القاهرة 11 ديسمبر 2017 (شينخوا) بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفلسطيني محمود عباس في اجتماع بالقاهرة يوم الاثنين، "سبل التعامل مع التداعيات الخطيرة للقرار الأمريكي على وضعية مدينة القدس وعملية السلام".
وذكر المتحدث الرئاسي بسام راضي في بيان، أن السيسي وعباس عقدا "جلسة مباحثات مطولة" تم خلالها استعراض آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، وذلك على خلفية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وأكد السيسي "موقف مصر الثابت بضرورة الحفاظ على الوضعية التاريخية والقانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، مع استمرار مصر في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
من جانبه، قدم عباس عرضاً مفصلاً لكافة الجهود الفلسطينية منذ عام وحتى الآن فيما يخص القضية ومحاولات استئناف عملية السلام، مشيرا إلى أن القرار الأمريكي الأخير جاء مفاجئا في ضوء كل ما أظهرته السلطة الفلسطينية من مرونة واستعداد للوصول إلى حل استناداً إلى المحددات الثابتة وأهمها حل الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين وفق حدود الرابع من يونيو 1967.
وتطرق السيسي وعباس إلى "سبل التعامل مع التداعيات الخطيرة للقرار الأمريكي على وضعية مدينة القدس، وعلى عملية السلام، وخطوات التحرك على الأصعدة المختلفة، سواء في إطار الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أو في إطار المحافل الدولية".
وأكد الجانبان أهمية تضافر الجهود الدولية للحفاظ على فرص التوصل إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية، واتفقا على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف، واستغلال الزخم الدولي الرافض بالإجماع للقرار الأمريكي الأخير من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أجرى عباس والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط "مباحثات مُعمقة" تركزت على كيفية التصدي للقرار الأمريكي، وتناولت المسار الدبلوماسي الذي تنوي الدول العربية اتخاذه من أجل الحد من الآثار السلبية لهذا القرار الخطير.
واستمع أبوالغيط "لشرح مفصل وواف من عباس حول الخطوات التي يعتزم الجانب الفلسطيني اتخاذها للرد على هذه الخطوة الأمريكية المجحفة التي عزلت الولايات المتحدة، وقوضت دورها كراع تاريخي للعملية السلمية"، حسب محمود عفيفي المتحدث باسم الأول.
وأكد أبوالغيط للرئيس الفلسطيني، أن الجامعة العربية سوف تتابع التحرك على المسارات الدبلوماسية والإعلامية من أجل ترجمة الموقف العربي الرافض للقرار الأمريكي إلى خطواتٍ ملموسة، مشيرا إلى أن الجامعة لن تتوانى عن دعم أي موقف أو مسار يقرر الفلسطينيون اتخاذه للرد على هذا القرار الأمريكي الجائر.
وأوضح أن "الرد العملي على القرار الأمريكي المجحف هو ترسيخ الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتوسيع دائرته".
وقال أبوالغيط إن الحقائق الثابتة بشأن القدس "لا يغيرها قرار مجحف من دولة واحدة مهما كان شأنها في النظام الدولي كما لا ينال من صدقيتها إجراء باطل في الشكل والمضمون"، موضحا أن " الأثر الأهم لهذا القرار هو عزل الدولة التي اتخذته وإظهارها في حال تناقض صارخ مع الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي".
وشدد على أن "القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية يعكس تشوش بوصلة الضمير لديها، وسوف تعمل الجامعة العربية على متابعة حملة دبلوماسية وخطة تحرك إعلامية للحد من تبعات هذا القرار وكشف آثاره الخطيرة وضمان أن يظل قرارا معزولاً يدين الدولة التي اتخذته".
في غضون ذلك، دعا البرلمان العربي في اجتماع طارئ يوم الاثنين إلى عقد قمة عربية طارئة، وأكد أن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، وذلك ردا على القرار الأمريكي.
وقرر تكليف وفود من البرلمان العربي بزيارة البرلمانين الإفريقي والأوروبي، ومخاطبة البرلمانات الإقليمية والدولية لحشد تأييد المجتمع الدولي للتصدي للقرار الأمريكي.
كما قرر مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوضيح موقف البرلمان العربي بشأن رفض القرار الأمريكي الذي "يقوض المنظومة الأممية".
وطالب البرلمان العربي، الأمم المتحدة بقيادة عملية السلام بعد أن أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية وسيطاً غير نزيه وغير مقبول من الطرف العربي.
ودعا المجتمعات العربية لمقاطعة السلع الأمريكية، وحث جامعة الدول العربية على إحياء مكتب المقاطعة العربية للقوة القائمة بالاحتلال الاسرائيلي ، وإيجاد حالة من الضغط الاقتصادي لمواجهة القرار الأمريكي.
وطالب البرلمان العربي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ((اليونسكو)) بالتصدي للقرار الأمريكي في إطار قرارها الذي أصدرته في مايو الماضي، والذي ربط القدس بالمسلمين والمسيحيين، وأكد أن المسجد الأقصى مكان عبادة خاص بالمسلمين ولا علاقة دينية لليهود به.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في خطاب يوم 6 ديسمبر، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقع مرسوما لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.