بكين 21 ديسمبر 2017 (شينخوا) أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الخميس) على سياسة صين واحدة وذلك خلال استقباله نظيره الجامبي آداما بارو الذي يقوم بأولى زياراته للصين منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام الماضي.
وأقامت البلدان العلاقات الدبلوماسية الرسمية في عام 1974، لكن الصين قامت بتعليق العلاقات عام 1995 حينما استأنفت جامبيا ما يسمى بالعلاقات "الدبلوماسية" مع تايوان. لكن جامبيا قطعت العلاقات مع تايوان في 2013.
وقال شي خلال المحادثات التي عقدت في قاعة الشعب الكبرى بوسط بكين "من خلال التمسك بسياسة صين واحدة وبالصورة الكبرى للعلاقات الثنائية، يتعين على الصين وجامبيا فهم ودعم بعضهما البعض بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الكبرى، ويتعين عليهما أيضا أن تكونا صديقتين وشريكتين مخلصتين على قدم المساواة."
وأضاف شي أن قرار جامبيا باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع الصين هو "اختيار صائب"، يتبع اتجاه الزمن ويخدم المصالح الأساسية للبلدين والشعبين.
وقال بارو إن استئناف العلاقات الدبلوماسية يتوافق تماما مع إرادة الشعب الجامبي.
وأوضح أن الشعب الجامبي يحترم الشعب الصيني، مؤكدا على أن بلاده سوف تتمسك بسياسة صين واحدة.
وأشاد شي بالتنمية السليمة للتعاون الثنائي منذ استئناف العلاقات، موضحا أن التعاون حقق نتائج ملموسة للشعبين.
واتفق شي وبارو خلال المحادثات على رسم مسار التعاون المستقبلي.
وحث شي الجانبين على إقامة تبادلات حكومية وحزبية وتشريعية أوثق بين البلدين وعلى تبادل الخبرات في الحوكمة الوطنية.
وقال شي لبارو "تولي الصين أهمية كبيرة للتعاون مع جامبيا في مجالات الزراعة والكهرباء والبنية الأساسية، والصين مستعدة لتعزيز قدرات جامبيا في تحقيق التنمية الذاتية والمستدامة".
واقترح شي إجراء المزيد من التبادلات في مجالات الثقافة والتعليم والإعلام والشباب والمرأة والصحة والسياحة، وبذل جهود مشتركة في بناء معهد كونفشيوس من أجل تعزيز الإرادة الشعبية في إقامة صداقة بين البلدين.
وأضاف قائلا "الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع جامبيا في مجال الأمن، ومستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية للمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة غرب أفريقيا."
وأوضح شي أن الصين تهدف إلى بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وإلى تعزيز التضامن والشراكة مع البلدان النامية ومنها البلدان الأفريقية.
وتابع بقوله أن "تعاون الصين مع البلدان الأخرى لا يرتبط بأي قيود سياسية. إن جوهر التعاون بين الصين وأفريقيا هو الربط بين تنمية الصين والتنمية في أفريقيا لتحقيق التعاون المربح للجانبين والتنمية المشتركة".
ووجه بارو، والذي تولى منصبه في فبراير من 2017، شكره إلى الرئيس شي لدعوته لزيارة الصين للمرة الأولى كرئيس للدولة.
وقال بارو لشي "إنه مؤشر على الدعم، ومؤشر على منح الثقة لإدارتنا الجديدة".
وفي الإشارة إلى امتنانه للصين لدعم جامبيا في السبعينات، وبخاصة عقب استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قال بارو إن بلاده تعتز بالصداقة مع الصين ولن تنسى أبدا مساعدتها.
وأوضح بارو أن دعم الصين لبلاده في مجالي الزراعة والصحة ساهم كثيرا في تعزيز التنمية الوطنية في جامبيا وفي تحسين مستوى معيشة الشعب، مضيفا أنه هو شخصيا تلقى العلاج على أيدي فرق طبية صينية.
وأكد بارو أن جامبيا على أهبة الاستعداد لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والكهرباء والبنية الأساسية والتعليم والسياحة والتبادلات الشعبية، وكذلك التعاون في الشؤون الدولية.
وفي إطار تعبيره عن إعجابه بالانجازات التي حققتها الصين، قال بارو إن جامبيا ترغب في التعلم من خبرة الصين في الإصلاح والتنمية وتعزيز بناء القدرة في جامبيا.
وأضاف أن جامبيا مستعدة أيضا للقيام بدور نشط في التعاون في إطار منتدى التعاون الصيني -الأفريقي.
وعقب المحادثات، شهد الرئيسان توقيع وثائق تعاون ثنائي حول إقامة معهد كونفوشيوس بجامعة جامبيا، وكذا حول التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا وبناء البنية الأساسية وتنمية الموارد البشرية.
وكان بارو قد وصل إلى الصين أمس الأربعاء في زيارة مدتها أسبوع. وبالإضافة إلى بكين، سوف يزور أيضا مدينتي شيامن وقوانغتشو.