بكين 12 أكتوبر 2017 (شينخوا) يهتم العالم اهتماماً كبيراً بحدث ستشهده الصين بعد أيام ألا وهو انعقاد المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني الذي سيراجع عمل الحزب خلال السنوات الخمس الماضية ويضع خططاً تنموية جديدة للبلاد ويفتح الآفاق لخمس سنوات أخرى في مسيرة التقدم.
وفي إطار اهتمام الحزب الشيوعي الصيني بتعزيز التبادلات مع مختلف الأحزاب في البلدان حول العالم من أجل بناء منصة مهمة لتعميق التعاون الشامل، قام وفد مغربي من الأحزاب السبعة الممثلة في البرلمان المغربي بزيارة للصين مؤخراً أعرب خلالها أعضاء الوفد في مقابلة خاصة أجرتها معهم وكالة أنباء ((شينخوا)) عن انبهارهم بما حققته الصين من إنجازات في عملية تحول الاقتصاد الصيني ورفع المستويات المعيشية للشعب وتعزيز علاقاتها الخارجية مع العالم وارتفاع مكانتها على الساحة الدولية.
-- إنجازات المؤتمر الوطني الـ18 للحزب
وقد توجه الأستاذ عبد السلام رجواني من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورئيس الوفد المغربي، بالتهنئة للحزب الشيوعي الصيني على مؤتمره المقبل في أكتوبر الحالي، قائلا إنه من خلال هذه الزيارات والأنشطة واللقاءات والحوارات المنظمة "يمكن القول أننا أصبحنا على إطلاع أكبر على التجربة الصينية التي ارتقت بالصين لتصبح قوة اقتصادية صاعدة والتي رأي أن تحقيقها يرجع إلى الانضباط والروح الوطنية وإلى وجود منظم جماعي ألا وهو الحزب الشيوعي الصيني".
وذكرت د. بديعة الراضي من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن قرارات المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني كانت جرئية جدا، مضيفة أنه من خلال متابعتها للتطور الذي تشهده الصين وجدت أن كل الطموحات والأفكار والوعود التي جاءت في أوراق المؤتمر الوطني الـ18 للحزب تجلت على أرض الواقع في كافة المجالات وانعكست بالفعل على الملفين الاجتماعي والاقتصادي، وأصبحت الصين بذلك لها ريادة على المستوى الدولي وتحتل مشهداً أساسياً وتتموقع تموقعاً يلفت الأنظار العالمية.
ومن جانبه رأى د. فتاح أخياط من حزب الأصالة والمعاصرة المغربي أن ما وصلت إليه الصين اليوم هو نابع من الوضوح في مسار الأيديولوجية الشيوعية إضافة إلى كل الاجتهادات الفكرية التي واكبها جميع قادة الحزب الشيوعي الصيني وسعيهم إلى تجسيد ذلك الفكر وإعطائه بعدا سياسياً واقتصادياً واجتماعيا ، حيث أكد بشكل خاص على أن استفادة الحزب الشيوعي الصيني من الموروث الثقافي والحضاري للصين بشكل متكامل كانت من العوامل التي ساعدت الصين على أن تشغل هذه المكانة على المستوى العالمي.
وبدورها، ذكرت د. جميلة فعرس من حزب الأصالة والمعاصرة أن الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تتبع نهجاً متميزاً ومتقدماً في تحقيق النمو وأن تجربتها التنموية تقدم درساً قوياً يستحق أن تتدارسه وتتعلم منه سائر دول العالم سواء من حيث طريقتها لبلوغ النجاح أو أساليبها وأدواتها لتحقيق الرخاء والازدهار.
"لقد تغيرت صورة الصين التي كانت في ذهني بعد زيارتنا لها"، هكذا قال د. العابد العمراني الملودي من حزب الاتحاد الدستوري المغربي، مشيراً إلى أنه "بفضل جهود الحزب الشيوعي الصيني، استطاعت الصين خلال الفترة الزمنية الممتدة من المؤتمر الوطني الـ18 إلى اليوم تحقيق ما يطمح إليه الشعب فيما يتعلق بالتنمية وبناء علاقات دولية متكاملة".
