مقالة خاصة: إنجازات وأفكار الحزب الشيوعي الصيني تحظى بإشادة واسعة في العالم العربي

2017-10-28 10:35:14
Video PlayerClose

بكين 28 أكتوبر 2017 (شينخوا) حظي المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني، الذي اختتمت فعالياته يوم الثلاثاء، وتم خلاله انتخاب قيادة صينية جديدة وإدراج أفكار الرئيس الصيني شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد في دستور الحزب، إضافة إلى وضع خطة جديدة للتنمية في البلاد للسنوات الخمس المقبلة وما بعدها، باهتمام غير مسبوق في مختلف أنحاء العالم العربي.

وتابعت معظم وسائل الإعلام الرئيسية في العالم العربي فعاليات المؤتمر وتم نشر الكثير من المقالات حوله، تحت عناوين ركزت على نجاحات الحزب الشيوعي الصيني، حيث لاقت الإنجازات العظيمة التي حققتها الصين على مدى الأعوام الخمسة الماضية والأفكار الفريدة التي طرحتها بإشادة واسعة.

-- إنجازات عظيمة في مختلف المجالات

نشرت جريدة((الجمهورية))، إحدى أكبر الصحف الحكومية في مصر، مقالا للخبير في الشؤون الصينية والمستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر في بكين، أحمد سلام، حول الحزب الشيوعي الصيني وإنجازاته، وجاء في المقال "وليس من شك في أن إنجازات الصين منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني جذبت اهتمام العالم، وأن الشعب الصيني يشعر بالفخر للتقدم الذي حققته الدولة".

وأكد المقال أن الصين حققت تحت قيادة الحزب الشيوعي والحكومة الصينية العديد من الإنجازات في كثير من المجالات، حيث أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما أدى تمسك الصين بسياسة صارمة في مكافحة مختلف أشكال الفساد إلى معالجة الكثير من القضايا الانضباطية والمخالفة للقانون، وقد حظيت جهود الحزب الشيوعي في محاربة الفساد منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر بدعم شعبي قوي وغيرت من طريقة تفكير وعمل الحكومة في مواصلة سياسة استئصال الفساد.

ونشرت جريدة ((المصري اليوم))، أبرز الصحف الخاصة في مصر، مقالا للكاتب سليمان جودة، قال فيه "تسألني عن سر نجاح الصين، فأقول لك إنها نجحت وستنجح أكثر، لأنها تعرف بالضبط ماذا تريد، ثم تذهب إليه من أقصر طريق!"

وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوفاق الوطني الليبية، محمد الطاهر سياله، إن الحزب الشيوعي الصيني يقود الصين بنجاح من خلال عمليات إصلاح متتالية، موضحا أن تجربة الصين في الإصلاح تتناسب مع معطيات الصين سواء من حيث حجم السكان أو حجم مساحة البلاد.

بينما أشار نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان دريد ياغي إلى أن المؤتمر الوطني الـ 19 يأتي بعد إصلاحات حقيقية أدت إلى رفع مستوى المعيشة وزيادة الدخل لدى المواطنين وإلى تحقيق الاقتصاد الصيني نجاحات كبرى على مستوى العالم والاقتصاد العالمي، مؤكدا أن سياسات الإصلاح والانفتاح كانت ناجحة والدليل على ذلك أنه في غضون عقدين من الزمن استطاعت الصين أن تحقق قفزة نوعية إلى الأمام وأن تنجح في كل البرامج التي طبقتها.

كما ثمّن حنين نمر، الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد، التجارب المميزة التي طبقها الحزب الشيوعي الصيني في مجال مكافحة الفقر، قائلا إن "الصين عملت بشكل جاد في السنوات الماضية على مكافحة الفقر" وقد نجحت في تقليص مستويات الفقر في عموم الصين، واصفا ذلك بأنه "في حد ذاته نصر كبير".

-- أفكار جديدة في العصر الجديد

وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني إلى أن الحزب طرح أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وبرنامجها الشامل الأساسي، حيث تمت الموافقة على إدراجها في دستور الحزب كجزء جديد من الدليل الإرشادي لعمل الحزب.

وفي هذا الإطار، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تقديره لهذا "الإبداع الصيني الذي اسمه الاشتراكية بميزات صينية"، مشيرا إلى أن سياسات الصين، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والسياسة والتعاون الدولي "ناجحة جدا"، وهذا يتجلى بالنتائج التي يتم رؤيتها على الأرض ويتمتع بها الشعب الصيني.

