكنولوجيا، مصمم لإجراء اختبارات للإجابة على أسئلة مثل "هل الإشعاعات الفضائية والجاذبية الصغرى تسبب حدوث طفرات بين جينات الأجسام المضادة، وكيف يحدث ذلك؟".
وتم ذكر الحمولة الصينية لأول مرة في عام 2015، عندما تم التوصل إلى اتفاق مع شركة "نانوراكس"، وهي شركة مقرها هيوستن وتوفر خدمات الاستخدام التجاري لمحطة الفضاء الدولية.
وبموجب الاتفاق، سوف تقوم "نانوراكس" بتسليم الجهاز إلى الجانب الأمريكي في المحطة الفضائية، حيث سيقوم رواد الفضاء هناك بإجراء دراسات باستخدام الجهاز لحوالي أسبوعين، وسيتم إرسال البيانات الصادرة عنه مرة أخرى إلى الباحثين الصينيين.
وهناك قانون أمريكي قائم، يعرف باسم تعديل وولف، يحظر التعاون بين وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" والكيانات الحكومية الصينية، بيد أن هذا الاتفاق تجاري بحت، وبالتالي فإنه يعتبر قانونيا.
وأكدت المتحدثة باسم وكالة ناسا، كاثرين هامبلتون، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن هناك تجربة صينية تم إطلاقها في هذه المهمة المعروفة باسم "سبيس إكس سي آر إس- 11".
وقالت هامبلتون في رسالة بالبريد الالكتروني إن "ناسا امتثلت لجميع المتطلبات القانونية لإخطار الكونغرس بهذا النشاط، وجميع شركاء محطة الفضاء الدولية وافقوا على إدراج التجربة".
وأضافت المتحدثة أن "هذه ليست أول تجربة صينية في محطة الفضاء الدولية"، مشيرة إلى أن "العلماء الصينيين كانوا محققين ومحققين مشاركين في تجارب دولية أُجريت في المحطة الفضائية الدولية، بما في ذلك تحقيقات مطياف ألفا المغناطيسي على المحطة الفضائية الدولية".
-- خطوة جيدة
ومع ذلك، قال البروفسور، دنغ يولين، الذي قاد فريق البحث الصيني، إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصميم وتنفيذ تجربة على محطة الفضاء الدولية من جانب الصين بشكل مستقل.
وأفاد دنغ لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "هذا التعاون لا ينتهك أية قوانين أو لوائح، بما في ذلك تعديل وولف. إننا نقوم بذلك بطريقة منفتحة وواضحة"، مضيفا أن "هذا نموذج جديد للتعاون يمكن أن نتبعه في المستقبل".
من جانبها، قالت ماري ميرفي، كبيرة مديري الحمولات الداخلية في شركة نانوراكس، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إننا نعتقد إنه بحث مهم بالفعل، وقد قاموا بعمل عظيم"، واصفة التعاون بين الجانبين بأنه "مثال جيد".
وأبرز ليروي تشياو، وهو رائد فضاء صيني-أمريكي سابق في وكالة ناسا وقائد سابق لمحطة الفضاء الدولية، أهمية المشروع الصيني.
وقال تشياو "أعتقد أن هذه خطوة جيدة للأمام"، مضيفا "لقد اعتقدت دائما أن التعاون هو أفضل السبل للمضي قدما لكل من الولايات المتحدة والصين، وخاصة عبر استخدام استكشاف الفضاء المدني كوسيلة لذلك".
بدورها، لفتت جوان جونسون-فريز، وهي محللة في مجال سياسات الفضاء في كلية الحرب البحرية الأمريكية، إلى أن ذلك يدل على تزايد أهمية الفضاء التجاري.
وقالت جونسون-فريز إن "الفضاء لم يعد مجرد حكر على النشاط الحكومي"، مشيرة إلى أن "الفضاء يتطور كمجال للنشاط التجاري، مثل السيارات والحواسيب، وهذا تغيير كبير عما كان عليه في الماضي".
وتعد مهمة "سبيس إكس سي آر إس- 11" هي المهمة الـ 11 من ما يصل إلى 20 مهمة تقوم الشركة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، بإرسالها لحساب وكالة ناسا. كما أنها المرة الأولى التي تقوم فيها "سبيس إكس" بإطلاق سفينة فضاء اُستخدمت في مهمة سابقة إلى محطة الفضاء الدولية.