شنتشن 20 نوفمبر 2017 (شينخوا) ارتفعت قيمة أسهم شركة تنسنت القابضة المدرجة في بورصة هونغ كونغ بنحو 3 بالمئة يوم الجمعة لتصل قيمة السهم إلى 403.4 دولار هونغ كونغ، ما يجعل من عملاق الإنترنت الصيني أكبر شركة في آسيا من حيث القيمة السوقية.
وأظهر التقرير المالي للشركة، الذي أميط اللثام عنه يوم الأربعاء ، أن عائدات الربع الثالث شهدت ارتفاعا صاروخيا بنسبة 61 بالمئة على أساس سنوي لتصل إلى 65 مليار يوان (9.8 مليار دولار أمريكي).
وعلى ذات الدرب شهد معرض الصين للتكنولوجيا الفائقة، وهو أكبر معرض صيني في مجال التكنولوجيا الفائقة ويعقد سنويا في شنتشن حيث يقع مقر شركة تنسنت، نموا ملحوظا منذ خروجه للنور كمعرض ناشئ.
ففى عام 1999، وبينما لم تكد آسيا تفيق من تداعيات أزمتها المالية، قامت حكومة مدينة شنتشن بنقل أحد المهرجانات الزراعية والتجارية لثمرة الليتشي إلى معرض الصين للتكنولوجيا الفائقة، مؤملة أن يسهم الإبداع التقني في مساعدة الاقتصاد على التعافي.
وقامت شركة تنسنت، التي كان عمرها عاما واحدا آنذاك، باستئجار كشك لعرض جهازها للمراسلة (أو آي سي كيو)، الذي عُرف برمز البطريق والذي كان أيضا نسخة مقلدة من جهاز المراسلة الفورية (آي سي كيو).
وقال تشن يي دان، أحد مؤسسي شركة تنسنت، إنه "لجذب الحضور، أعددنا 1000 أصيص على شكل بطريق كهدايا والتي اكتسبت شهرة كبيرة في المعرض"، مضيفا "قمنا لاحقا ببيعها مقابل 5 أو 10 يوانات لكل منها، حيث عملت هذه المبيعات على تعويض تكاليف استئجار الكشك".
وفي عام 2000، استقبلت تنسنت أول استثماراتها بقيمة 2.2 مليون دولار أمريكي من اثنين من المستثمرين.
وتحول البطريق إلى عملاق إنترنت عبر شبكات التواصل الاجتماعي والدفع عبر الهاتف النقال والموسيقى والألعاب على الإنترنت وخدمات البث الحي. كما تحولت من التقليد إلى الإبداع .
وتشير الأرقام إلى أن تنسنت تقدمت بأكثر من 1000 طلب دولي للحصول على براءات اختراع في ضوء معاهدة التعاون بشأن البراءات لعام 2013.
كما أسست الشركة معملا للذكاء الاصطناعي ، متطلعة إلى تحقيق نجاح في تلك الصناعة.
وبتاريخها المتدرج من التقليد إلى المواكبة وصولا إلى الابتكار والإبداع ، يعكس تطور شركة تنسنت تطور الصين بشكل عام.
وتمنح الصين التنمية الإبداعية أولوية بين مفاهيمها الخمسة للتنمية. وأشار تقرير المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني أن الإبداع هو "القوة الأولى" لقيادة التنمية.
وأضحت الصين ثاني أكبر اقتصاد بالعالم بعد 30 عاما من الإصلاح والانفتاح ، ما أسهم بأكثر من 30 بالمئة في النمو الاقتصادي العالمي. وإلى جانب إسهام إصلاح جانب العرض في تحويل نمط التنمية الاقتصادية بالبلاد، فإن الإبداع العلمي والتكنولوجي يسهم على نحو متزايد كذلك في قيادة النمو في العديد من القطاعات.
وخلال الدورة الـ19المنعقدة حاليا، لمعرض الصين للتكنولوجيا الفائقة، قامت عملاق الطاقة النووية، المجموعة الصينية العامة للطاقة النووية، بعرض روبوتات لتشغيل محطات نووية، بما في ذلك روبوت مقاوم للإشعاع يمكنه التسلل عبر المساحات الضيقة لالتقاط صور عالية الوضوح.
وقال خه يو، رئيس المجموعة ، إن الروبوتات المطورة محليا كسرت الاحتكارات الأجنبية ، وهو ما سيساعد في تقليل تكاليف صيانة محطات الطاقة النووية ويزيد من سلامة تشغيل تلك المحطات.
وفي جناح آخر، جرب الزوار "جهازا محمولا للسينما ثلاثية الأبعاد"، وهو مزود بسماعات بالإضافة إلى نظارات الواقع المعزز.
ومن خلال أجهزة استشعار مرنة على السماعة ، يمكن للمستخدمين ببساطة تشغيل أفلام من خلال لمس السماعة وتحريكها.
وحصل أحدث إصدار لتكنولوجيا الجيل الرابع لهذا المنتج على جائزة (سي إي إس) 2018 في الولايات المتحدة مطلع هذا الشهر، فيما يباع إصدار سابق يعمل بالإنترنت اللاسلكي في أكثر من 20 دولة ومنطقة.
وقال ليو تسي هونغ، مؤسس شركة (رويولي) الناشئة "سيكون بوسع الناس الاستمتاع بتفاعلات مختلفة تماما مع الأجهزة من خلال منتجات مرنة، إذ أن أجهزة الاستشعار لن تكون مقصورة بعد ذلك على شكل محدد".
كما أنه ثمة استيعاب واسع النطاق ومتنامٍ للإبداع العلمي والتكنولوجي الصيني في الدوائر العلمية.
وتشير الإحصاءات التي كشف عنها معهد العلوم وتكنولوجيا المعلومات الصيني أن البحوث التي كتبها الباحثون الصينيون خلال الفترة من 2007 إلى أكتوبر 2017 تم الاستشهاد بها 19.35 مليون مرة، بزيادة 29.9 بالمئة بالمقارنة مع البيانات التي تم جمعها في 2016، وهو ما يدفع الصين إلى المرتبة الثانية بالعالم على صعيد الاستشهاد بالبحوث العلمية، متجاوزة بريطانيا وألمانيا.
وتخطط الصين لتكون دولة مبدعة بحلول 2020، ودولة رائدة في الإبداع بحلول 2030، وقوة عالمية في الإبداع العلمي والتكنولوجي بحلول 2050، بحسب إستراتيجية مؤلفة من ثلاث مراحل لتنميتها المدفوعة بالابتكار والإبداع ، والتي كشف النقاب عنها في مايو المنصرم.
