القاهرة 29 ديسمبر 2017 (شينخوا) قتل شرطي وثمانية أقباط صباح اليوم (الجمعة) في هجوم على كنيسة ومتجر بضاحية حلوان جنوبي العاصمة المصرية القاهرة، حسب مصادر رسمية.
وأدانت الرئاسة المصرية الهجوم ووصفته بـ"الارهابي الخسيس" ، وشددت على أن "الأعمال الارهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة".
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان حول الهجوم، إن أجهزة الأمن "تصدت لمجهول يستقل دراجة بخارية حال محاولته اجتياز النطاق الأمني الخارجي لكنيسة مار مينا بحلوان".
وأضافت "أن القوات قامت بالتعامل الفوري مع الإرهابي ونجحت في إلقاء القبض عليه عقب إصابته، وضبطت معه سلاحا آليا و150 طلقة وعبوة متفجرة قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة".
وأوضحت "أن الارهابي كان يستهدف اختراق النطاق الأمني من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين، إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حال دون ذلك".
وتابعت أن تبادل إطلاق النار "أسفر عن مقتل أمين شرطة وستة مواطنين وإصابة أربعة آخرين من بينهم أمين شرطة تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج".
وأشارت إلى أن "الإرهابي كان قد أطلق عددا من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية" قبل هجومه على الكنيسة "مما أسفر عن استشهاد مواطنين كانا داخل المحل".
وبحسب البيان، فإن المهاجم "من أبرز العناصر الإرهابية النشطة"، وسبق له تنفيذ هجمات "أسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة والمواطنين".
ولم يوضح بيان الداخلية المصرية ما إذا كان المهاجم قضى بعد إصابته أو ما إذا كان لديه شركاء في الهجوم.
وقبل ذلك، تحدثت مصادر رسمية ووسائل إعلام محلية عن مقتل مسلح في الهجوم وفرار آخر.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الهجوم "أسفر عن مقتل أمين شرطة وثمانية أقباط وأحد الإرهابيين، وإصابة خمسة أشخاص، بينهم شرطي".
وأضاف أنه تم نقل جميع الجرحى إلى عدة مستشفيات لتلقي العلاج اللازم.
وقال التلفزيون الرسمي نقلا عن مصادر أمنية إن الهجوم بدأ بإطلاق نار من قبل عدة مسلحين، دون تحديد عددهم، مشيرا إلى أن قوات الأمن تقوم بعمليات تمشيط لمكان الهجوم والظهير الصحراوي لضبط "إرهابيين هاربين".
وبث التلفزيون لقطات أظهرت أحد المسلحين ممددا على الأرض بعد إصابته، فيما يحيط به رجال أمن يقومون لاحقا بتقييده.
وفي وقت لاحق، ذكر التلفزيون أن قوات الأمن "ضبطت الإرهابي مرتكب محاولة الاعتداء وبحوزته سلاحا آليا وخمس خزن آلية و150 طلقة وقنبلة".
فيما نقلت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) المصرية عن مصدر أمني قوله إن "الحادث يحمل بصمات تنظيم داعش الإرهابي".
ورجح المصدر "أن يكون هذا الإرهابي بمفرده هو المنفذ لهذه العملية المزدوجة، مستخدماً دراجة نارية وبحوزته بندقية آلية وخمس خزائن وعبوة ناسفة".
وشدد المصدر الأمني على "استعداد أفراد الشرطة لمجابهة كافة الأخطار والعمليات العدائية خلال تأمينها للكنائس طبقاً للخطة الموضوعة مسبقاً لحماية المصلين".
ويأتي الهجوم على الكنيسة قبل عشرة أيام من احتفال الأقباط في مصر بعيد الميلاد.
وعززت السلطات من اجراءات التأمين قبيل الاحتفالات.
وأعلن المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القس بولس حليم أنه "تقرر أن تقام جنازة جماعية لضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع على كنيسة الشهيد مارمينا بحلوان، وكذلك الشقيقين اللذين قتلا برصاص إرهابيين بمحل الأجهزة المنزلية" بمنطقة بحلوان.
وقال حليم في تصريحات للصحفيين، إنه سيتم تحديد موعد ومكان صلاة الجنازة في وقت لاحق.
وأصدرت الرئاسة المصرية بيانا قالت فيه ان الرئيس عبدالفتاح السيسي "يتابع عن كثب تفاصيل وتداعيات الهجوم الارهابي".
وقدم السيسي بحسب البيان "تعازيه لأسر شهداء هذا الهجوم الارهابي الخسيس الذى استهداف أحد الأماكن المقدسة فى الأيام التي يحتفل بها أبناء الوطن من المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد".
وأكد البيان أن "هذه المحاولات الارهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيدهم إصراراً على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الارهاب والتطرف".
وأشاد البيان بـ"الروح البطولية والتضحيات الغالية التي قدمها رجال الأمن خلال تصديهم للهجوم الإرهابي الآثم ونجاحهم في إحباط محاولات الإرهابيين لتفجير الكنيسة".
ووجه السيسي وفقا للبيان، بـ"استمرار تكثيف أعمال التأمين للمنشآت الحيوية بالدولة".
وأدانت جامعة الدول العربية "الهجوم الإرهابي" بحلوان، مؤكدة تضامنها التام مع مصر.
فيما شدد البرلمان العربي على أن "مثل هذه العمليات الإرهابية الجبانة التي تأتي مع الاحتفال بعيد الميلاد، لن تزيد الشعب المصري ونسيجه الاجتماعي إلا قوة وتماسكا وعزيمة على اقتلاع الإرهاب من جذوره".
وسبق أن شهدت مصر هجمات ضد كنائس، كان اخرها في أبريل الماضي، حين تعرضت كنيستان في مدينتي طنطا والأسكندرية لهجومين تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية وأوقعا 45 قتيلا.
ويأتي الهجوم غداة مقتل ضابط وخمسة جنود إثر انفجار عبوة ناسفة في إحدى المركبات العسكرية أثناء مداهمة بؤرة إرهابية في محافظة شمال سيناء، شمال شرق القاهرة، حسب ما أعلن الجيش المصري.
وتشهد مصر هجمات تستهدف بالخصوص رجال الجيش والشرطة منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين في يوليو من العام 2013، بعد احتجاجات حاشدة طالبت برحيله عن الحكم.
