بكين 8 يوليو 2017 (شينخوا) أشاد العديد من الخبراء والعلماء بخطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة في القمة الـ12 لمجموعة العشرين في مدينة هامبورج الساحلية الكبيرة بشمال ألمانيا.
وحث شي في كلمته التي ألقاها في القمة السنوية لقادة العالم، قادة مجموعة الـ20 على الدفاع عن اقتصاد عالمي منفتح ونظام تجارى متعدد الأطراف نظرا لأن النمو العالمي يبقى غير مستقر على الرغم من علامات على التعافي.
وحث شي ايضا على بذل جهود ملموسة في تشجيع محركات جديدة للنمو وتعزيز نمو أكثر شمولا وتحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية.
وتأتى قمة الـ20 لهذا العام والتي عقدت من يوم الجمعة حتى اليوم (السبت) تحت عنوان "تشكيل عالم مترابط" فى وقت لايزال النمو العالمي يواصل استجماع قوة دافعة وتبدى الدول المتقدمة واقتصادات السوق الصاعدة على السواء أداء اقتصاديا أقوى على الرغم من الشكوك وعوامل زعزعة الاستقرار.
وقال شي "ينبغى بل ويجب أن نكون فى المقدمة وندعم النظام التجارى متعدد الأطراف ونتقيد بالقواعد التى وضعناها سويا من خلال المشاورات ونسعي لإيجاد حلول مربحة للجميع للتحديات التي نواجهها."
وقال قو شيويه وو، مدير مركز الدراسات العالمية في جامعة بون ،إن خطبة شي أظهرت اصراره الثابت على دعم العولمة.
وأضاف أن تركيز شي على العمل معا لتحقيق نمو شامل هو في الحقيقة دعوة للذين يعتقدون أنهم "خسروا بسبب العولمة" للمشاركة في النقاش واستكشاف طريق جديد لتحقيق العولمة.
واستطرد المسؤول أنه كما قال شي "إن الالتزام بمنتدى الحزام والطريق يتناسب بشكل كبير مع أهداف قمة الـ20" ، بما يشير إلى أن الحكومة الصينية تنظر إلى مبادرة الحزام والطريق على أنها جزء من "عولمة جديدة وشاملة"، وأنها مستعدة لضم شعب الإقليم الأوراسى الذين لم يحصلوا بشكل كامل على منافع العولمة، في انشطة الانتاج العالمية عن طريق بناء آليات ترابط برية وبحرية.
وتهدف مبادرة الحزام والطريق التي تضم الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الـ21 والتي اقترحها شي في عام 2013 ، إلى بناء شبكة للتجارة والبنية الأساسية تربط آسيا بأوروبا وافريقيا على طرق التجارة القديمة.
وقال الخبير الجيوسياسي الايطالي فابريزيو فرانشيوسى إن خطاي شي يعكس التزام الصين بالتنمية المتكاملة لكل البشرية وطموح الأغلبية الواسعة للبلدان إلى السلام والرخاء العالمي.
وأضاف الخبير أن شي يدافع عن بناء اقتصاد عالمي منفتح وملتزم بطريق الانفتاح والمنفعة المتبادلة ويؤيد النظام التجارى متعدد الأطراف، واستطرد أن "هذا يخدم المصالح المشتركة للمجتمع الدولي."
وترسم مقترحات شي نموذجا للحوكمة العالمية المستقبلية وتستحق أن توضع موضع التطبيق من جانب الدول الأعضاء في مجموعة الـ20 والمجتمع العالمي الأوسع، وفقا لماق اقل الخبير الإيطالى.
وقال البروفيسور هوانغ جاي هو، عميد قسم الدراسات الدولية في جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية ومدير مركز التعاون الأمني العالمي إن خطاب شي في القمة يسمح للناس بفهم الاتجاه الذي تحتاج الصين والدول الأعضاء في مجموعة الـ20 للعمل نحوه ،وهو تعديل الاختلالات والسعي لتحقيق المساواة.
وأضاف هوانغ "لقد تأثرت للغاية بالجهود التي بذلتها الصين من أجل الحفاظ على نظام اقتصادي حر ومنفتح، وخاصة إسهامات الصين في النمو الاقتصادي العالمي والتنمية المستدامة فى الوقت الذى يشهد ارتفاع الحمائية التجارية."
واستطرد قائلا "أعتقد أن ما اقترحه الرئيس شي هو نمط جديد من العلاقات الاقتصادية العالمية وأن الصين وصلت به إلى مرحلة التطبيق للعلاقات الاقتصادية العالمية الجديدة كدولة كبيرة مسؤولة."
وقال أوه إيي سون، وهو باحث بارز في مدرسة أس .راجاراتنام للدراسات الدولية في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة إنه في الوقت الذي تقع فيه الولايات المتحدة فى شرك العزلة وتتبنى سياسة الباب المغلق، ترفع الصين بثبات راية التجارة الحرة وتقدم نجدة للاقتصادات الكبرى الأخرى في العالم.
وتابع الباحث قائلا أن شي أشار إلى أن الابتكار ،أكثر من غيره، هو مصدر جديد للنمو، وأضاف الباحث أن محاولات الصين في هذا الصدد هي سعى لجلب المزيد من المنافع للتنمية الاقتصادية للشعوب.
وقال أوه إن "النموذج الصيني (للنمو) يقدم إلهاما للتنمية الاقتصادية لجميع الدول".
