هافانا 5 أغسطس 2017 (شينخوا) إن تراث الطهي في كوبا لا يزال حيا وملموسا بفضل الشيف الكوبي لويس منديز الحائز على جوائز وآخرين أمثاله.
"لقد نجحنا في الحفاظ على الأطباق التقليدية الكوبية"، هكذا قال منديز الذي يؤمن بأن الأطباق الوطنية "تسمح للشعوب بالتعبير عن ماهيتها".
وأضاف منديز أن الطعام الكوبي يجمع بين تأثيرات الطهي المنبثقة عن ثقافات مختلفة هبطت على هذه الجزيرة الكاريبية عبر قرون، بدءا من الغزاة الأسبان وحتى الوافدين الأفارقة.
وقال منديز، الذي يعمل أيضا موظفا في كلية السياحة بجامعة هافانا، إن المطبخ الكوبي أثراه على مدى سنين العمل التطوعي بمختلف أشكاله وكذا المهاجرين القادمين من أنحاء أخرى من العالم.
وأضاف أن "الأفارقة والصينيين وحتى (المهاجرين من) أوروبا الشرقية أسهموا في إثراء طعامنا".
فالنكهات المستوردة جنبا إلى جنب المكونات الأصلية والسلع الغذائية الخاصة بكوبا أنتجت أطباقا مفضلة مثل "أجياكو لا كريولا" (حساء اللحم حلو المذاق)، و"مورونز أند كريستيانز" (الفاصوليا السوداء والأرز)، وتاماليس الكوبي (عجين الذرة المحشو داخل قشرة الذرة والمطهي على البخار)، وفطائر جذور القلقاس، و"كونجري أورينتيال" (الفاصوليا الحمراء والأرز)، والبطاطا المطهية في صلصة الثوم.
ويعد الشيف الكوبي إرنستو بيل من العاشقين الآخرين للمأكولات الكوبية. "فعندما أكون في المنزل أقوم في المقام الأول بإعداد أطباق كوبية"، هكذا أكد بيلو الذي عمل في بعض أشهر المطاعم المعروفة في هافانا.
ويقول بيلو إن المطعم الكوبي يتمتع بإمكانات كبيرة "لأنه نتاج مزيج من الثقافات، وهو بالتأكيد صورة لما نحن عليه كدولة".
وينعكس هذا التراث في قائمة الأكلات الشعبية الـ25 الرئيسية بكوبا، التي وضعها الاتحاد الكوبي لجمعيات الطهي ارتكازا على الأطباق التي يطلبها المحليون والأجانب على حد سواء في معظم الأحيان.
وقد أكد وزير السياحة الكوبي مانويل ماريرو مؤخرا على أهمية المطبخ الوطني لقطاع السياحة. و"إن الأولوية رقم واحد ستكون دوما لمواصلة تنويع ورفع جودة خدماتنا بوجه عام، وفن الطهي بوجه خاص"، هكذا ذكر ماريرو أثناء افتتاح مهرجان فاراديرو جورمنت في بداية يوليو المنصرم.
ولتحقيق ذلك، دعا ماريرو "كل مؤسسة طهي إلى خلق توقيعها الخاص (أطباقها الخاصة)، وكل طاهي إلى تقديم توابله الخاصة وكل نادل إلى إضافة لمسته الخاصة على المشروب الذي يقوم بإعداده".
وقال معلم الطهي بيدرو مانويل سيرانو، الذي يعمل في أحد المطاعم بمنتجع شاطيء شهير في فاراديرو بكوبا منذ 27 عاما، إن الزوار يستمتعون بالطعام الكوبي، مضيفا أن "السائحين يحبون المطبخ الكوبي نتيجة الإبداع في إعداد الطعام وتنوع الأطباق".
وتأمل السلطات الكوبية في جعل المطبخ الكوبي نقطة جذب سياحي أخرى للزائرين الأجانب.
ومن المتوقع أن يزور حوالي 4.2 مليون سائح أجنبي الجزيرة في عام 2017، وفقا للأرقام الرسمية.