بكين 29 ديسمبر 2017 (شينخوا) من "صنع في الصين" إلى "ابتكر في الصين"، تضيء الابتكارات الصينية سماء العالم عن طريق تغيير الحياة اليومية للناس وقيادة الجهود العالمية لاستكشاف حدود العلم والتكنولوجيا.
وقد نشر جافد دار المصور المقيم بالشطر الهندي من كشمير صورة على تطبيق المحمول الصيني للتواصل الاجتماعي ((ويتشات)) يظهر فيها وهو يستقل دراجة هوائية تشاركية برتقالية اللون على طريق في بكين.
ويقول التعليق الذي كتبه على الصورة "الدراجات التشاركية أحد ابتكارات الصين. إذا كان لديك تطبيق هاتفي يمكن أية دراجة من ملايين الدراجات المتناثرة على الأرصفة بأي مكان، أن تكون دراجتك. عليك تمسح رمز الاستجابة السريعة وتستقل الدراجة وتغادر وتتركها في أي مكان وأي وقت تنهي فيه رحلتك."
وبعد رحلة دامت أسبوعين في الصين، أصبح دار مستخدما محترفا لتطبيق ويتشات، وهو تطبيق يستخدمه كل الصينيين تقريبا كأداة اتصال ومنصة تواصل اجتماعي ومحفظة أيضا.
وخلال إقامته في بكين، اوصى دار أسرته وأصدقاءه بتحميل تطبيق ويتشات حتى يمكنهم الاتصال به عن طريق مكالمات بالفيديو على ويتشات.
كما وجد أنه يسهل عليه فهم ما يقوله أصدقاؤه على ويتشات بغض النظر عما اذا كانوا يكتبون بالصينية أو بلغات أخرى ما يجعل التواصل ممكنا دون أية حواجز باستخدام خاصية الترجمة .
وكواحدة من ابتكارات صينية عديدة غيرت حياة الناس، تعد ويتشات لمحة واحدة فقط من الطاقة والإبداع في الصين اليوم.
إعادة تشكيل أسلوب الحياة عالميا
حصلت الدراجات التشاركية بدون رصيف والقطارات فائقة السرعة والدفع عن طريق الهاتف المحمول والتجارة الالكترونية على اسم "الاختراعات الأربعة الجديدة العظيمة" في العصر الحديث في الصين.
وغيرت تلك الابتكارات تماما أساليب الحياة في الصين. وتغير الآن أسلوب المعيشة عالميا.
ويتجه نظام الدراجات التشاركية بدون دفع نقدي وبدون رصيف في الصين نحو الانتشار عالميا، حيث تتنافس شركتان صينيتان رائدتان في تأجير الدراجات هما أوفو وموبايك على التوسع بالأسواق الخارجية.
ويمكن رصد الدراجات الصفراء أو البرتقالية في شوارع سنغافورة وبريطانيا وإيطاليا وهولندا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وفي مانشستر ببريطانيا، طرحت موبايك بشوارع المدينة وتستوفي متطلبات تأجير الدراجات بالمدينة.
وقال رافاييل كويستا مدير الابتكار بالنقل في مانشستر الكبرى، إن المجتمع يبحث عن مركبات ذكية ويبحث على الانترنت عن حلول للنقل. ويلبي نظام موبايك الذي يركز على المستهلك جيدا احتياج المدنية للنقل الذكي.
والأكثر تشجيعا أنه يمكن لموبايك استخدام تكنولوجيا الربط الرقمي مع الدراجات التشاركية لجمع البيانات حول كافة الرحلات.
وسيتم تبادل تلك المعلومات السرية مع شركة مانشستر الكبرى للنقل لتهيئة مدينة أفضل.
وفي جانب آخر من العالم، ازدهرت تكنولوجيا الدفع عبر المحمول في مانيلا بالفلبين وقدمت للمستهلكين طريقة رقمية للدفع عبر هواتفهم المحمولة بالإضافة للدفع نقدا وعن طريق البطاقات.
ويشبه تطبيق "جي كاش" الذي يقدم خدمة محفظة على الهاتف المحمول بالفلبين لإجراء عمليات الدفع وتحويل الأموال، شركة "علي باي" الصينية التي أسستها مجموعة علي بابا العملاقة للتجارة الالكترونية والتي تلعب دورا رائدا في الثورة الرقمية الهائلة بالصين.
ويستخدم الناس تطبيق الدفع جي كاش لمسح رموز الاستجابة السريعة الموضوعة على عدادات المتاجر ومع عدة ضغطات بالاصبع، يمكن اتمام العملية في غضون ثوان.
