اجتمع غوتيريس مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله، يوم أمس الثلاثاء في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
غزة 30 أغسطس 2017 (شينخوا) أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اليوم (الأربعاء)، زيارة تفقدية إلى قطاع غزة دعا خلالها إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي برفع الحصار الإسرائيلي عنها.
وقال غوتيريس، في مؤتمر صحفي عقده في إحدى مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، إن غزة "تعد مع الأسف الشديد واحدة من الأزمات الإنسانية العميقة" في العالم.
وأضاف "من المهم جدا أن يتم تطبيق القرار 1618 الصادر عن مجلس الأمن الدولي برفع حصار غزة لأن كل الإجراءات الحاصلة على الأرض تدمر الثقة بين الأطراف".
وأبدى غوتيريس شعوره "بالمعاناة الحقيقية التي يعانيها سكان قطاع غزة في هذه الظروف"، مؤكدا أن غزة تريد حلولا لمشاكلها ما يتطلب من المجتمع الدولي تقديم الدعم الإنساني لسكانها".
وأعلن عن تقديم منحة مالية بقيمة أربعة ملايين دولار لبرامج المشاريع الطارئة لأونروا، مبديا فخره بعمل موظفي الأمم المتحدة "الذين يقومون بعمل كبير في ظل ظروف غزة القاسية".
وشدد أمين عام الأمم المتحدة، على أن الحلول لمشكلة قطاع غزة "ليست إنسانية"، موجها نداء للفلسطينيين من أجل الوحدة وإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ عشرة أعوام.
وقال بهذا الصدد "بالأمس كنت في رام الله (في الضفة الغربية) واليوم أنا في غزة وهذان جزآن من فلسطين لذلك أناشد بالوحدة في ظل الخطوط التي وضعتها منظمة التحرير الفلسطينية لأن الانقسام يدمر قضية الشعب الفلسطيني".
وحث غوتيريس، على إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية عالية من أجل تطبيق مبدأ حل الدولتين لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقال عن ذلك "لدي حلم بأن أرى دولة فلسطين تعيش بجانب دولة إسرائيل بأمن وسلام ورخاء، وأدعو في سبيل ذلك إلى إزالة العقبات من على الأرض".
وأضاف "لكن بهذه العملية السياسية المنشودة أن يكون هناك برنامجا مخططا من أجل تحسين الحياة للشعب الفلسطيني وهو أمر مهم جدا".
وختم غوتيريس مؤتمره الصحفي، بالتعبير عن الأمل أن يصل غزة يوما ويراها "جزءا من الدولة الفلسطينية التي تعيش في أمن وسلام ورخاء".
واقتصرت زيارة غوتيريس إلى قطاع غزة على تفقد مدرسة تتبع ل(أونروا) التقى فيها بموظفين في الوكالة الأممية، وأطلع منهم على الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وكان محتجون فلسطينيون حاولوا اعتراض موكب غوتيريس لدى دخوله إلى قطاع غزة عبر معبر (بيت حانون/ايرز) الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وقال شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن عشرات الفلسطينيين بينهم عائلات أسرى لدى إسرائيل اقتربوا من موكب غوتيريس بعد دخوله إلى الجانب المعبر محاولين اعتراضه إلا أن الموكب واصل سيره.
ورفع المحتجون لافتات كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية ، بالإضافة إلى لافتات أخرى تطالب الأمين العام بالتدخل لإنهاء الوضع المأساوي في قطاع غزة.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة منذ منتصف العام 2007 دعت في بيان صحفي على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم غوتيريس، إلى بذل كل الجهد الممكن لرفع الحصار عن القطاع، وإنهاء معاناة مليوني فلسطيني يعيشون في أكبر سجن في العالم.
كما طالبت الحركة الأمين العام للأمم المتحدة، باعتماد البرامج الإغاثية والتنموية وتمويلها لإنقاذ القطاع من المأساة الإنسانية التي يعيشها.
وشددت الحركة، على ضرورة ممارسة الضغط بكل أشكاله على دولة الاحتلال لوقف انتهاكاتها بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية وبحق الشعب الفلسطيني، والعمل الفوري على وقف انتهاكات الاحتلال بحق أسرانا في السجون.
واجتمع غوتيريس يوم أمس الثلاثاء في مدينة رام الله مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله، وأكد التزام الأمم المتحدة بحل الدولتين لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وأن الاستيطان عقبة أمام حل الدولتين.
كما عقد لقاءات منفصلة مع ممثلي مؤسسات شبابية فلسطينية وشخصيات فلسطينية مستقلة إلى جانب وفد يمثل أهالي أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل.
وهذه أول مرة يزور فيها غوتيرس كل من الضفة الغربية وقطاع غزة يرافقه مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور منذ تسلمه منصبا خلفا لبان كي مون في الأول من يناير الماضي.