(بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد)
بكين 24 نوفمبر 2017 (شينخوا) أكدت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد أن الإرهاب يشهد الآن نهاياته في سوريا وأن الحكومة السورية تشارك بفعالية في العملية السياسية حيث ستتوجه إلى مؤتمر جنيف في أواخر هذا الشهر وبعدها إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، ولكنها في الوقت ذاته سوف تحبط أي مخطط تقسيمي أو انفصالي في البلاد.
جاءت تصريحات بثينة شعبان خلال مقابلة خاصة أجرتها معها وكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) أمس الخميس، حيث أشادت بالدور البناء الذي تلعبه روسيا منذ بداية الأزمة السورية في محاولتها التوصل إلى حل سياسي للأزمة،، مشيرة إلى أن بوتين شريك وحليف في الانتصار على الإرهاب ولهذا من الطبيعي أيضا أن يكون شريكا في الجهود من أجل الحل السياسي.
وألمحت إلى أن قمة بوتين-الأسد التي استمرت أربع ساعات في سوتشي مؤخرا هي قمة مع صديق وحليف وشريك تباحثوا خلالها وتبادلوا الأفكار والآراء حول أفضل السبل وعينيهما على مصلحة الشعب السوري وسلامة سوريا ووحدة أراضيها، مضيفة "نحن مطمئنون أن كل الجهود التي تبذلها روسيا هي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري".
علاوة على ذلك، تحدثت مستشارة الأسد عن التنسيق الجاري بين سوريا وحليفتيها روسيا وإيران وهي تشير إلى أن القمة التي عُقدت بين روسيا وإيران وتركيا، الدول الضامنة لاتفاقات أستانا، تعد خطوة من الخطوات التي تسعى من أجل إنهاء الحرب على سوريا والتوصل إلى حل سياسي، قائلة إن الرئيسين بشار الأسد وبوتين ناقشا ما سيجرى في هذه القمة قبل انعقادها وأن سوريا شريك أساسي بما صدر عنها.
وأعربت عن اعتقادها بأن مسار أستانا مختلف عن مسار جنيف وأن لكل منهما مهمة مختلفة، مفسرة أنه "في جنيف حاول مبعوث الأمم المتحدة أن يجمع الأطراف السورية للحديث عن حل سياسي ولكن المشكلة في جنيف تكمن في أن الأطراف الأخرى التي يسمونها معارضة كانت تابعة لأكثر من دولة لذلك لم تكن قادرة على توحيد صفوفها وأن تكون مساهمة حقيقية في حل الأزمة، غير أن مسار أستانا ركز على موضوع مختلف وهو جمع الحكومة السورية مع قادة فصائل مسلحة ولكن من السوريين وليس من الأجانب ومحاولة التوصل إلى مناطق خفض التصعيد في سوريا وفعلا تم التوصل إلى أربع مناطق وهذا ساعد الجيش السوري وحلفاءه على أن يكون لديهم وقت أكبر لمحاربة الإرهاب في سوريا، ولذلك كانت نتائج أستانا ميدانية على الأرض بينما جنيف مختص أكثر بمحاولة إيجاد صيغة للحل السياسي وليس التركيز على الميدان".
(بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد)
وحول استقالة رياض حجاب وغيره من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات، قالت إنهم "أدوات بيد قوى إقليمية وغربية ، وغادروا البلاد من أجل الأموال والمصالح الشخصية ومن ثم لا يثق الشعب السوري في أن لديهم أي حرص علي سوريا وعلي شعبها، مضيفة أن الحكومة السورية كانت مقدامة منذ بداية مسار جنيف من أجل التوصل إلي وضع حد لهذه الحرب علي الشعب السوري والتوصل إلي حل سياسي، وسوف تشارك دمشق في مفاوضات جنيف ما دام أنها تتمسك بالمبادئ الأساسية المتمثلة في "وحدة ترابها ومصلحة الشعب السوري ".
وحول التحديات التي تواجهها الحكومة السورية في المرحلة القادمة بعد طرد تنظيم (داعش) من آخر معاقله في البوكمال بدير الزور، قالت بثينة شعبان إن هناك تحديات كثيرة بالفعل، أولها استمرارية وجود بؤر إرهابية في سوريا يتعين دحر الإرهاب فيها؛ وثانيها ضرورة مواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا حيث سيعقد مؤتمر جنيف في أواخر هذا الشهر وسيعقد بعده مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي؛ وثالثها الحاجة إلى مساعدة الدول الصديقة في إعادة الإعمار وعودة اللاجئين بعد هذه الحرب التي استمرت سبع سنوات ودمرت الكثير من المباني والمنشآت وسببت الكثير من اللاجئين والنازحين.
وأكدت بثينة شعبان أن الشعب السوري سوف يحبط أي مخطط تقسيمي أو انفصالي في البلاد ، مضيفة "نحن لا نحبذ الحروب ونتمنى أن نجد طريقا آخر لحل المشكلة غير الحرب ولكن لن نقبل أيضا بأي شي يهدد بلادنا بالتقسيم أو الفدرلة".
وأضافت أن بعض الدول ومن بينهما الولايات المتحدة وتركيا كانت قد أرسلت قوات إلي داخل أراضي سوريا دون موافقة أو طلب من الحكومة السورية تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وعقب دحر داعش ، تتعامل الحكومة السورية مع هذه القوات الأجنبية باعتبارها "قوات غير شرعية وقوات محتلة".
وفي ضوء المتغيرات الجديدة في لبنان، أكدت بثينة شعبان أن ما يحدث في لبنان هو جزء أساسي مما يحدث في المنطقة كلها، قائلة "نحن في سوريا نعتبر أمن لبنان وسلامته جزءا مهما لأمن سوريا وسلامتها لأن لبنان أقرب بلد جغرافيا واجتماعيا وتاريخيا لسوريا والمؤامرات ضد لبنان وضد حزب الله لا تستهدف لبنان فقط وإنما تستهدف سوريا أيضا". وأعربت عن سعادة سوريا بالطريقة التي عالج بها الرئيس اللبناني ميشال عون مسألة سعد الحريري وسعادتها أيضا بأن معظم اللبنانيين تكاتفوا وتعاونوا في وجه تحدى وطني للبنان وتمسكوا بالقرار المستقل في بلادهم .
وأشارت إلى أنه "عند النظر في كل ما يجرى بالمنطقة سنجد أن السبب الأساسي في كل ما يجرى هو الصراع العربي الإسرائيلي، وأنها الصهيونية هي التي تحاول أن تنهى الصراع العربي- الإسرائيلي من خلال ابتلاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة ومن خلال جعل ميزان القوى لصالح إسرائيل في المنطقة".
وفي الختام، قالت بثينة شعبان إنها مرحلة تاريخية تظن إسرائيل أنها قادرة أن تكسب من خلالها ولكن على المدى المتوسط والبعيد لن تنجح في ظل نبض الشعب العربي في كل البلدان العربية، فنحن كعرب مصيرنا واحد ومشترك.