بكين 3 اغسطس 2017 (شينخوا) قال الرئيس الصينى شي جين بينغ امام حشد اثناء الاحتفال بالذكرى التسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني يوم الثلاثاء إن الصين مهندسة السلام العالمي وحامية التنمية العالمية وداعمة قوية للنظام الدولي.
وفي الاحتفال بيوم الجيش، اختارت الصين مجددا تسليط الضوء على السلام، الهدف الأبدي للبشرية، وأكدت مجددا على انها لا تسعى للتوسع خارج حدودها.
والاعمال ابلغ من الاقوال. فلا يوجد من بين جميع الاعضاء الدائمين بمجلس الامن الدولي من قام باعمال اكثر من الصين التي ارسلت 35 الف جندي خارج الحدود للدفاع عن حقوق الانسان الاساسية. وفي سبيل هذا الواجب المقدس، فقد 13 جنديا صينيا من قوات حفظ السلام ارواحهم.
وانجز الجيش الصيني، بالروح والدم، التزام الامة بتحقيق التنمية السلمية للبلاد وبناء عالم ينعم بالسلام.
ومنذ عام 2008، قامت اكثر من 80 من سفن بحرية جيش التحرير الشعبي بدوريات فى خليج عدن والمياه الواقعة قبالة السواحل الصوماية لضمان سلامة اكثر من ستة الاف سفينة محلية واجنبية.
وقاد رجال وسيدات الجيش الصيني عمليات البحث عن الطائرة ام اتش 370 المفقودة. وقامت القوات الصينية بدورها في الحرب لاحتواء فيروس الايبولا.كما ساعد جيش التحرير في حل أزمة المياه في ماليه عاصمة المالديف.
ويقول جان بيري لاكروا وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام إن اسهام الصين فى السلام العالمى لقى ترحيبا واسعا من المجتمع الدولي.
إن التنمية السلمية ليست ذريعة او خطابة دبلوماسية ولكن خيار اتخذته الصين على اساس تحليل الحقائق التاريخية والواقع الحالى والفرص المستقبلية. ان مصالح الصين متشابكة مع مصالح الكوكب بشكل معقد.
ومنذ اندلاع حرب الافيون في 1840 لحين تأسيس جمهورية الصين الشعبية في 1949 عانت البلاد كثيرا على يد القوى الغربية. وبسبب ذلك اصبح احترام الاستقلال والسلام اكثر ما يعتز به الشعب الصيني.
"لا تفعل للاخرين ما تود الا يفعلوه بك"، هذا هو اساس الكونفوشيوسية بمعني ان الصين لن تذيق الاخرين مرارة ما تعرضت له.
كما قال كونفوشيوس إن الفاضل يجد الاصدقاء دائما وهي حكمة يجب ان توجه العلاقات الدولية مثلما توجه التعاملات بين الافراد.
ومنذ ستينيات القرن الماضي وعبر المفاوضات والمشاورات، حددت الصين 20 الف كيلومتر من حدودها البرية وعلى اتفاق كامل مع 12 من اصل 14 من جيرانها الذين تجمعها بهم حدود برية. وكجارة جيدة مخلصة، فقد كان التزام الصين بتحقيق المنفعة المتبادلة اسهاما ملموسا للاستقرار في آسيا وخارجها.
ومن بين الحروب التي خاضتها على مر سبعة عقود منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، لم تقم الصين مطلقا بالخطوة الاولى ولم تكن المعتدية.
ان طريق التنمية السلمية يعني ان الصين لن تكون تلك الدولة التي تثير القلاقل او تغزو الدول الاخرى ذات السيادة.
وبحسب المقولة الصينية فإن "مصير الدولة المحاربة الى زوال،"
إن قانون التاريخ الصارم يقول ان الدولة التي تتوسع عبر غزو الدول الأخرى مصيرها الفشل.
يجب ان يقوم عصرنا على التعاون المربح للجميع والتنمية المشتركة.
وقال شي "الشعب الصيني يحب السلام ولن نسعى مطلقا للعدوان او التوسع ولكننا على ثقة من اننا سنهزم اي غزو. ولن نسمح لاي فرد او منظمة او حزب سياسي بفصل اي جزء من الاراضي الصينية عن البلاد في اي وقت وباي شكل."
إن السلام نعمة للشعب. وحمايته مسؤولية الجيش الشعبى. ولاداء هذا الواجب الابدى، يجب ان تكون القوات المسلحة الصينية جيشا على الطراز العالمي ومستعدة للقتال اذا اقتضت الضرورة ومستعدة للفوز . ولن تتهاون البلاد مع الاعتداء على سيادتها.
وتركز الاصلاحات العسكرية الاخيرة على الاصلاحات الهيكلية، بهدف بناء قوات مخلصة للحزب وتقوم بدور نموذجي. واذا حدث واضطر الجيش الصيني لخوض الحرب فسيفوز بها.
واعلنت الصين تخفيض عدد 300 الف جندي في 2015 وهي عملية من المتوقع ان تنتهي بحلول العام الجاري، بحسب وزارة الدفاع الوطني وهذا التزام صادق تجاه السلام والازدهار العالميين.
ان الجيش الصيني، الذي تأسس قبل 90 عاما ، مع سعيه المشترك للتنمية السلمية وتحقيق المنفعة لكل الدول، يأمل بصدق في تحقيق السلام خلال التسعين عاما المقبلة وما بعدها.