بكين 22 أكتوبر 2017 (شينخوا) خدمت الصين تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في السنوات الأخيرة كعامل استقرار ومصدر للحكمة في عالم يعاني من عدم اليقين والتحديات.
ومن خلال قراءة الإشارات الصادرة عن المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، قال محللون من دول عديدة إنهم يثقون بأن الحزب الشيوعي الصيني سيقود الصين لتقديم المزيد من الإسهامات للسلام والتنمية في العالم.
--دعم نظام الحوكمة العالمي
وقال ديفيد شاميوغ ، الزميل البارز بمعهد بروكينغز، وهو مركز بحثي أمريكي معروف، إن الصين " تلعب دورا قياديا خاصا في الحوكمة العالمية".
وأشار إلى مجالات متنوعة شهد فيها العالم زيادة كبيرة في الإسهامات الصينية بما في ذلك تغير المناخ والصحة العالمية ومهام حفظ السلام الدولية والحوكمة الاقتصادية العالمية وأمن الطاقة وإعادة تشكيل المؤسسات متعددة الأطراف.
وكانت الصين من أوائل الدول التي وقعت على اتفاق باريس المناخي وقد جددت التزامها بمكافحة الاحتباس الحراري بعد إعلان الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق.
وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في تقريره في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني يوم الأربعاء إن الصين أصبحت " مشاركة ومساهمة وحاملة شعلة مهمة" في المساعي العالمية الرامية إلى مواجهة تغيرات المناخ وتحقيق الحضارة الايكولوجية.
وقد أوفت الدولة بأكثر مما يجب عليها من ناحية خفض الانبعاثات الكربونية في العام الماضي وتعهدت بحزمة تقدر بـ 3.1 مليار دولار من أجل تعاون جنوب -جنوب بشأن تغير المناخ لدعم الدول النامية.
وقال الفيري غولدشتاين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنسلفانيا، إنه يعتقد أن "الصين متمسكة بهذا المسار، ما يجعل من المرجح أن تعود الولايات المتحدة الى الإجماع بشأن تغير المناخ".
كما تعد الصين مؤيدا قويا لمهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وموفرا لمواد الإغاثة الإنسانية الدولية. كما أنها المساهم الأكبر بقوات حفظ السلام الأممية وثاني أكبر مساهم ماليا في صناديق حفظ السلام.
وقال خيري تورك، الأستاذ بكلية الأعمال بجامعة الينوي للتكنولوجيا، إنه بالرغم من أن نصيب الفرد من الدخل ليس عاليا مثل الدول المتقدمة، إلا أن الصين قد وفرت للعالم بالفعل مصالح عامة مثل إرسال قوات حفظ السلام ومكافحة القرصنة وإرسال البعثات الطبية إلى الدول الفقيرة لمساعدة غير القادرين على الحصول على علاج طبي جيد.
ومن ناحية الاقتصاد، تعد الصين قوة لا غنى عنها في مكافحة الركود الاقتصادى العالمى. وخلال السنوات الخمس الماضية، ساهمت الصين بأكثر من 30 بالمئة في النمو الاقتصادي العالمي.
ولم تأت هذه الإنجازات الملموسة بسهولة، إذ بذلت الدولة جهودا هائلة لتعزيز الإصلاحات على نحو شامل وتعديل هيكلها الاقتصادي لمعالجة التحديات الصعبة والحفاظ على النمو المستدام.
وفي الوقت نفسه، فإن الصين ملتزمة بتعزيز اقتصاد مفتوح وتحرير التجارة. وقال غريشون ايكيارا، محاضر الاقتصاد الدولي بجامعة نيروبي، إن مشاركة الصين النشطة في التعاون الاقتصادي العالمي ودعمها للتجارة الحرة والمفتوحة قد عاد بالنفع عليها وعلى جميع الدول الأخرى.
وقال العالم إنه يتوقع أن تواصل الصين القيام بدور رائد في تشكيل النظام العالمي للتكامل الاقتصادي ما سيساعد على تحفيز النمو العالمي.
-- توفير حلول بحكمة صينية
وقال روبرت لورينس كون، رئيس مؤسسة كون، وهي مؤسسة أمريكية غير حكومية معنية بتعزيز العلاقات الأمريكية -الصينية، إن عمل الصين" الأكثر استباقا" في وضع جدول أعمال النمو والحوكمة العالميين قد تجسد في مبادرة الحزام والطريق التي وصفها بأنها " فكرة قوية جدا".
والمبادرة التي اقترحها شي في عام 2013 تهدف إلى تعزيز التجارة والتكامل المالي والبنية التحتية والترابط والتبادلات الشعبية على طول مسارات التجارة لطريق الحرير القديم وما وراءها لربط آسيا وأوروبا وإفريقيا.
وقال كون إنه من خلال ربط تلك الدول والمناطق التي تشكل أكثر من 60 بالمئة من إجمالي تعداد سكان العالم و30 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، تعد المبادرة " مثالا نموذجيا" على تقاسم الصين لحكمتها وحلولها بشأن النمو العالمي والحوكمة.
والأكثر من ذلك، يرى شامبوغ أن المبادرة" لديها إمكانيات كبيرة لكثير من البلدان والتنمية العالمية".
وقال إن "معظم الدول على طول الحزام والطريق لديها مطالب تنموية كبيرة-- الكهرباء والطاقة والبنية التحتية للنقل والربط التكنولوجي-- وهو ما يمكن أن تسهم الصين في تلبيتها بشكل كبير".
ومن جانبه، قال نيغيل هاوورث، رئيس حزب العمال النيوزيلندي، إن المبادرة تظهر أن الصين بدأت تنظر بشكل بناء في طرق جديدة لتكملة الأنظمة القائمة للتكامل الاقتصادي مثل منظمة التجارة العالمية ورابطة دول جنوب شرق آسيا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مبادرة الحزام والطريق تساعد على صون السلام الإقليمي، كما قال رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومنيك دي فيلبان، مشيرا إلى أنها تخلق فرصة للدول ذات الأنظمة المختلفة للعمل معا لحماية المنطقة من الإرهاب.
وأضاف "يجب أن نعول على جميع مزايا الاستقرار مع حروب أقل وتوترات أقل وأزمات أقل وإرهاب أقل. من المهم جدا أن يكون لدينا تصور عالمي".