كانبيرا 4 نوفمبر 2017(شينخوا) في مكتب بيتر درايسدل، البروفيسور الفخري والاقتصادي بالجامعة الوطنية الاسترالية ، لا يصعب على المرء رؤية لوحة سيارة مكتوب عليها "أبو أبيك".
البروفيسور درايسدل يصف اللوحة بأنها مزحة من طلابه ، ولكنها في الحقيقة تكريم له على ضوء العديد من كتبه التي أضحت أساسا فكريا لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا - الباسيفيك (أبيك).
ومع قرب انعقاد قمة هذا العام للمنتدى في مدينة دا نانغ الساحلية وسط فيتنام، حث درايسدل الزعماء المشاركين في القمة على التمسك بوضوح وعزم بالمبادئ الأساسية التوجيهية للمنتدى وهي الإقليمية المنفتحة والاقتصاد العالمي المنفتح والتعددية.
وقال "هذه أهم الأمور بالنسبة للقمة التي ستعقد في فيتنام"، مضيفا "الاختبار لهذه القمة هو ما إذا كانت ستعلن بقوة أنها مع الإقليمية المنفتحة والترتيبات التجارية المتعددة، والمبادئ التي قام عليها أزدهار أبيك".
لقد تم تأسيس (أبيك) كمنصة للعمل الجماعي لتعزيز التحرر التجاري، ومنصة توفر الدعم في حينه لمنظمة التجارة العالمية، ومرة أخرى لإنجاح المفاوضات التجارية عبر جولة أوروغواي . ويضيف درايسدل أن المنتدى يبقى حجر الأساس لازدهار اقتصاد عموم آسيا.
ويؤكد "إذا تراجعنا عن هذه المبادئ، وإذا سمحنا بالابتعاد عنها ، وإذا أظهرنا ضعفا في الدفاع عنها، عندها سنضع تحديات أمام ازدهارنا، وسنضعف التكاملية السلمية فيما بيننا. ولهذه الأسباب ، يتمتع أبيك بأهمية بالغة."
وأشار إلى أن معطيات الاقتصاد الأمريكي تظهر تصاعدا، والتعافي مستمر، ولكنه تعاف بطئ وهش. وتحت هذه الظروف، فإن السياسات في الدول الصناعية ، لاسيما في أمريكا الشمالية وأوروبا، تشكل تحديا هائلا لمبادئ أبيك."
وأكد "موقف الصين مهم جدا في هذا الوقت بالذات، ليس لأبيك فحسب، بل لنفسها أيضا، لأنه جزء من أجندتها الإصلاحية ، لتحقيق كامل إمكانياتها الاقتصادية ، وستواصل القيام بإصلاحات هامة."
وأعرب عن ثقته بأن الصين ملتزمة بتعميق الإصلاحات فيها.
قال درايسدل "الإصلاحات الكبيرة في الصين ستكون في قطاعي الخدمات والمالية. هذه هي المجالات الهامة للصين، ومهمة أيضا بالنسبة لنا في إطار المبادرات الإقليمية عبر أبيك وكذلك عبر آلية آسيان+ 6 (يقصد رابطة آسيان زائدا الصين واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا ونيوزيلاندا والهند) وعملية قمة شرقي آسيا."
وأكد أيضا "هذا سيشكل مساهمة هامة جدا جدا من الصين والدول الأخرى لحماية وتطوير نظام عالمي منفتح."
وأشار إلى أن (أبيك) يمثل إطارا يمكن من خلاله لهذه المجالات أن تتحقق بسهولة، مضيفا أنه خلال منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، والذي عقد في بكين في مايو الماضي، أوضحت الصين أنها منفتحة وتوجه دعوة مفتوحة للآخرين لاستكشاف سبل للأمام لتعزيز أجندة للاستثمار في مجالات الترابط والبنية التحتية. إن مبادرة الحزام والطريق والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كلاهما جزء من مبادرات الصين.
واستذكر درايسدل تاريخ المنتدى قائلا "قبل 30 سنة، كان العديد من اقتصادات منطقة آسيا والباسيفيك، ومنها الصين، مغلقة تماما. وكانت الرؤية الداعية للاقليمية المنفتحة تبدو بعيدة في ذلك الحين، ولكنها الآن أصبحت جزءا من الحقيقة."
وقال أيضا "لقد مررنا بفترة طويلة منذ تأسيس المنتدى عام 1989، وأول قمة له في كانبيرا. لقد مررنا بفترة طويلة في العديد من المجالات ، ولكن أول ما نبرزه هو أن الصين قد أصبحت عضوا في أبيك.
