طرابلس 9 فبراير 2018 (شينخوا) قتل شخصان وأصيب 143 اخرون، بينهم أطفال بجروح في انفجار وقع داخل مسجد في أثناء صلاة الجمعة ببنغازي شرق ليبيا، حسب مصادر عسكرية وطبية.

وقال العقيد ميلود الزوي المتحدث باسم القوات الخاصة بالجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم "إن انفجارا وقع داخل مسجد سعد بن أبي عبادة، في حي الماجوري في بنغازي في أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة".

وتابع الزوي أن التفجير ناتج عن "حقائب ملغومة كانت موضوعة داخل المسجد"، مشيرا إلى أن "التفجير تم عن بعد بحسب التحقيقات الأولية".

ولم يقدم الزوي حصيلة لضحايا التفجير.

وقالت مسؤولة الإعلام بمستشفى ((الجلاء)) للجراحة والحوادث ببنغازي فاديا البرغثي، إن "المستشفى استقبل جثمان قتيل واحد يدعى خالد القذافي، إضافة إلى 87 جريحاً إصابتهم متفاوتة الخطورة".

وكانت البرغثي قد تحدثت في وقت سابق اليوم عن سقوط قتيل و55 جريحا.

وقال مدير عام مركز بنغازي الطبي عبد الكريم القبائلي، ل(شينخوا) إن "المركز استقبل 56 جريحا، بينهم 12 طفلا" جراء التفجير.

ولم يستقبل المركز أي قتلى، حسب القبائلي.

فيما أكدت الغرفة الأمنية المركزية في بنغازي أن التفجير أدى إلى مقتل شخص ثان يدعى إيهاب عمر.

وأوعز رئيس الغرفة المشكلة من قوات الجيش والشرطة، اللواء ونيس بوخمادة، في بيان جميع مساجد بنغازي بضرورة تركيب كاميرات مراقبة خلال أسبوعين.

وأدان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية في العاصمة طرابلس، تفجير بنغازي ووصفه بـ"العمل الارهابي".

وقال المجلس في بيان، ان "هذه الأعمال الإرهابية التي تكررت في مدينة بنغازي، تتنافى تماما وتعاليم الدين الحنيف وتتعارض مع القيم والمبادىء الإنسانية"، معتبرا أن "هذه الجرائم تتطلب استنفار كافة القوى الأمنية في ليبيا للعمل المشترك على مواجهتها".

ودعا المجلس الى "توحيد الصف والجهود لمواجهة الارهاب وفلوله وجميع العابثين بأمن واستقرار الوطن وتقديم الجناة للعدالة"، لافتا الى أن حكومة الوفاق ستتكفل بعلاج جرحى هذا "العمل الارهابي" داخل وخارج ليبيا.

كما أدانت بعثة المتحدة للدعم في ليبيا "العمل الاجرامي البشع" في بنغازي ودعت الى اجراء "تحقيقات فورية ونزيهة" بشأنه.

وقالت البعثة في بيان صحفي نشرته عبر صفحتها الرسمية على (فيسبوك) انها "تدين بشدة التفجيرات الوحشية التي وقعت في الماجوري (...) هذا التفجير الثاني بالقرب من مسجد في المدينة خلال شهر".

وشددت البعثة الأممية على أن هذا "العمل الإجرامي البشع ينبغي ألا يوفر مبررا للأعمال الانتقامية وعليه يجب أن يتم القيام بالتحقيقات الفورية والنزيهة وتقديم الجناة للعدالة" .

وقالت البعثة في بيانها ان "الهجمات المباشرة أو العشوائية ضد المدنيين محرمة بموجب القانون الدولي الانساني الدولي وتمثل جرائم حرب".

ويأتي التفجير بعد أكثر من أسبوعين من تفجير مزدوج بسيارتين مفخختين وقع أمام مسجد في حي السلماني في أثناء خروج المصلين من صلاة العشاء وأوقع 34 قتيلا وأكثر من 100 جريح، معظمهم من المدنيين.

وتخضع بنغازي لسيطرة الجيش الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر.

وكان حفتر أعلن في يوليو من العام 2017 استعادة السيطرة الكاملة على مدينة بنغازي وتحريرها من الجماعات المتشددة المسلحة بعد معارك دامت ثلاث سنوات.

وفي نهاية ديسمبر الماضي أعلن الجيش الليبي أن قواته أنهت عمليات عسكرية دامت لأكثر من خمسة أشهر في بنغازي للقضاء على "فلول الإرهابيين".

وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في العام 2011.