المواجهات في رام الله بالضفة الغربية

رام الله/غزة 7 ديسمبر 2017 (شينخوا) اندلعت مواجهات بين مئات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي اليوم (الخميس) خلال فعاليات احتجاجية، تضمنت إضرابا شاملا في غزة والضفة الغربية، رفضا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن ما يزيد عن 50 فلسطينيا أصيبوا خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية على أثر احتجاجات ضد قرار ترامب.

وذكر بيان صادر عن الجمعية، أن أربعة من الجرحى أصيبوا بالرصاص الحي والبقية برصاص مطاطي وحالات اختناق.

واندلعت أشد المواجهات عند حاجز (بيت أيل) العسكري قرب رام الله بالضفة الغربية وتخللها رشق الشبان الفلسطينيين قوات الجيش بالحجارة وإشعال إطارات السيارات، فيما ردت تلك القوات بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وقام شبان فلسطينيون بتخريب صورة للرئيس الأمريكي مرسومة على جدار الفصل الإسرائيلي بالقرب من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية وخطوا عبارات عليها تندد بموقفه.

وقال منذر عميرة الناشط في المقاومة الشعبية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه تمت الدعوة إلى يوم غضب فلسطيني رفضا لقرار ترامب ضد القدس.

وأضاف عميرة "رسالتنا واضحة وسنستمر في النضال حتى عودة الإدارة الأمريكية عن مواقفها المتصلبة تجاه الشعب الفلسطيني، ورسالتنا أن القدس عاصمة فلسطين ولا يحق لأي كان الاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل".

من جانبه قال صلاح الخواجا الناشط في المقاومة الشعبية في رام الله ل(شينخوا) إن مظاهرات الضفة الغربية "تؤكد على الاستفتاء الشعبي بعدم الرهان على الولايات المتحدة الأمريكية ولا على سياساتها ورفض قرارها ضد القدس".

واعتبر الخواجا أن رسالة المظاهرات الشعبية الفلسطينية، هي اتخاذ موقف واضح وصريح بفك أي ارتباط مع الاحتلال الإسرائيلي أو الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أحرق شبان فلسطينيون صورا للرئيس الأمريكي خلال مظاهرة في مدينة طولكرم، فيما اندلعت مواجهات مع القوات الاسرائيلية غرب المدينة.

وفي شرق القدس، أغلقت الشرطة الإسرائيلية باب العامود (أحد أشهر أبواب البلدة القديمة) وسط المدينة لفض تظاهرة لعشرات الفلسطينيين تنديدا بالقرار الأمريكي ضد المدينة.

وقال نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمود العالول، في تصريحات إذاعية، إن الأيام القادمة ستشهد حراكا سياسيا فلسطينيا هاما على كافة الأصعدة في العالم ومنظمات الأمم المتحدة ردا على القرار الأمريكي.

واعتبر العالول أن قرار ترامب يشكل "اعتداء سافرا على الشعب الفلسطيني، وجعل واشنطن الآن شريكة مع إسرائيل في عدوانها واحتلالها على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته".

وفي السياق، قالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن سبعة شبان فلسطينيين أصيبوا بالرصاص الحي وآخرين بحالات اختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على أطراف شرق قطاع غزة.

ووصفت المصادر حالة أحد الجرحى بالخطيرة.

ووقعت المواجهات بعدما رفع متظاهرون الأعلام الفلسطينية، ورشقوا قوات الجيش الإسرائيلي بالحجارة، وهم يرددون هتافات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي وأخرى نصرة لمدينة القدس.

ونظمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عرضا عسكريا للعشرات من عناصرها وهم يحملون أسلحة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

وتعهد متحدث باسم الكتائب خلال العرض "باستمرار المقاومة الفلسطينية في دورها في الدفاع عن القدس والمقدسات ومواجهة الاحتلال وسياساته" مضيفا "لن نتخلى عن الجهاد حتى تحرير كامل تراب أرض فلسطين".

من جهتها، هددت "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى" الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خلال مؤتمر صحفي في غزة، "باستهداف مصالح الولايات المتحدة في أرض فلسطين" ردا على قرارها بشأن القدس.