كما قال الخبير أحمد سلام في مقاله إن أفكار الصين وحكمتها حول التنمية والحوكمة، تساهم في حل القضايا التي تواجه البشرية. ويمكن الاستفادة كثيرا من هذه الأفكار والمفاهيم، فأفكار الصين تستطيع مساعدة المناطق التي تعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية في كيفية إجراء التخطيط الشامل في المستقبل؛ وتساعد الأماكن التي تنقصها قوة محركة لتنمية الاقتصاد والحيوية والتماسك الاجتماعي، في كيفية دفع الإصلاح العميق؛ وتساعد الحكومات والأحزاب الحاكمة في الدول التي تعاني من اضطرابات سياسية في حل مشكلات النظم وتعزيز بنائها الذاتي، وإلى آخره.

بينما رأى دريد ياغي أن "تجربة الحزب الشيوعي الصيني في حكم الدولة يمكن أن تلهم الأحزاب الشيوعية والاشتراكية"، مؤكدا أن التعددية ليست ملزمة، وأن الملزم هو التمسك بالإصلاحات وبسياسة اقتصادية اجتماعية.

في حين أكد حنين نمر أن المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني شكل نقلة نوعية في حياة البلاد، لأنه ركز بالأساس على التمسك بالاشتراكية مع احترام الخصائص الصينية فيما يخص التحول الاشتراكي .

وأضاف أن الاشتراكية في الصين تطبق وفق المبادئ الصينية، وهذه الفكرة دقيقة جدا وهامة، وتدل على أن هناك من هو بالقيادة الصينية يفكر جيدا بمستقبل الصين وإيجاد الأساليب والطرق للنهوض بالصين وبالتالي النهوض بالعالم كله وعلى أساس تقدمي.

ودعا الأحزاب الشيوعية العربية إلى دراسة التجربة الصينية بشكل "معمق" وإضافة بعض الخصائص العربية التي تنسجم مع خصائص المجتمع، مشيدا في الوقت ذاته بخصائص التجربة الصينية الغنية المنفتحة على الآخر.

-- مصير مشترك وتنمية مشتركة

ودائما ما تناولت المقالات والتصريحات الواردة من العالم العربي ما ذكره الرئيس شي حول "دفع بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية"، باعتبارها رؤية فريدة تساهم في بناء نظام عالمي أكثر عدلا وتقدم إسهامات جديدة وأكبر في السلام والتنمية.

وذكر أحمد سلام في مقاله "حين نتكلم عن إنجازات الصين تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، نجد أن الإنجازات عديدة خلال السنوات الخمس الماضية، فقد اقترحت جمهورية الصين الشعبية على مدى السنوات الخمس الماضية مبادرة الحزام والطريق والرؤية المتمثلة في بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، مما يساعد على إقامة نظام حوكمة عالمي عادل ونزيه".

وأوضح المقال أنه كما آتت دبلوماسية الصين ثمارا تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ وعززت تنمية الدول في أنحاء العالم، فعلى مستوى العالم هناك إنجازات صينية، مبينا أن نجاح الصين وتنميتها أسهما إسهاما عظيماً في استقرار وتنمية الاقتصادات في أنحاء العالم، كما أن مبادرة الحزام والطريق عززت بشكل كبير التنمية في مجالات مثل البنية التحتية والتبادلات الثقافية والاستثمار والتجارة، وساعدت في تحقيق وضع مربح للجميع بين الدول في كافة أنحاء العالم.

وتابع أنه يضاف إلى إنجازات الصين، مساهمتها من خلال بعثاتها لحفظ السلام وجهودها لمعالجة الكثير من حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العامة، ومنها علي سبيل المثال وباء الإيبولا.

فيما أعرب دريد ياغي عن اعتقاده بأن مبادرة الحزام والطريق تشكل إنجازا تنمويا عالميا تاريخيا وطريقا لرفد الدول والشعوب بكل مشاريع التنمية، مشيرا إلى أن امتداد طريق الحرير الجديد وتواصل الدول ذات الحضارات التي يمر بها سيقدم الكثير من المساعدات لهذه الدول، كما سيقدم لها أيضا الترجمة الناجحة للأفكار التي توصل إليها الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني في كيفية التعاطي بين دول العالم.

بينما لفت حنين نمر إلى ن "نموذج طريق الحرير في التنمية هو نموذج رائع يهدف إلى توطيد وإيجاد الأرضية لطريق الحرير الذي سيقلب وجه العالم"، مبينا أن هذه المبادرة تمر بكل البلدان التي تحتاج إلى تنمية وتنشيط، معربا عن تقديره العالي لدور الصين في تطبيق هذه المبادرة.

من جهته، قال الرئيس الفلسطيني عباس إن "التعاون الدولي أمر مهم وتأثير المشروع لن يكون مقتصرا على الدول التي يمر بها فحسب، بل على كل دول العالم"، منوها بأن فلسطين من الدول السبعين التي وقعت على مشروع مبادرة الحزام والطريق، كون هذه المبادرة ستعمل على إنعاش اقتصادات الكثير من الدول.

KEY WORDS: السياسة
YOU MAY LIKE
010020070790000000000000011101421367115431