رام الله 11 ديسمبر 2017 (شينخوا) اتهم الفلسطينيون اليوم (الإثنين) رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإطلاق "حملات تضليلية" بشأن القدس، بعد تصريحات قال فيها إن القدس هي عاصمة إسرائيل منذ 3000 عام.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان صحفي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، اليوم إن نتنياهو "يواصل إطلاق المزيد من حملاته التضليلية بشأن قضية القدس، مستظلا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل".

وأكدت أن "حدود القدس غير قابلة للتفاوض والتعويم أو إعادة التعريف من جديد"، مشددة على أن الإجراءات الإسرائيلية "الاستعمارية فيها لاغية وباطلة وغير شرعية وفقا للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة".

وتابعت أن "محاولات اليمين الحاكم في إسرائيل الميدانية والسياسية تعويم حدود القدس الشرقية وتحويلها إلى قضية تفاوضية، ماهي إلا مخططات استعمارية توسعية تؤدي إلى إفراغ أية مفاوضات قادمة من مضمونها ومعناها الحقيقي".

وكان نتنياهو قال في مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في باريس يوم أمس الأحد، إن باريس عاصمة فرنسا، في حين أن القدس هي عاصمة إسرائيل منذ 3000 عام وعاصمة الدولة اليهودية منذ 70 عاما.

وأضاف نتنياهو، بحسب ما ورد على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أنه من الضروري أن يكون السلام مبني على أسس الحقيقة وعلى حقائق الماضي والحاضر لأنها الطريقة الوحيدة لبناء مستقبل ناجح.

بدورها، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن تصريحات نتنياهو "تعكس انتهاكا جسيما للقانون الدولي وتخليه عن اتفاقات السلام المعقودة بين الجانبين".

وقالت الحركة في بيان إن تصريحات نتنياهو "تؤكد عدم رغبة إسرائيل في التوصل لحل سياسي على أساس حل الدولتين"، كما تعكس "وقاحة غير مسبوقة تتعمد إهانة المجتمع الدولي وتدعي حقوق لا يمكن تخيلها".

وحذرت فتح في بيانها من "العواقب الوخيمة للسياسة الإسرائيلية بشأن مدينة القدس المحتلة"، داعية المجتمع الدولي إلى تأكيد مواقفه الثابتة بشأن القدس وإجبار إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على التراجع عن إعلانها القدس عاصمة لاسرائيل قبل فوات الأوان".

وجاءت تصريحات نتنياهو بعد أيام من إعلان ترامب في خطاب له من البيت الأبيض، الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، معتبرا أن ذلك "لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين".

ولقي القرار الأمريكي ردود فعل فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية منددة به.

ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها، علما أنها احتلت الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967 ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك.

والقدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.