بكين 23 اكتوبر 2017 ( شينخوا ) أثبت التاريخ أن الطريق إلى الازدهار ليست سهلة. لقد حدد المفكرون مجموعة من "الفخاخ" التى غالبا ما تعيق الدول النامية عند سعيها إلى أن تصبح مما يطلق عليها دول العالم الأول.
وفى الوقت الذى تتحرك فيه الصين صوب أن تصبح "دولة اشتراكية حديثة عظيمة"، هل ستكون قادرة على تجنب هذه الفخاخ واثبات ان رأي المتشائمين خطأ؟ وما هي الاجابات التى يتعين على القيادة الصينية ان تقدمها؟
يقدم النظام السياسي "الاشتراكية ذات الخصائص الصينية من أجل مرحلة جديدة" الذي قدمه شي جين بينغ فى المؤتمر الوطني ال19 للحزب الشيوعي الصيني بعض الحلول لتفادي بعض هذه الفخاخ
فخ الفقر
فخ الفقر يتحقق عندما يزداد الفقر الهيكلي خلال عدة أجيال.
شي: "تم تحقيق تقدم كبير فى مكافحة الفقر."
"يجب علينا ضمان انه بحلول 2020، سيتم انتشال كل السكان الريفيين الذين يعيشون تحت خط الفقر الحالي من دائرة الفقر."
فخ ثوسيديدس
وسمي الفخ على اسم المؤرخ اليوناني ثوسيديدس، وتقول نظرية هذا الفخ إن الحرب حتمية عندما تظهر قوة جديدة تتحدى قوة حالية قائمة.
شي: "بغض النظر عن مرحلة التنمية التى وصلت إليها الصين، لن تسعى الصين مطلقا إلى الهيمنة أو التوسعية."
"الصين تتبع سياسة دفاع وطني دفاعية فى طبيعتها."
"ندعو شعوب كل الدول إلى العمل سويا من أجل بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية."
فخ الدخل المتوسط
هذا المصطلح يدل على ان الاقتصاد يصل إلى مستوى معين من الدخل، الا انه غير قادر على الزيادة ويفشل فى تحقيق استدامة النمو الذي يحتاج اليه ليصبح غنيا.
شي "تبنينا المنهج الصحيح للتنمية."
"الاقتصاد حافظ على نسبة نمو من متوسطة إلى عالية."
"علينا مواصلة الإصلاح الهيكلي لجانب العرض كمهمة أساسية، وعلينا العمل بجد من أجل جودة أفضل وكفاءة أعلى ومحركات أكثر قوة للنمو الاقتصادي عن طريق الاصلاح."
فخ تاسيتوس
هذا يحذر من انه عندما تفقد الحكومة مصداقيتها سينظر اليها حتما على انها كاذبة، سواء أكانت تقول الحقيقة أو الكذب أو تفعل الشيء الجيد أو الشيء السيء.
شى: "يجب ان نركز على الحفاظ على رابطة وثيقة للحزب مع الشعب وان نبقي عليها راسخة فى العقل، وان نطور صلة أوثق معهم وان نبقي على العمل من أجل دعم عام أقوى لحوكمة الحزب."
دائرة الصعود والهبوط
"صعود شيء قد يكون سريعا ولكن سرعة هبوطه تتساوى أيضا مع سرعة الصعود. هل يوجد شخص أو أسرة أو مكان أو حتى أمة نجت فى الهروب من هذه الدائرة؟"، قيل ان المرب هوانغ يان بي سأل الزعيم ماو تسي تونغ هذا السؤال ذات مرة.
شي "الشعب يكره الفساد بشدة، والفساد أكبر تهديد يواجهه حزبنا."
"فقط من خلال تكثيف الجهود لمعالجة الأعراض والأسباب الجذرية للفساد، يمكننا تجنب دائرة الصعود والهبوط التاريخية وضمان الاستقرار طويل الأجل للحزب والبلاد."
فرضية نهاية التاريخ
عالم السياسة الأمريكي فرانسيس فوكوياما افترض فى كتابه -- "نهاية التاريخ" نصر محتوم للديمقراطية الليبرالية الغربية و"انهيار الصين". نهاية الحرب الباردة تعني ان نظاما عالميا يجمع بين الديمقراطية الليبرالية والسوق الحرة سيسود دائما.