وبالإضافة إلى ما يذكر سابقا، دخلت القطارات فائقة السرعة وكذلك نظام التجارة الالكترونية في العديد من الدول لتحقق المزيد من الراحة والمنافع لمناطق أخرى من العالم.
قيادة محاولات استكشاف المجهول
تغيير أسلوب المعيشة ليس سوى جانب واحد فقط. ففي السنوات الأخيرة، كانت الابتكارات الصينية في مقدمة جهود عالمية لتحقيق اخترقات في مجالات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة.
ويستخدم ووكونغ، وهو اسم الملك القرد في قصة الرحلات الكلاسيكية الصينية إلى الغرب ويعني حرفيا "فهم الفراغ"، لإطلاقه على المستكشف الصيني لجسيم المادة المظلمة في الصين.
وفي ديسمبر 2015، تم إطلاق ووكونغ. ويساعد العلماء الصينيين في إزالة الغموض حول المادة المظلمة.
ويقول تشانغ جين كبير علماء مستكشف جسيم المادة المظلمة إن "المستكشف فتح نافذة جديدة لرؤية عالم الطاقة العالية ليظهر ظاهرة مادية جديدة تتخطى مستوى فهمنا الحالي".
ويقول علماء إن القمر الصيني لرصد المادة المظلمة أقوى مسبار فضائي للاشعة الكونية عالية الطاقة. ولديه أقوى قدرة على التمييز بين إشاعات الطاقة المماثلة وتحديد الجسيمات وهو مثالي للبحث عن اندثار أو تحلل جسيمات المادة المظلمة.
وفي أغسطس 2016، أطلقت الصين أول قمر صناعي لعلوم الكم في العالم، التجارب الكمية فى نطاق الفضاء. وتوصل إلى توزيع أزواج من الفوتونات المتشابكة لأكثر من 1200 كيلومتر وأثبت أن التشابك الكمي، الذي وصفه ألبرت أينشتاين ب"العمل الشبحي، مازال موجودا على تلك المسافة.
تم إطلاق القمر الصناعي الذي يصل وزنه إلى 600 كيلوجرام، ويسمي "ميسيوس" على اسم فيلسوف صيني في القرن الخامس قبل الميلاد، إلى مدار متزامن مع الشمس على ارتفاع 500 كيلومتر.
وكانت مهمة ميسيوس اختبار تكنولوجيا الانتقال الآنى الكمي والتشفير الكمي الذي قد يتيح يوما ما اتصالا كميا يستعصى على القرصنة. ان الاختبار الذي أجرته الصين جعلها رائدا في مجال الاتصال الكمي.
وهناك المزيد في هذا المجال ومنها الغواصة جياولونغ المأهولة لاستكشاف أعماق البحار. والمختبر الفضائي تيانقونغ-2 والتلسكوب اللاسلكي فاست، وكلما تقوم بمهام استكشاف المجهول.
ثورة في النظام العلمي التكنولوجي
تنبع حيوية الابتكار الصيني من الإصلاحات الثورية على مدار السنوات الخمس الماضية في نظام العلوم والتكنولوجيا في الصين.
وأتخذت إجراءات لتشجيع استقطاب الخبرات وزيادة التمويل وتحسين سياسات تعزز الابتكار.
ويقول هوه قوه تشينغ الأستاذ بالأكاديمية الصينية للعلوم "مع تراكمات أكثر من 30 عاما، شهدت تنمية العلوم والتكنولوجيا في الصين انتقالا من الكم إلى كيف".
وأضاف "لقد حان الوقت للاختراقات".
ويقول وان قانغ وزير العلوم والتكنولوجيا إن التحول التاريخي للصين من تقليد العالم الغربي إلى الابتكار المتكامل كشف عن مفهوم صيني جديد بالنظر إلى الابتكار كقوة أساسية لقيادة التنمية.
وفي المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ لبذل المزيد من الجهود لجعل الصين دولة المبتكرين.
وقال "سنعزز البحث الأساسي في العلوم التطبيقية وسنطلق مشروعات علمية وتكنولوجية وطنية كبرى وسنمنح الأولوية للابتكار في التكنولوجيات العامة الأساسية والتكنولوجيات المتقدمة وتكنولوجيات الهندسة الحديثة وتكنولوجيات تمزيقية."
وتابع بقوله إن تلك الجهود ستقدم دعما قويا لبناء قوة الصين في العلوم والتكنولوجيا وجودة المنتجات والفضاء الجوي والفضاء الالكتروني والنقل ولبناء صين رقمية ومجتمع ذكي.