مقالة خاصة: الصين تواصل ازدهارها في ظل حكم الحزب الشيوعي الصيني

2017-08-13 15:57:23
Video PlayerClose

بكين 13 أغسطس 2017 (شينخوا) يشهد العالم سيناريوهين دراميين: تعافي الاقتصاد العالمي ببطء بعد الأزمة المالية العالمية وانغماس الغرب في أزمة مؤسسة لم يسبق لها مثيل، في الوقت الذي تخلق فيه الصين بصورة مستمرة معجزات اجتماعية واقتصادية وهي تعرض درب نموها القائم على الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

وبالنظر إلى الأحزاب الحاكمة حول العالم، نجد أن قليلا منها ظل على رأس القيادة لأكثر من 30 عاما متتالية. ولكن،الحزب الشيوعي الصيني يحكم منذ 68 عاما ويواصل تحسين الظروف المعيشية لشعبه ويقدم تجربة قيمة للأحزاب السياسية حول العالم في الحوكمة طويلة الأمد.

وكما قال روبرت كوهن الخبير الأمريكي المتخصص في الشؤون الصينية، فإن مفتاح المعجزة الصينية هو القيادة المتميزة للحزب الشيوعي الصيني.

-- أيديولوجيا مرشدة

عندما ضربت العالم أزمة مالية في عام 2008، بلغت مبيعات كتاب "داس كابيتال"، وهو من أعمال كارل ماكس، ثلاثة أضعاف تقريبا حسبما ذكرت دار النشر الألمانية (كارل ديتز- فيرلاغ ). وأصبحت "إعادة اكتشاف ماركس" فجأة الأكثر رواجا مع انهماك الغرب في التفكير مليا في الأزمة.

وكما قال الخبير الاقتصادي الأمريكي روبرت هيلبرونر، علينا التعلم من الماركسية من أجل النهوض بالمجتمع الإنساني .

فالماركسية تكشف الحقائق العالمية للتنمية البشرية. ويتمسك الحزب الشيوعي الصيني دوما باتخاذ الماركسية أيديولوجيا مرشدة له ويجعلها جوهر الفكر لتوحيد مئات الملايين من أبناء الشعب الصيني.

وقد دمج الحزب الشيوعي الصيني الماركسية بظروف الصين على الأرض لخلق أيديولوجيا فريدة تشكلها الخصائص الصينية.

-- البناء من أجل الجماهير، والعمل من أجل الشعب

في إبريل من العام الجاري، ترأس خافيير ميراندا رئيس حزب الجبهة العريضة في أوروغواي وفدا في زيارة لناحية نوجيانغ ذاتيه الحكم لقومية ليسو في مقاطعة يوننان لدراسة أعمال تهدف إلى التخفيف من حدة الفقر في الصين.

وما شاهده ترك انطباعا عميقا في نفسه.

وبصفته رئيسا للحزب الحاكم على مدى ثلاث فترات، يعرف ميراندا جيدا مدى صعوبة حفاظ أي حزب على حكم طويل الأمد.

وقال إن أهم مسؤولية تقع على عاتق الحزب الحاكم تتمثل في ضمان العدالة والمساواة الاجتماعية، وإن الحزب الشيوعي الصيني قد ضرب مثالا في هذا الصدد للأحزاب الحاكمة الأخرى.

وأشار إلى أنه "تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، لم تحافظ الصين فقط على نمو اقتصادي سريع، وإنما جعلت أيضا ثمار التنمية تعود بالفائدة على مجالات واسعة تشمل الظروف المعيشية والرعاية الصحية والتعليم العام لأبناء الشعب"، مضيفا أن هذه التجربة تعد شيئا يمكن للأحزاب الأجنبية التعلم منه.

إن مفتاح نجاح الحزب الشيوعي الصيني يكمن في أن الحزب يتخذ دوما من الشعب مركزا للتنمية. ويصر على التطوير من أجل الشعب وبالشعب وتقاسم الإنجازات مع الشعب.

وذكر أيكين كونروف أمين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي القازاقي أن "مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني يعرفون الشعب الصيني جيدا. ودائما ما يضعون مصلحة الجماهير أولا، وهذا يمثل الفارق الجوهري بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب الحاكمة في البلدان الغربية".

وفي العالم المعاصر حيث تواجه الأحزاب الحاكمة التقليدية خطر تقلص الدعم الشعبي، يتطور الحزب الشيوعي الصيني بمرور الوقت من خلال استيعاب الأعضاء من مختلف الطبقات ومحاولة التوصل إلى توافق في الآراء بين غالبية الناس.

