بكين 9 نوفمبر 2017 (شينخوا) بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول زيارة دولة للصين يوم الأربعاء ليصبح أول رئيس يزور البلاد بعد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني.
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يشغل أيضا منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في تقريره الذي ألقاه خلال المؤتمر الذي عقد في أكتوبر الماضي: "إن الصين ستعزز التنسيق والتعاون مع الدول الكبرى الأخرى وستعمل على بناء إطار للعلاقات القطرية الكبرى يضمن الاستقرار الشامل والتنمية المتوازنة".
ويرى روان تسونغ تسه نائب الرئيس التنفيذي لمعهد الصين للدراسات الدولية، أن كلا البلدين في مرحلة يستطيعان فيها تعزيز علاقاتهما .
وتابع روان "من جهة، تتطلب علاقة متوزانة مع الدول الكبرى بين الصين والولايات المتحدة تفاعلا وتعاونا شاملين في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات، بما في ذلك الثقافة والعسكرية وإنفاذ القانون والتبادلات الشعبية وبين المستويات العليا والإدارات المحلية"، مضيفا "من ناحية أخرى فإن العلاقات الصينية الأمريكية المتوازنة تعني أن الصين لها نفس القدر في تقرير أي نوع من العلاقات بين الكبرى يجب أن يبنى كما يفعل نظيرها".
يشار إلى أن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة يتم دفعها إلى الأمام بطريقة أكثر توازنا. وحدثت تبادلات واتصالات واسعة النطاق بعد قمة شي وترامب الأولى في منتجع مار-ايه لاجو بالولايات المتحدة في إبريل عندما قرر البلدان إقامة أربع منصات حوار رفيعة المستوى هي: الحوار الدبلوماسي والأمني والحوار الاقتصادي الشامل والحوار حول إنفاذ القانون وأمن الفضاء الالكتروني والحوار حول التبادلات الاجتماعية والشعبية.
وأكد الزعيمان مجددا التزامهما بتوسيع التعاون في مختلف المجالات واتفقا على الحفاظ على تبادلات وثيقة رفيعة المستوى في اجتماعهما الثاني على هامش قمة العشرين التي عقدت في هامبورج في المانيا في يوليو الماضي.
وفي المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني تعهدت الصين بأن تكون أكثر انفتاحا على العالم من خلال المزيد من تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار وتسهيل وصول المستثمرين الأجانب إلى السوق بشكل كبير.
وستعزز هذه الإجراءات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وبقية دول العالم وخاصة الولايات المتحدة.
وباعتبارها ثاني أكبر شريك تجاري للصين، استفادت الولايات المتحدة من الانفتاح والازدهار المتزايدين للصين. حيث ذكر تقرير صادر عن مجلس الأعمال الأمريكي الصيني أن الصين اشترت بقيمة 165 مليار دولار أمريكي بضائع وخدمات من الولايات المتحدة في 2015. كما أن تلك المعدلات تنمو بسرعة . ويظهر أن هناك 2.6 مليون وظيفة في الولايات المتحدة تدعمها التجارة الثنائية الصينية الأمريكية.
ووضع المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني، تصميما للدبلوماسية الصينية في الحقبة الجديدة يسلط الضوء على شكل جديد من العلاقات الدولية يضم الاحترام المتبادل والوضوح والعدالة والتعاون المربح للجانبين.
وأضاف روان أن التفاعل في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة هو احد أهم العلاقات الدولية وسيضع نموذجا لنوع جديد من العلاقات مع البلدان الأخرى.
لا تملك كل من الصين والولايات المتحدة خيارا سوى التعاون لأن العالم يواجه تحديات وفوضى بما في ذلك الحمائية المتزايدة والشعبية، وطول الأثر للأزمة المالية العالمية في 2008 وانتشار الإرهاب وأزمة اللاجئين .
كما أن الجهود المتضافرة من جانب القوتين للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين وتعزيز الازدهار العالمي لن تكون فقط في مصلحة البلدين بل تخدم أيضا توقعات الناس في جميع أنحاء العالم.