كما عقدت الأذرع العسكرية المنبثقة عن حركة فتح في غزة مؤتمرا صحفيا دعت فيه إلى النفير العام في صفوف عناصرها والجاهزية للدفاع عن القدس والمقدسات فيها.

وعم إضراب شامل الضفة الغربية وقطاع غزة وأغلقت المحال التجارية أبوابها، ولوحظ تعطل حركة الأسواق المحلية إلى حد كبير تنفيذا لدعوة الإضراب الشامل التي أطلقتها القوى الوطنية والفلسطينية.

وذكر رئيس اتحاد الغرف التجارية الفلسطينية خليل رزق ل(شينخوا) أن الإضراب في كافة المدن هو التزام بما دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية وتعبيرا عن الاحتجاج من قرار الرئيس الأمريكي.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عن تعطيل الدراسة اليوم، وحثت المعلمين والطلاب على المشاركة في التظاهرات في كافة أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة الرافضة لخطوة ترامب.

وأعلن ترامب في خطاب له من البيت الأبيض في واشنطن مساء أمس، الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، معتبرا أن ذلك "لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين".

وعقب خطابه وقع دونالد ترامب مرسوم نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إلى يوم غضب وتصعيد فلسطيني غدا الجمعة ضد إسرائيل ورفضا للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال هنية في خطاب له في مدينة غزة إن حماس أعلنت النفير العام في صفوفها، وهي في لقاءات متواصلة داخليا ومع الفصائل الفلسطينية للتحضير للمرحلة القادمة ومواجهة "المؤامرة" الأمريكية ضد القدس.

وأضاف "أصدرنا التعليمات لكل أبناء حركة حماس وجميع الأذرع بأن تكون على جهوزية تامة لأي تعليمات وأي أوامر تصدر لمواجهة هذا الخطر الاستراتيجي الذي يهدد القدس".

وفي السياق، طالبت حركة الجهاد الإسلامي بسحب الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل وقع العلاقات العربية والإسلامية مع الإدارة الأمريكية.

وقال مسؤول المكتب الإعلامي للحركة داود شهاب في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة "يجب إعلان فشل مشروع التسوية وإغلاق اتفاق أوسلو ورفض العمل بما يترتب عليه من التزامات وخصوصا وقف التنسيق الأمني وسحب الاعتراف بإسرائيل".

ودعا شهاب إلى "ضرورة التصدي بحزم وقوة وبكل السبل لرفض وإحباط مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية المسماة صفقة القرن الأمريكية والتي دشنها ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل".

وعقدت كتلة حماس البرلمانية اجتماعا طارئا في مقر المجلس التشريعي في غزة طالبت خلاله بتحرك عربي وإسلامي ضد القرار الأمريكي ضد القدس.

واعتبر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر، خلال الاجتماع أن على "المقاومة الفلسطينية الرد على جريمة القرار الأمريكي ضد القدس".

يأتي ذلك فيما وصل رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية رامي الحمد الله اليوم إلى قطاع غزة على رأس وفد حكومي لبحث مواصلة استلام حكومته مهامها في القطاع.

ودخل الحمد الله إلى قطاع غزة عبر حاجز (بيت حانون/إيرز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

وأكد الحمد الله في مؤتمر صحفي عقده من داخل مقره في أحد فنادق مدينة غزة، أن تسريع تحقيق المصالحة الفلسطينية يعد الرد العملي على إعلان الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال بهذا الصدد "اليوم وأكثر من أي وقت مضى تكتسب جهودنا أهمية كبرى في ظل التحديات الكبيرة التي تعصف بقضيتنا والوحدة الوطنية خيارنا الاستراتيجي لا رجعة عنه لحماية وإنقاذ القدس".

وأضاف "نقف على أعتاب منعطف تاريخي وبحاجة إلى الالتفاف حول القيادة، ونؤكد أن الاجراءات التي عبر عنها الرئيس الأمريكي بشأن القدس مرفوضة ومستفزة وتقوض كل الجهود الرامية لإحياء عملية السلام".

ولاحقا ترأس الحمد الله الذي يحتفظ بحقيبة وزارة الداخلية في حكومته، اجتماعا تنفيذيا في غزة برئاسته لبحث ملف الأمن في القطاع بحضور مسؤولي أجهزة أمن حركة حماس.