الأمم المتحدة 29 أغسطس 2017 (شينخوا) أدان مجلس الأمن الدولي بشدة يوم الثلاثاء الإطلاق الأخير لصاروخ من قبل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، مطالبا إياها بالوقف الفوري لهذه الأفعال.
وأكد المجلس في بيان أن تصرفات كوريا الديمقراطية هذه لا تشكل تهديدا للمنطقة فحسب، بل لجميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
وجاء في البيان "إن مجلس الأمن يعرب عن قلقه البالغ من أن كوريا الديمقراطية، بقيامها بإطلاق الصاروخ فوق اليابان، وتصرفاتها وبياناتها العلنية مؤخرا، فإنها تهدد بشكل متعمد السلام والاستقرار بالمنطقة، وتسبب قلقا أمنيا خطيرا حول العالم."
وطالب مجلس الأمن كوريا الديمقراطية بعدم المضي بإطلاق المزيد من الصواريخ باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، والالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، حسب البيان الذي أعلن بعد مشاورات مغلقة بين أعضاء المجلس.
كانت اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة قد دعت لاجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد قيام كوريا الديمقراطية بإطلاق الصاروخ .
وطالب مجلس الأمن كوريا الديمقراطية بالتخلي عن جميع الأسلحة النووية والبرامج النووية القائمة لديها "بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة فيه"، والتوقف فورا عن النشاطات المعنية.
وطالب المجلس كوريا الديمقراطية أيضا بعدم إجراء أية تجارب نووية مستقبلا ، أو أية استفزازات أخرى، والتخلي عن أية أسلحة أخرى ذات دمار شامل.
ودعا مجلس الأمن جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى "التطبيق الدقيق والتام والسريع لكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بكوريا الديمقراطية"، مؤكدا مجددا أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرقي آسيا عموما.
وعبر المجلس عن التزامه بتسوية سلمية ودبلوماسية وسياسية للوضع، مرحبا بجهود تسهيل التوصل لحل سلمي وشامل، عبر الحوار.
وبعد تلاوة البيان، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي إن جميع أعضاء مجلس الأمن الـ15 "قد تحدثوا بانسجام".
وقالت للمجلس" العالم متحد ضد كوريا الشمالية. لا شك حيال ذلك".
وأضافت " إننا نطالب جميعا كوريا الشمالية بوقف أي تجارب صاروخية مستقبلية، إننا جميا نطالب كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية".
وتابعت بقولها " آن الأواني لنظام كوريا الشمالية أن يعترف بالخطر الذين يضعون أنفسهم فيه. الولايات المتحدة لن تسمح بهذه الفوضي أن تستمر وباقي العالم يقف معنا".
وقال السفير اليالباني كورو بيسهو إن البيان أرسل رسالة واضحة لكوريا الديمقراطية مفادها بأن المجتمع الدولي لن يقبل " بسلوكها الطائش". وحث بيونغ يانغ على الاستجابة لدعوة المجتمع الدولي ووقف التجارب الصاروخية، مضيفا أن اليابان ستعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل شامل للمشكلات المتعلقة بكوريا الديمقراطية.
وقال المندوب الصيني ليو جيه يي في نفس الاجتماع إن الصين ترفض الإطلاقات الصاروخية من جانب كوريا الديمقراطية باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، داعيا بيونغ يانغ إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وحث كافة الأطراف المعنية على ممارسة ضبط النفس وتجنب " الأفعال الاستفزازية المتبادلة" التي تفاقم من التوتر في المنطقة.
وأوضح أن القرار الذي اعتمده مجلس الأمن يوم 5 أغسطس يفرض المزيد من العقوبات على كوريا الديمقراطية، لكنه يدعو أيضا إلى استئناف المحادثات السداسية ويعد بالسعي إلى حل سلمي وسياسي ودبلوماسي ويؤكد على أهمية جهود التهدئة من قبل الأطراف المعنية.
وقال السفير الصيني أيضا إن الصين ترفض أي فوضي أو حرب في شبه الجزيرة الكورية، مشيرا إلى أن النشر العسكري ليس مجديا. وإن نشر الدرع الصاروخي ثاد من قبل الولايات المتحدة في كوريا الجنوبية يعرض بشكل خطير التوازن الاستراتيجي الإقليمي للخطر، ويقوض من الأهداف الأمنية الاستراتيجية لدول المنطقة كافة بما في ذلك الصين.
وتابع ليو قائلا " إنه سيؤدي إلى تصاعد التوتر في شبه الجزيرة ويجعل القضية أكثر تعقيدا وعسرا".
وطالب بوقف نشر النظام وتفكيك المنشآت ذات الصلة.
وأكد السفير الصيني أن " الصين تلتزم دائما بهدف منع نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة، والحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة، وتسوية القضية عبر الحوار والمشاورات".
وحث الدول المعنية على العمل معا لإعادة القضية إلى المسار الصحيح للحوار السلمي.