ميونيخ 16 فبراير 2018 (شينخوا) رأت عضوة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والدبلوماسية الصينية البارزة فو يينغ إن نجاح الصين يمثل إحدى الخيارات البديلة لتلك التي اقترحها الغرب، "ومع ذلك فإن الصين ليست مهتمة بما يسمى 'منافسة النظم' "، وذلك في مقالة موقعة نُشرت في طبعة خاصة بمؤتمر ميونيخ للأمن، الذي يعقد من يوم الجمعة حتى يوم الأحد، من صحيفة ((جيرمان تايمز)) الألمانية.
وفي المقالة، أفادت فو يينغ، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهو أعلى هيئة تشريعية بالبلاد، أن الصين ليس لديها نية لتصدير نظامها السياسي وأيديولوجيتها.
ولفتت إلى أن التحديات الأمنية في عالم اليوم تتسم بالعولمة وينبغي معالجتها بطريقة تعاونية عالمية.
-- بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية
وذكرت الدبلوماسية الصينية أن العالم الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة يحاول تغريب العالم كله من خلال تصدير قيمه ونماذجه الخاصة، مشيرة إلى أن تلك المحاولات لم تفشل فقط في معالجة المشاكل القديمة، وإنما تسببت أيضا بمشاكل جديدة.
وأضافت أن الصين، باعتبارها جزءا من العالم، لن تتطور جيدا إلا ضمن بيئة دولية سلمية، مبينة أن الصين أكدت مجددا أن السلام والتنمية ما زالا هما مطلب اليوم بالنسبة لها، مع الإقرار بأن العالم يواجه شكوكا متزايدة وعوامل مزعزعة للاستقرار.
وقالت فو إن أهداف الصين الدبلوماسية في العصر الجديد تشمل تعزيز إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، مع إيلاء مزيد من الاهتمام للسلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك والدعوة إلى بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وتابعت أن "هذه ليست فقط توقعاتنا لمستقبل العالم، وإنما تمثل أيضا ضرورة للتنمية المحلية لدينا".
-- الصين لن تصدر نموذجها التنموي
ولكن مع ازدياد قوة الصين، برزت تساؤلات ومخاوف خارج الصين.
ماذا يعني عندما تتعهد الصين بـ "الاقتراب من مركز الصدارة"؟، هل يعني ذلك أن الصين تتحضر لتأخذ محل الولايات المتحدة وتلعب "دورا قياديا"؟. وعند عرض الصين تقديم "الحصافة الصينية والمقاربة الصينية"، هل يرقى ذلك إلى مستوى تصدير الصين لنموذجها التنموي؟.
وردت فو على هذه المخاوف بالقول "إننا نرغب في لعب دور في الشؤون العالمية وتقديم مساهمة أكبر للبشرية. ولكن يجب أن يتم ذلك بوسائلنا وبطريقة تتفق مع قيمنا".
وأكدت أن الصين لم تقدم سوى خيار جديد لدول تسعى نحو تحقيق تنمية سريعة مع الحفاظ على استقلالها، "بيد أن هذا لا يعني أن نموذج وأيديولوجية الصين سيتم تصديرهما".
-- ضرورة وضع مبادئ أساسية مشتركة بشأن الأمن
وأشارت إلى أنه فيما يتعلق بالمصالح الأمنية للدول، فإن هناك خلافات بين الولايات المتحدة بالإضافة إلى تحالفها، والدول التي لا تنتمي إلى أي تحالف، مضيفة "لذا فمن المهم أن تعمل جميع الدول معا لوضع بعض المبادئ الأساسية المشتركة".
وقالت فو إن ما تدعو إليه الصين يأتي في إطار الاستجابة لـ "مطلب العصر".
وإن كان باستطاعة الصين والولايات المتحدة، وأيضا أوروبا وروسيا وغيرها كذلك، بدء استكشاف المبادئ الأساسية لتسوية أي نزاعات كبرى، فإن هذا لن يساعد فقط في الحفاظ على الاستقرار الشامل في العلاقات بين القوى الكبرى، بل سيسهل أيضا حل القضايا الإقليمية الساخنة، وفقا لما ذكرته فو.