واشنطن 6 فبراير 2018 (شينخوا) أطلقت شركة رحلات الفضاء الأمريكية الخاصة "سبيس إكس" يوم الثلاثاء أقوى صاروخ تشغيلي في العالم إلى الفضاء في مهمة تجريبية تم الترويج لها كثيرا ويعتقد أن لديها القدرة على إحداث ثورة في صناعة الفضاء.
فقد انطلق الصاروخ "فالكون هيفي" من مركز كينيدي للفضاء بولاية فلوريدا الأمريكية في الـ03:45 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (21:45 بتوقيت غرينتش)، حاملا على متنه شيئا فقط للمتعة ألا وهو سيارة "تسلا رودستار" حمراء تابعة لمؤسس شركتي "سبيس إكس" و"تسلا " إيلون ماسك.
وحتى الآن، يسير كل شي كما هو مخطط له، حيث عاد المحركان المثبتان على جانبي الصاروخ بشكل متزامن إلى الأرض بعد حوالي ثمان دقائق من الإطلاق .
وفي النهاية، ستحاول المرحلة الثانية من الصاروخ وضع السيارة رودستار، وهي تشغل أغنية "غرائب الفضاء" للمغني ديفيد بوي، في مدار مجاور للمريخ.
وقال ماسك للصحفيين خلال اتصال إعلامي "تشير تقديراتنا إلى أن السيارة ستظل في هذا المدار لعدة مئات الملايين من السنين، وربما لأكثر من مليار سنة".
-- انخفاض مستوى التوقعات
وكانت تقارير قد أفادت بأن الملياردير التكنولوجي قد قلل من أهمية الآمال المعقودة على عملية الإطلاق هذه، قائلا إن المهمة قد تنتهي بالانفجار.
وذكر "إنها مهمة تجريبية كما قلت حيث هناك الكثير من الأمور التي قد تنطوى على أخطاء، لهذا لا نريد تعليق آمال تصل إلى حد الكمال"، مضيفا "سأعتبرها مهمة ناجحة إذا تسني فقط للصاروخ الانطلاق من القاعدة ولم يمزقها إربا".
واعترف ماسك بأن هناك احتمالية في أن المرحلة الثانية للصاروخ قد لا تأخذه إلى خارج المدار الأرضي المنخفض، قائلا إن هذا يرجع إلى أنه "سيهبط بفعل الجاذبية" على مدى ست ساعات عبر حزام فان آلن الإشعاعي ، حيث قد يتعرض "للاهتراء".
-- قدرة نقل مضاعفة
إن الصاروخ "فالكون هيفي" يعد في الأساس ثلاثة من صواريخ فالكون 9 التابعة للشركة والمثبتة معا.
وذكرت سبيس إكس أن الصاروخ، بمحركاته ميرلين الـ27 معا، يستطيع توليد قوة دفع قادرة على "نقل أكثر من خمسة ملايين رطل (2.3 مليون كيلوغرام) عند الصعود، أي ما يعادل حوالي 18 وحدة من الطائرة 747".
وفي الواقع، لم يستطع نقل مزيد من الحمولة إلى المدار سوى الصاروخ القمر "ساتورن 5" الذي أطلق عام 1973.
وأشارت الشركة إلى أن الصاروخ سيكون قادرا على نقل 64 طنا إلى المدار، وهو ضعف قدرة النقل الخاصة بأقرب مركبة فضائية تشغيلية تالية، وهي "دلتا 4 هيفي"، وبثلث التكلفة .
وأشاد جاسون دافيس من جمعية الكواكب بهذه الرحلة التجريبية ووصفها بأنها "خطوة كبيرة". وكتب في مدونة يقول إن "فالكون هيفي تشغيلي سيجعل سبيس إكس المالك الفخري لأقوى نظام صاروخي منذ ساتورن 5، ويفتح زاوية أخرى في صناعة الإطلاق أمام المنافسة الجادة".
وذكر إريك ستالمر رئيس الاتحاد الأمريكي للرحلات الفضائية التجارية إن عملية الإطلاق الناجحة هذه "تمثل معلما هاما بالنسبة لسبيس إكس والصناعة الفضائية التجارية، حيث أن مركبة النقل الثقيلة الأولى طورت وأطلقت بتمويل خاص بالكامل".
وقال ستالمر في بيان إنه "في الوقت الذي نتطلع فيه إلى كل ما يحمله عام 2018 للصناعة الفضائية التجارية الأمريكية، تعد هذه وسيلة مشوقة لبدء العام الجديد".
-- انتهى الأمر بالنسبة للمنافسين
بالنسبة لتجربة الإطلاق هذه، فإن المحركين المثبتين على جانبي الصاروخ فالكون هيفي "أثبتا قدرتها". فأحدهما أطلق القمر الصناعي ثايكوم 8 في مايو 2016 والآخر دعم بعثة محطة الفضاء الدولية في يوليو 2016.
ومن أجل الوصول بالقدرة على إعادة الاستخدام إلى مستوى جديد كليا، حاولت شركة "سبيس إكس" استعادة جميع الأجزاء الثلاثة من المراحل الأولى لفالكون هيفي خلال التجربة.
وقد أظهر بث مباشر المحركين المثبتين على جانبي الصاروخ وقد عادا بنجاح مرة أخرى إلى الأرض واستقرا على منصتي الهبوط بمحطة كيب كنافيرال التابعة للقوات الجوية.
ولم يتضح بعد مصير الجزء الأوسط، الذي كان من المقرر أن يهبط على سفينة تقل طائرات بدون طيار عائمة في المحيط الأطلسي، وذلك بسبب فقدان إشارة اللاسلكي الصادرة عن السفينة.
وقد تسهم إعادة استخدام الصاروخ إسهاما كبيرا في خفض تكلفة إطلاق فالكون هيفي، وبالتالي جذب العملاء المحتملين
واختتم ماسك حديثه قائلا "إذا نجحنا في ذلك، فسينتهى الأمر بالنسبة لجميع صواريخ النقل الثقيل الأخرى".