شي "كما أظهر التاريخ وسيستمر فى كونه شاهدا على ذلك، بدون قيادة الحزب الشيوعي الصيني، سيكون حلم النهوض العظيم للأمة الصينية مجرد تفكير نأمل فيه."
المندوبون والخبراء يقفون خلف شي
ذكرت سون تشاو شيا، استاذة فى جامعة قويتشو مينتسو، انها لديها ثقة فى قيادة الحزب الشيوعي للصين لتفادي هذه الفخاخ وهذا يرجع إلى النظام السياسي والاقتصادي الفريد للدولة.
وقالت "فى الديمقراطية الغربية، قامت الاحزاب السياسية بإهدار الكثير من طاقتها على التركيز على حملات الفوز والبقاء فى السلطة"، مضيفة "الاهتمام ينصب على الانتخابات أو الحكم، لذلك فان استراتيجيات مثل تخفيف حدة الفقر تنفذ بشكل ضعيف."
وعلى النقيض، فان الحزب الشيوعي الصيني يتوافق بشكل تام مع السياسات الكبرى مثل تخفيف حدة الفقر، ما يساعد فى خلق ايمان عام قوي فى المساعي نحو تحقيق ذلك.
وقال ليو يوان تشون، نائب رئيس جامعة رنمين الصينية، إن شي أرسى حزمة من الاصلاحات لمعالجة كل المشكلات الكبيرة التى تواجه الاقتصاد الصيني، بما فيها السيطرة على المخاطر وتحسين تنظيم الاقتصاد الكلي وإصلاح جانب العرض والابتكار.
بصفته اقتصاديا، قال ليو إن الاقتصاد بنى أساسا قويا، وان الصين من المحتمل ان تصبح اقتصادا عالي الدخل بحلول 2030.
وقدم الاستاذ بجامعة بكين وكبير الاقتصاديين السابق فى البنك الدولي جاستن لين ييفو تكهنات مشابهة، رغم انها من منظور مختلف .
وقال إن السبب الرئيسي فى وقوع الاقتصادات النامية فى فخ الدخل المتوسط أو المنخفض هو انها اتبعت نظريات اقتصادية غربية سائدة -- اما البنيوية أو النيوليبرالية.
وقال "سر نجاح الصين هو استخدامها لكل من "اليد الخفية" و"اليد المرئية"، مضيفا "فقط عندما يلعب السوق والحكومة أدوارهما المعنية يمكن للابتكار التكنولوجي والتحديث الصناعي السير بشكل سلس."
وقال تساي سونغ تاو، مندوب من مقاطعة خنان، إن شي حذر من فخ تاسيتوس فى جولة تفقدية بالمقاطعة.
وقال إن مسئولي الحزب على المستوى القاعدي يعملون بجد للغاية من أجل الحفاظ على اتصال وثيق مع الشعب.
وقال تشانغ شي شيان، الاستاذ فى مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن الحزب دائما ما يدعم "خط الجماهير".
وأضاف "الحزب الشيوعي الصيني يأتى من الشعب ويعتمد عليه ويعمل من أجله."
كما ان الحزب يبني نظام الديمقراطية الاشتراكية من أجل الحفاظ على المصالح الجوهرية للشعب وضمان ان كل سلطات الدولة تنتمي للشعب.
وقالت سون تشاو شيا إن الأسر عبر التاريخ لم تتمكن من الهرب من دائرة الصعود والهبوط بسبب ان المصالح الخاصة بالطبقة الحاكمة كانت ضد الجماهير العامة، لكن الحزب الشيوعي الصيني لا يخدم سوى الجماهير، فهو يحظى بدعم الشعب وسيظل في السلطة.
وقال تشانغ ان سببا آخر لنمو وازدهار الحزب هو إصراره على الانضباط الصارم لأعضائه.
وأضاف "أخطاء القادة السابقين، من بينهم الزعيم ماو فى آخر حياته، حددت وصححت. أي عضو ينتهك قواعد انضباط الحزب سيعاقب. وان تشو يونغ كانغ خير مثال على ذلك. ومجموعات مصالح داخل الحزب غير مسموح بوجودها. وهذا الاصرار والتماسك هو ما يجعل الحزب قويا.
