القاهرة 16 نوفمبر 2017 (شينخوا) أقام المتحف المصري بالقاهرة عرضا خاصا لنحو 60 قطعة من الرقائق الذهبية خاصة بالملك توت عنخ آمون، وذلك لأول مرة منذ 95 عاما.
وجاء الاحتفال بعرض 60 قطعة من الرقائق الذهبية الخاصة بإحدى العجلات الحربية للملك توت عنخ آمون، لأول مرة للجمهور، بمناسبة مرور 115 عاما على افتتاح المتحف المصري بالقاهرة.
وتستمر فعاليات معرض (كنوز توت عنخ آمون غيرالمرئية)، الذى تنظمه وزارة الآثار بالتعاون مع المعهد الألماني للآثار بالقاهرة، حتى 31 ديسمبر المقبل.
ويعد الملك توت عنخ آمون من أهم ملوك مصر القديمة وتوفى عام 1323 ق.م عن عمر ناهز 19 عاما، وذلك بعد تربعه على عرش مصر لفترة قصيرة استمرت 10 سنوات.
وتحظى مقبرة توت عنخ أمون التي تحمل رقم 62 بوادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، بأهمية وشهرة عالمية كبيرة.
وترجع أهمية المقبرة إلى اكتشاف جميع مقتنياتها الذهبية بالكامل والتى تبلغ حوالى خمسة ألاف قطعة أثرية ذهبية تم نقلها إلى المتحف المصري بالقاهرة.
وأكد وزير الاثار الدكتور خالد العناني، ليلة (الأربعاء - الخميس) خلال افتتاح المعرض، أن الرقائق الذهبية موجودة بمخازن المتحف المصري منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، وكانت في حالة سيئة من الحفظ منذ اكتشافها.
وقال العناني إنه في عام 2014 بدأت الدراسات الخاصة لترميم هذه المجموعة الأثرية المهمة من خلال مشروع مشترك بين المتحف المصري والمعهد الألماني للآثار بالقاهرة وجامعة توبينجن والمتحف الروماني الألماني.
وأضاف إنه عقب انتهاء فعاليات المعرض، سيتم نقل هذه الرقائق للمتحف المصري الكبير لعرضها به عند افتتاحه الجزئي في العام 2018 ضمن مجموعة الملك توت عنخ آمون.
وأشار إلى أنه سيتم عرض الكنوز والمقتنيات الفريدة لتوت عنخ آمون بطريقة جديدة وجذابة عند الافتتاح الجزئي للمتحف، حيث تم تخصيص قاعة تبلغ مساحتها نحو 7500 متر مربع لعرض تلك المقتنيات بصورة كاملة.
وتوت عنخ آمون أحد ملوك الأسرة الحديثة، ويعتبر من أشهر الفراعنة، وما زالت وفاته في سن مبكرة يشكل لغزا لدى علماء المصريات.
من جانبه، أشار مدير عام الترميم بالمتحف الدكتور مؤمن عثمان إلى أنه عندما دفن الملك توت عنخ آمون في مصر، كانت مقبرته مليئة بالكنوز، وتضم عربتين منمقتين بالذهب.
ونوه عثمان إلى أن استخدام العربتان كان يقتصر فقط على الاستعراضات والفعاليات العظمى فى ذلك الوقت، مشيرا إلى أنه تم عرضهما في المتحف المصري بعد زمن قصير على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون على يد عالم الآثار هوارد كارتر في 4 نوفمبر عام 1922.
واستطرد قائلا "ولكن الرقائق الذهبية وباقي المكونات المزخرفة لم تجد طريقها إلى المعرض، بل أرسلت إلى المخازن".
وأضاف أن الرقائق الذهبية عليها العديد من الرسومات والنقوش وخراطيش للملك توت عنخ آمون، لافتا إلى أن المشروع المصري - الألماني نجح فى توثيقها وتحليلها وترميمها، حيث كانت في حالة سيئة من الحفظ، وتم عرض 60 منها في المعرض بشكل منفصل، ومن المقرر استكمال المشروع لمعرفة تفاصيل أكثر عنها.
وفى السياق ذاته، أوضح المرمم بالمتحف الروماني الألماني ورئيس المشروع كريستيان إيكمان أنه تم الانتهاء بنجاح من ترميم مجموعة من الرقائق الذهبية للملك توت عنخ آمون، وتحليلها علميا وأثريا، وهو ما سيتم عرض نتائجه ومناقشته في ورشة عمل على هامش المعرض.
ولفت إيكمان إلى أن الرقائق الذهبية وباقي المكونات المزخرفة للملك توت عنخ آمون منذ اكتشافها أرسلت إلى المخازن، وهكذا ظلت تلك التحف مهملة في المخازن زمنا طويلا.
وأوضح أن ذلك الأمر استمر إلى أن بدأ المشروع المشترك بين الألمان والمصريين فى العام 2014 للنظر في شأنها وترميمها، ودراسة ما تحويه من ذهب وجلد ومواد لاصقة.
وأشار إلى أن هذه الدراسة ستسمح بإزالة الغموض الذي يكتنف المشاهد المنقوشة، حيث تم الكشف عن مؤشرات ودلائل على مكان صنع تلك التحف.
يشار إلى أن مقبرة توت عنخ أمون كانت قد اكتشفت بوادي الملوك بالأقصر، جنوب مصر، في العام 1922، على يد عالم الأثار البريطاني هوارد كارتر، وأحدث الاكتشاف ضجة عالمية كبيرة.