بكين 25 أكتوبر 2017 (شينخوا) كشف الحزب الشيوعي الصيني النقاب عن تشكيلة قيادية جديدة اليوم (الأربعاء) لإدارة دفة أكبر بلاد العالم من حيث التعداد السكاني نحو تحقيق حلم بناء دولة اشتراكية عصرية عظيمة.
وانتخب شي جين بينغ مجددا أمينا عاما للجنة المركزية للحزب، ليقود لجنتها الدائمة للمكتب السياسي الذي يضم سبعة أعضاء.
والأعضاء الآخرون في القيادة العليا هم لي كه تشيانغ ولي تشان شو ووانغ يانغ ووانغ هو نينغ وتشاو له جي وهان تشنغ.
وانتخبوا خلال الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية الـ19 للحزب في أعقاب انعقاد المؤتمر الوطني الـ19 للحزب، ما يمثل انطلاقة تاريخية جديدة للحزب لتحقيق خطته الطموحة من أجل النهوض الوطني للأمة.
وخلال فعاليات المؤتمر الذي يعقد مرتين كل عشر سنوات واختتم أعماله أمس الثلاثاء، أعلن الحزب "عصرا جديدا" للاشتراكية ذات الخصائص الصينية وأدرج فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية من أجل العصر الجديد في دستور الحزب باعتباره مكونا جديدا لتوجيه العمل الحزبي.
وانتخب شي لمنصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب للمرة الأولى خلال أول جلسة كاملة للجنة المركزية الـ18 في اواخر 2012.
وخلال جلسة كاملة هامة للجنة المركزية في 2016، تمت المصادقة على مكانة شي في قلب الحزب.
وحصل على تلك المكانة قبله ماو تسي تونغ ودنغ شياو بينغ وجيانغ تسه مين.
واعتلى الزعماء الجدد للحزب المنصة اليوم كقادة دفة سفينة الأمة الصينية نحو تحقيق أهداف العصر الجديد المتمثلة بشكل أساسي في تحقيق حضرنة اشتراكية بحلول 2035 وبناء دولة اشتراكية عصرية عظيمة بحلول منتصف القرن الحالي.
ويقول يانغ فنغ تشنغ الأستاذ بجامعة رنمين الصينية والباحث في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني "تغيير تشكيلة قيادة الحزب، أكبر حزب سياسي بالعالم، تلبية لاحتياجات الحزب والأمة لتطوير قضاياهم."
وأضاف يانغ كبير محرري كتاب (مفاتيح نجاح الحزب الشيوعي الصيني) "قادة الحزب الجدد جيدون في التعلم وجريئون في التطبيق."
وللمرة الأولى، يولد كافة أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949.
وبدأوا عملهم السياسي تقريبا مع إطلاق مسيرة الإصلاح والانفتاح في 1978 التي تركت عليهم أثار عصر بدء إنطلاقة الاقتصاد بعد عقد من الفوضى خلال الثورة الثقافية بين عامي 1966 و1976.
وكإصلاحي قوي، أطلق شي أكثر من 1500 إجراء إصلاحي في السنوات الخمس الماضية غير مسبوقة في مدى تغطيتها وعمقها.
وبالإضافة لشي، فالأعضاء الست الآخرون باللجنة الدائمة ممارسون نشيطون لسياسات الإصلاح والإنفتاح.
وسواء على مستوى الحكومة المركزية أو المحليات، قاد كافة الأعضاء سلسلة من الإصلاحات الكبرى واستكشفوا نظريات وحلوا مشكلات جذرية بعقول متفتحة وبصيرة وتفكير ابداعي.
ويُرى القادة الجدد على نطاق واسع كأشخاص يملكون مُثلا وقناعات راسخة وولاء قويا للحزب وحبا عميقا للبلاد.
وحصلوا جميعا على تعليما جامعيا وأبدوا فهما عميقا للفلسفة والفكر الاستراتيجي مع تمتعهم بمستوى عال نسبيا من التفكير النظري. ونشر العديد منهم أبحاثا أكاديمية أو حتى كتبا خلال مسيراتهم العملية.
ولدى الزعماء السبعة خبرة علمية ثرية في المجمل. ويعتبرون أنهم يملكون حسا مواكبا للعصر واهتماما بالمواطنين.
وشي، على سبيل المثال، بدأ مسيرته السياسية قبل 44 عاما. وخلال الخمس سنوات الماضية، قضى 151 يوما في 50 جولة تفقدية بأنحاء البلاد.
ولدى القادة الآخرين خبرات في العمل على مستوى القاعدة وتمت ترقيتهم لمناصب قيادية بفضل آدائهم الممتاز وسمعتهم الجيدة.
وعمل معظم القادة السبعة في كلا من مناطق ساحلية غنية شرقا ومناطق أقل تقدما في وسط وغرب البلاد.
ولعب عدد منهم أدوارا حيوية في الحرب على الفساد ونجحوا في معالجة قضايا عسيرة ومحفوفة بالمخاطر في مجالات التنمية الاقتصادية ورفاهية المواطنين والإدارة الحضرية وحملة مكافحة الفساد والتحول الصناعي.
وعلاوة على ذلك، لدى القادة الجدد فهما أعمق للانفتاح والتنمية المربحة للجميع مع رؤية عالمية أوسع وخبرة واسعة في التعامل مع القضايا الدولية.
وخلال السنوات الخمس الماضية، شهدت قيادة الحزب قوة محركة كبرى خلف العولمة الاقتصادية.
ويقول هان تشنغ تشيانغ الأستاذ بمدرسة الحزب للجنة المركزية للحزب "قيادة الحزب الجديدة فريق قوي وموجه نحو الأهداف ولديهم وعي شديد بالمشكلات كما أن لديهم القدرة على الثبات على المبدأ أثناء الممارسة.
وأشار "يتمتعون بالمرونة وفي الوقت نفسه يتحلون بالمبادئ أثناء معالجة المشكلات. ولم ينسوا مطلقا كيف بدأوا وكيف تقدموا في مواجهة التحديات داخليا وخارجيا."
كما أن تشن يي وي المندوب للمؤتمر، مفعم بالأمل.
وقال "القادة الجدد أصحاب خبرة ثرية ولديهم حس قوي بالمسؤولية."
وأضاف "أعتقد أنه في ظل توجيه الإنجازات الأخيرة في تبني الماركسية في السياق الصيني، يمكنهم قيادة الحزب والامة لتحقيق اختراقات جديدة والتغلب على الصعاب وإنجاز مهمات جليلة في العصر الجديد."