-- الانضباط الحزبي

"هل قادة الصين أفضل من قادتنا؟" هكذا سألت مجلة ((بوليتيكو)) الأمريكية.

يتم اختيار مجموعة الكوادر بالحزب الشيوعي الصيني من خلال عملية صارمة، فيما يستطيع بعض أفراد من عامة الجماهير دخول الكونغرس الأمريكي من خلال كسب ود الناخبين عبر تصريحات غير صادقة.

وعلى سبيل المقارنة، تساءلت مجلة بوليتيكو قائلة "ما مدى تأكدنا من أنه أيا ما كان القادة الذين ستخرجهم عمليتنا (الاختيار العام) وأيا ما كان الحزب والمذهب، يمكن أن يقفوا على قدم المساواة مع من يخرج من بلدهم (الصين)؟".

وذكرت مجلة ((ديبلومات)) الأمريكية إن الحزب الشيوعي الصيني يعين الكوادر من خلال الأداء والقدرات، بطريقة لا يمكن حتى للمؤسسات التجارية الناجحة نسخها.

وقال لي كوان يو مؤسس سنغافورة لدى تفسيره معجزة التنمية في الصين إن أكثر الشخصيات قدرة بين مليار شخص ويزيد هم الذين يوجهون دفة البلاد إلى العظمة.

ويولي الحزب الشيوعي الصيني اهتماما كبيرا ببناء الحزب ويعين المسؤولين على أساس أدائهم وكفاءتهم لضمان الحكم الرشيد.

وعلاوة على ذلك، فإن الحزب يعزز باستمرار الانضباط داخل صفوفه.

وعلى وجه التحديد، أنشأ الحزب الشيوعي الصيني مجموعة الفحص المركزية، وهي خطة إستراتيجية داخل الحزب لحماية نفسه من الفساد من قبل أي مضارب سياسي.

ومنذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، أصرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تحت قيادة شي جين بينغ على معالجة "الأشكال الأربعة للانحطاطات (سي فنغ) -- الشكليات والبيروقراطية ومذهب المتعة والإسراف.

وإن حملة الحزب ضد الفساد وأوجه سوء السلوك الأخرى تظهر لعامة الجماهير تطلع الحزب الشيوعي الصيني إلى القضاء على الظلم من أجل رفع معنويات الحزب والشعب.

وذكر جوستافو غيرادو رئيس شركة آسيا/ الأرجنتين الاستشارية الأرجنتينية أن الحزب الشيوعي الصيني يمكنه سد الثغرات في نظامه لأنه متفوق في التصحيح الذاتي.

وأضاف غيرادو أن حملة مكافحة الفساد التي أطلقها شي تعد مثالا جيدا على ذلك.

-- الحكمة الإستراتيجية والتخطيط للمستقبل

يعد التحزب مشكلة عميقة الجذور في الديمقراطيات الغربية. فقد أدت الصراعات بين الفروع التنفيذية والتشريعية و "ألعاب الفيتو" إلى عدم سن تشريعات ثمة حاجة ماسة إليها. فجماعات المصالح الخاصة "تخطف" السياسات من خلال الضغط فيما يقود اختلاف الأحزاب التي تصعد إلى السلطة في الغالب إلى تغيير سياسات الدولة، وهو ما يؤدى إلى إهدار الكثير من الوقت والموارد.

وذكر البروفيسور هوانغ شيانغ هواي من مدرسة الحزب للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أنه في الوقت الذي يوجد فيه ما يسمي بـ"الدورة الاقتصادية للانتخابات "في الغرب، يضمن الحزب الشيوعي الصيني الاستقرار طويل الأمد للسياسات الجوهرية للدولة.

ومن خلال الاستفادة من الحكم المتتابع، عزز الحزب الشيوعي الصيني من قدرته على صياغة إستراتيجيات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.

وتعد الخطط الخمسية مثالا على ذلك. فمن خلال البناء الصناعي واسع النطاق الرامي إلى خلق مجتمع رغيد العيش على نحو معتدل، أنجز الحزب الشيوعي الصيني أعظم مشروع تحديث شهده التاريخ على مدى السنوات الستين الماضية.

وقال كونوروف من الحزب الشيوعي القازاقي إن "الصين تثق تماما في المستقبل"، مضيفا "لأنها خططت كل خطوة ولن تتخلى أبدا عن الهدف المتمثل في العمل من أجل رفاهية شعبها".

 

KEY WORDS: السياسة
YOU MAY LIKE
010020070790000000000000011101421365225341