السويداء ــ سوريا 14 فبراير 2018 (شينخوا) وقفت سلام وهي ترتدي سترة حمراء ، وتحمل بيدها لوحة كرتونية بيضاء كتب عليها " للحب معاني مختلفة في قلبي وعقلي وروحي وعيني .. سوريا محبة وسلام " ، في حين وقف إلى جوارها فتاة أخرى تحمل سلة حمراء على شكل قلب مملوء بالحلويات التي توزع على المارة ، مستقبلة إياهم بعبارة "كل عام وانت بخير" .
وتجمع العشرات من الشبان والشابات الذين يطلقون على أنفسهم بأنهم مجموعة " فريق سوريا للتنمية والعمل المدني " في أحد الساحات العامة في مدينة السويداء وهم يحملون لافتات تحث الناس على المحبة والسلام ، ويستقبلون الناس الذين يخرجون من المحلات بابتسامة ويقدمون له هدية رمزية ، وسط أجواء من الفرح والامل .
وقال نجيب رعد (42 عاما ) المنسق العام لفريق سوريا للتنمية والعمل المدني لوكالة أنباء (( شينخوا)) بدمشق اليوم ( الأربعاء) " أردنا أن لا يقتصر عيد الحب فقط على العاشقين وأردنا أن نوسع القاعدة لتشمل كل فئات المجتمع ، وأن ننشد الحب والسلام لبلدنا سوريا " ، مؤكدا أن النشاط الذي أقيم كان تحت شعار ( سوريا المحبة والسلام ) .
وأضاف رعد أن " الحب يجب أن يجمع السوريين " ، مشيرا إلى أن البلاد أغرقت بالحزن والعنف ، ونريد أن نعيش بسلام .
وأشار رعد إلى أن الفريق قام بصنع بسكويت على شكل قلب ملون باللون الأحمر ، وبداخله رسالة تحمل عبارات " سوريا المحبة " ، " سوريا السلام " ، مؤكدا ان فريقه عبارة عن متطوعين مدنيين هدفهم نشر ثقافة الحب والسلام .
وبدوره اعتبر وسام فرحات 25 عاما أن " عيد الحب " أو ما يسمى بـ " الفلنتاين " هو طقس غريب على مجتمعاتنا ، ولكن نحن أردنا هذا العام أن يكون عيد الحب رسالة من أجل سوريا ، التي نعيش فيها ، ونتمنى أن يعم فيها السلام والحب .
وأضاف فرحات الذي وقف مع مجموعة من الشبان والشابات ، وهم يرقصون تعبيرا عن فرحهم بهذا اليوم ،إن " رسالتي هي نشر المحبة والسلام لسوريا .. هذه المحبة التي فقدت بسبب ظروف الحرب " ، مؤكدا " علينا ان نذكر الناس بأهمية الحب بهذا اليوم " .
ورأت ثريا الملحم متطوعة في فريق سوريا للتنمية والعمل المدني أن عيد الحب ليس حكرا على العاشقين ، وإنما ينبغي أن ينسحب على شرائح المجتمع السوري ، معربة عن سعادتها بالمشاركة بهذا النشاط الاجتماعي ، الذي يهدف إلى نشر المحبة والسلام .
ومدينة السويداء ، التي تقع إلى الجنوب من دمشق ، كباقي المحافظات السورية كان لها نصيب بالاحتفال بعيد الحب ، فغالبية الأسواق شهدت حركة نشطة ، وخاصة محلات بيع الورود والهدايا ، وتحولت معظم واجهات المحلات إلى اللون الأحمر ، وازدانت ببالونات حمراء التي شكل القلب .
وقال زيد 43 عاما وهو صاحب محل لبيع الورود ، إنه في عيد الحب يكثر بيع الورود ، مشيرا إلى ان وجود حركة نشطة اكثر من السنة الماضية .
وعزا زيد هذا الاقبال الى تحسن الظروف الأمنية الجيدة التي تعيشها المحافظة ، مبينا أن سعر الوردة الحمراء يتراوح ما بين الـ 1500 إلى 3500 ( الدولار الواحد يساوي 460 ليرة ) .
كما يزداد في عيد الحب الإقبال على المطاعم ، حيث يتنافسون في تقديم ما هو أجمل في هذا اليوم للعاشقين ، وبالإضافة إلى العروض المغرية ، كتقديم هدايا مجانية ، وجلب مطرب أو فنان مشهور يغني في تلك المطاعم .
وقال رأفت وهو شاب سوري يبلغ من العمر 29 إنه حجز طاولة لشخصين بأحد المطاعم بـ 35 الف ليرة سورية إي ما يعادل 90 دولارا أمريكيا كي يسهر مع خطيبته بهذا اليوم الجميل .
وأضاف " نعم هذا الطقس قد يبدو دخيل على ثقافتنا ، ولكن الحب موجود ، ونريد أن نحتفل مع من نحب بهذا اليوم " .
وأعرب معظم السوريون عن أملهم في أن يعم الخير والسلام في بلادهم ، أملين أن تنتهي هذه الأزمة التي غيبت الفرح والحب عنهم لسنوات .