(صورة عن متحف أزقة بكين في زقاق "شي جيا")
بكين 24 نوفمبر 2017 ( شينخوانت) هناك مثل شائع في بكين يقول إن من لم يدخل أزقة بكين، من الصعب عليه معرفة بكين. وتتشابك أزقة كبيرة وصغيرة في بكين مثل شرايين دم منتشرة في كل أنحاء المدينة، وذلك يعتبر أحد الخصائص المعمارية لمدينة بكين. واذا أراد السياح خارج المدينة أن يلمسوا عن قرب ثقافة وأوضاع الحياة في بكين، فلا بد زيارة أزقة بكين القديمة.
هذه الأزقة ظهرت بعد تحديد بكين عاصمة لأسرة "يوان" الملكية في القرن الثالث عشر الميلادي، وكان الحكام في ذلك الوقت من قومية منغوليا، وتنتمي كلمة "الأزقة" إلى اللغة المنغولية وتسمى ب"هوتو" بمعنى "البئر" في اللغة المنغولية. وفي البداية، كانت الأزقة في بكين موزعة حسب مواقع الآبار، لأن الناس في ذلك الوقت أكدوا ضرورة ضمان وجود بئر في كل زقاق. وبعد مئات السنين من التنمية والتطور، لقد أصبحت الأزقة كلمة معمارية تعني الشوارع الصغيرة في المدن بشمال الصين. وعادة ما تمتد الأزقة في بكين من الشرق إلى الغرب، وعرضها لا يتجاوز تسعة أمتار.
ومع التنمية السريعة في بكين، ظلت حكومة بكين تسعى إلى تحسين ظروف المعيشة لأهاليها، وانتقل كثير من الناس الذين كانوا يسكنون في أزقة بكين إلى بيوتهم الجديدة والمريحة في المباني الشاهقة. وأدركت الحكومة جيدا أن أزقة بكين تعتبر جوهر وروح هذه المدينة التاريخية، فخصصت أموالا في إنشاء متحف أزقة بكين في زقاق "شي جيا" الذي كان يسكن به العديد من المثقفين الصينيين المشهورين.
مع أن مساحة هذا المتحف أكثر من سبعمئات متر مربع فقط، إلا أنه يجمع فيه أكثر من ألف قطعة من الأعمال الفنية اليدوية والألعاب الشعبية القديمة إضافة إلى مائة صورة فوتوغرافية تاريخية قيمة ما تعكس ملامح بكين القديمة وتقاليدها الشعبية المختلفة. وخصص المتحف غرفا مختلفة لعرض تغير حياة أهالي بكين من الخمسينات حتى يومنا الحالي.
قال السيد ليو شو جيان الزائر للمتحف: "الترمس والأثاث والتلفزيون القديمة، كل هذه الأشياء القديمة تجعلني أتذكر الأيام الماضية، طرأت على حياتي تغيرا كبيرا، وأنا معجب جدا بحياتي الحالية."
الجدير بالذكر، يوجد بالمتحف أستوديو خاص يمكن للزوار أن يستمعوا إلى نداء الباعة في أزقة بكين حتى يعرفوا ما الذي يباع. كان هذا النداء مستمرا بلا انقطاع من النهار حتى الليل خلال الفصول الأربعة في الماضي حيث يمكن لسكان الأزقة أن يحصلوا على أية حاجة بدون خروج من الأزقة، اذ ان التجار سيوصلون البضائع إلى أبواب منازلهم.
وقالت الزائرة والمعلمة باي تشان يينغ التي نظمت تلاميذها لزيارة المتحف:" إن متحف أزقة بكين ليس متحفا لعرض العادات والتقاليد والملامح القديمة فحسب، بل هو كنز ثقافي ثمين، سيستفيد تلاميذي منه كثيرا!"