بكين 20 أكتوبر 2017 (شينخوا) حظي خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي ألقاه يوم الأربعاء أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني باهتمام واسع من الإعلام العربي، الذي سلط الضوء على قضايا عدة من بينها السياسة الاقتصادية للصين وحملة مكافحة الفساد وتحديث الجيش.
وافتتح المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، الذي يعقد كل خمس سنوات، في بكين الأربعاء بخطاب للرئيس الصيني شي جين بينغ. وراجع خطاب شي الذي استغرق أكثر من 3 ساعات الإنجازات التي حققتها الصين تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني خلال السنوات الخمس الماضية في شتى المجالات ووضع خريطة طريق حتى عام 2020 وما بعده. وأثار ما ورد به من أفكار ووعود وإجراءات جديدة اهتمام وسائل الإعلام العربية.
وقال شي في خطابه إن تطور الصين ما زال في مرحلة الفرص الإستراتيجية المهمة وفي وقت يشهد الوضع في الداخل والخارج تغيرات عميقة ومعقدة "نعد بمزيد من الانفتاح على العالم، وتوفير معاملة منصفة للشركات الأجنبية وتعزيز دور السوق، وكذلك مواصلة تحرير سوق العملات".
وأبرزت وكالات أنباء وصحف من عدة دول عربية تصريحات شي. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية ((بترا)) في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني أن الصين لن تغلق أبوابها أمام العالم، بل على العكس من ذلك، ستنفتح أكثر، مشيرة إلى أن شي تعهد أيضا في الخطاب بأن تتعامل الصين مع الشركات الأجنبية بإنصاف.
وأضافت الوكالة أن الصين ستحمي الحقوق والمصالح المشروعة للمستثمرين الأجانب وكل الشركات الأجنبية المسجلة في الصين ستعامل على قدم المساواة وبإنصاف.
ومن جانبها، قالت جريدة ((الحياة)) اللندنية في تقرير لها يحمل عنوان "وعود الانفتاح في مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني" إن تعهد شي بمزيد من الانفتاح يأتي على خلفية مواجهة الصين اتهامات من قبل شركائها التجاريين بممارسة الحمائية واعتماد سياسات تمييزية بحق الشركات الأجنبية. ونقلت الصحيفة عن رئيس غرفة التجارة الأوروبية في بكين ماتس هاربورن قوله إن تطبيق السياسات المذكورة أصبح أكثر أهمية من أى وقت مضي.
وفي السياق ذاته، تحدثت جريدة ((الأهرام )) المصرية عن تمسك الصين بالانفتاح والعولمة، وقالت إن الرئيس الصيني شي دعا في الخطاب إلى الوحدة بين بلدان العالم خلال الأزمات لتعزيز عملية تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار ودفع تطور العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وأفضلية. وأكد على ضرورة تعاون الجميع لمواجهة التغير المناخي وحسن إدارة الكرة الأرضية .
علاوة على ذلك، ركزت بعض وسائل الإعلام العربية أيضا على عزم الصين مواصلة حملة مكافحة الفساد التى تمت خلالها معاقبة ما إجماليه مليون ونصف تقريبا من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني خلال السنوات الخمس المنصرمة، بحسب ما قال يانغ شياو دو، نائب سكرتير اللجنة المركزية لفحص الانضباط للحزب في مؤتمر صحفي عقد على هامش المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني.
وقالت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) المصرية أن الصين تعهدت بمواصلة حملتها عميقة الجذور ضد الفساد ونقلت عن شي قوله في الخطاب إن "الحزب لن يتسامح مطلقا مع الفساد وإساءة استخدام السلطة، وسيواصل تطهير وتحسين وإصلاح ذاته واجتثاث الفساد من جذوره في كل مكان وعلي كافة المستويات".
ونوهت قناة((الجزيرة)) القطرية على موقعها الالكتروني في تقرير عنوانه "الرئيس الصيني يتعهد بتقوية الحزب الحاكم واستئصال الفساد" إلى أن الرئيس الصيني تعهد ب"عدم التسامح إطلاقا "حيال المسؤولين الفاسدين، ومواصلة سياسة استئصال الفساد.
واهتمت صحيفة ((البيان)) الإماراتية بتأكيد شي على أن ضرروة حكم الدولة طبقا للقانون بمثابة ثورة عميقة لإدارة شؤون الدولة، مؤكدا في هذا الصدد على دفع الممارسة الصارمة لحكم القانون وعملية التشريع بالسبل العلمية والديمقراطية والتشريع بمقتضى القانون.
وقالت أن شي شدد على ضرورة تعزيز تطبيق الدستور ومراقبته وتعزيز التنمية وضمان الحكم الرشيد بالقانون السليم ودفع عجلة ممارسة الإدارة وفق القانون لتنفيذ القانون بصورة صارمة ومعيارية وعادلة ومتحضرة.
كما حظى ملف تحديث الجيش الصيني الوارد في خطاب الرئيس الصيني باهتمام الإعلام العربي حيث تطرق تقرير ((الجزيرة)) إلى عزم شي مواصلة تحديث القوات المسلحة ليجعل "من جيش التحرير الشعبي جيشا من الطراز الأول".
وفي نفس النقطة، أشار تقريران مماثلان لوكالة أنباء ((الشرق الأوسط )) والوكالة العربية السورية للأنباء ((سانا)) أيضا إلى أنه سيتم تحقيق تحديث الجيش على نحو أساسي بحلول عام 2020 وفقا لوعد شي بعصرنة الدفاع الوطني والجيش وتحويل جيش التحرير الشعبي الصينى إلى جيش من الدرجة الأولى في العالم على نحو شامل بحلول عام 2035.
وبالإضافة إلى ذلك، أبرز الإعلام العربي أيضا وعد شي بتمسك الصين بسياسة خارجية سلمية.
ونقلت ((الأهرام )) عن شي قوله في هذا الشأن إن "الصين ستواصل التمسك بسياسة خارجية تدعو من خلالها إلى التنمية السلمية واحترام حقوق شعوب العالم في اختيار طريقها التنموي ومعارضة فرض أية دولة إرادتها على غيرها وتدخلها في شؤون غيرها واستغلال الدول القوية للدول الضعيفة"
وقالت وكالة ((سانا)) السورية نقلا عن الرئيس الصيني قوله في الخطاب الموجه أمام ما يناهز 2300 مندوب تم اختيارهم من بين 89 مليون عضو بالحزب إن الصين لن تسعى وراء الهيمنة ولن تقوم بالتوسع الخارجي أبدا مهما بلغ مستواها في التنمية كما أنها لن تسعى وراء التنمية الذاتية على حساب مصالح الدول الأخرى ولا تشكل تنمية الصين تهديدا لأى دولة أخرى.
ومن المقرر أن يستمر المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني حتى يوم 24 الشهر الجاري، وسيتم انتخاب لجنة مركزية جديدة للحزب، وهيئة لمكافحة الفساد بالإضافة إلى وضع خطة جديدة للتنمية في أكبر بلد نام بالعالم، للسنوات الخمس المقبلة وما بعدها.