-- أسباب وراء نجاحات الحزب
وأشار د. محمد لمين ديدة من حزب العدالة والتنمية المغربي إلى أن المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني كان محطة هامة وأساسية في تاريخ الحزب لأنه أسس لمبادئ وقضايا تهم الحزب والدولة بما فيها الانضباط الصارم على نحو شامل والمحاسبة وهذا ما أعطى دفعة لتطور الحزب والصين.
وشاطرته الرأى د. بشرى محسن من حزب الحركة الشعبية المغربي، حيث عزت الإنجازات التي حققها الحزب الشيوعي الصيني أيضا إلى الالتزام والانضباط والصرامة ومكافحة الفقر ومحاربة الفساد والرشوة وربط المسؤولية بالمحاسبة، مشيرة إلى أن الحزب قريب من الشعب ويخدمه ويهتم اهتماماً كبيراً بهموم المواطنين فيما يقوم الشعب الصيني بدوره في تنمية البلاد بكل جد واجتهاد.
وفي هذا الصدد أيضا، قالت د. نبيلة أرميلي من حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي إن الحزب الشيوعي الصيني ينفذ منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب وعده بتطبيق نظام صارم يعرف معنى المحاسبة والرقابة، لافتة إلى أنه عندما يكون النظام الصارم مبنى على الرقابة وجودة العمل والعمل المتواظب، فهذا يؤتي بالطبع ثمارا، متمنية أن تواصل الصين السير على هذا الدرب.
أما د. عمر باهمان عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، فرأى أن ما يقف وراء النجاحات التي تجسدت على أرض الواقع في الصين على الأصعدة كافة هو تبني الشعب الصيني لثوابت الحزب الشيوعي الصيني ومفاهيهه ووجود توافق وتلاحم بين الحزب والشعب.
كما رأت جميلة فعرس أن الاتحاد والتشارك وبعد النظر وطريقة وضع الإستراتيجيات تأتي ضمن الأسباب التي تقف وراء الإنجازات التي حققتها الصين تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني على جميع الأصعدة، لافتة إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يتبوأ مركزاً متقدماً في السياسة الخارجية والتجارة والاقتصاد بل والمشهد السياسي العالمي، وفي هذا الصدد تقدم الصين من خلال تاريخها العريق ونضال شعبها نحو الازدهار في تجاوب مع ما يطرحه الحزب تقدم مثالاً قوياً يحتذى به لمن يريد أن يتقدم ويزدهر.
-- مبادرة الحزام والطريق
وأعرب فتاح أخياط عن اعتقاده بأن مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 مبادرة جديرة بالدراسة وبأن محاولة التعمق في فهم أسسها بشكل شامل هو مطلب ليس فقط للدول النامية وإنما أيضا للدول المتقدمة في ظل السياقات العالمية سريعة التغير والتي بات معها التعاون المشترك مطلباً لجميع الدول في العالم.
وتشير مبادرة الحزام والطريق إلى كل من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وتهدف إلى بناء شبكة من التجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على طول طرق التجارة القديمة لطريق الحرير.
وأثنى عمر باهمان على مبادرة الحزام والطريق وإسهامها في انفتاح الصين على العالم الخارجي في ضوء نظام القرية الواحدة الذي يعيشه العالم حاليا، مشيرا إلى أن وسائل التواصل والتكنولوجيا الحديثة والعولمة بمفهومها الواسع هي التي فرضت على جميع المجتمعات الانفتاح على مختلف الدول والحضارات والتجارب العالمية، وبالتالي فإن مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة ناجحة للغاية في هذا الصدد.
وفي ختام المقابلة، أعرب أعضاء الوفد المغربي عن تمنياتهم للحزب الشيوعي الصيني بالتوفيق والنجاح في مؤتمره الوطنى الـ19 المرتقب وأن يسفر المؤتمر عن قرارات وتوصيات تكون في خدمة البشرية وتوطيد العلاقات بين الأمم من أجل الوصول إلى مصير مشترك يجد الجميع فيه غايته وأهدافه.