الأمم المتحدة 20 فبراير 2018 (شينخوا) شكك الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الثلاثاء في ما وصفه بالسياسات" الغريبة" للبيت الأبيض في الشرق الأوسط.
وقال عباس في كلمة لمجلس الأمن الدولي"التقينا مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب 4 مرات خلال العام 2017 وأبدينا استعدادا كبيرا للتوصل إلى صفقة سلام تاريخية. وجددنا تكرارا موقفنا المتوافق مع الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وحل الدولتين على أساس حدود 1967".
"غير أن هذه الإدارة (ترامب) لم تحدد موقفها. هل هي مع حل الدولتين أم مع حل الدولة الواحدة؟"، تساءل عباس.
ومضى عباس في حديثه عن هذه الإدارة قائلا:" بل، في سابقة هي الأخطر من نوعها، وبقرار أحادي غير شرعي، قوبل بالرفض من جانب المجتمع الدولي، قررت الإدارة الأمريكية إزاحة ملف القدس عن الطاولة والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، متجاهلة أن القدس الشرقية هي أرض فلسطينية محتلة منذ 1967 وهي عاصمتنا، التي نريدها أن تكون مدينة مفتوحة أمام أتباع الديانات السماوية الثلاث-- الإسلام والمسيحية واليهودية".
وقال الرئيس الفلسطيني إن الولايات المتحدة ناقضت مع نفسها ونقضت تعهداتها وخرقت الشرعية الدولية والقرارات المعنية بقرارها المتعلق بالقدس.
وأضاف في المناقشة الشهرية لمجلس الأمن بشأن قضية الشرق الأوسط أنه من المستغرب أيضا أن الولايات المتحدة لا تزال تدرج منظمة التحرير الفلسطينية على قائمتها للمنظمات الإرهابية وتفرض القيود على عمل البعثة الفلسطينية في واشنطن" بذريعة" قرارات الكونغرس منذ العام 1987.
وتساءل في حضور السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي التي بدت متحجرة الوجه " كيف تقيم الإدارة علاقات معنا وتزورنا وتساعدنا ونحن في الكونغرس إرهابيون؟"
وكرر" كيف تساعدون إرهابيين إذا كنا كذلك؟"
وأضاف عباس أن واشنطن قررت مؤخرا معاقبة اللاجئين الفلسطينيين من خلال تقليص مساهماتها بشكل حاد لوكالة أونروا الأممية المكلفة بمساعدة أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني على الحياة داخل الأراضي المحتلة والأردن ولبنان وسوريا.
وفي ردها، قالت هالي إن" الولايات المتحدة تدرك أن القيادة الفلسطينية غير سعيدة للغاية بقرار نقل سفارتنا إلى القدس. لا ينبغي أن تحبوا القرار. لا ينبغي أن تشيدوا به. كما لا يتعين عليكم قبوله. لكن اعلموا أن القرار لن يتغير".
وغادر عباس القاعة قبل أن تلقي هالي كلمتها.
وفي كلمته، عرض عباس أيضا خطة للسلام طالبا من مجلس الأمن المساعدة في هذا الصدد.
وقال إن هذه الخطة تأتي" انطلاقا من إيماننا بالسلام العادل والدائم والشامل وحرصا على الأجيال القادمة في المنطقة وسط الانسداد الحالي في عملية السلام بسبب قرار الإدارة الأمريكية حول القدس ومواصلة إسرائيل لنشاطاتها الاستيطانية وعدم تطبيقها للاتفاقيات الموقعة وعدم التزامها بقرارات هذا المجلس".
ودعا عباس إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف عام 2018 يستند لقرارات الشرعية الدولية بمشاركة دولية واسعة تشمل الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني والأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة على رأسها مجلس الأمن والرباعية الدولية.
وفي هذه النقطة أيضا، دعا عباس إلى تشكيل لآلية دولية متعددة الأطراف تساعد الجانبين في المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع الدائم حسب اتفاق أوسلو.
كما اقترح، خلال المفاوضات، أن تتوقف جميع الأطراف عن اتخاذ الأعمال الأحادية الجانب وخاصة التي تؤثر على نتائج الحل النهائي من بينها وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية وتجميد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
كما جدد عباس التأكيد على مبدأ حل الدولتين والالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأكد عباس" نحن مستعدون للذهاب مشيا على الأقدام إلى أبعد مكان في الدنيا للحصول على حقوقنا وغير مستعدين للتحرك إنشا واحدا إذا أراد أحد منا التنازل عن حقوقنا".
وأنهى مخاطبا مجلس الأمن" أنتم قمة الهرم، أعلى نقطة يلجأ إليها العالم وبعدكم ليس إلا سدرة المنتهى. فإذا لم يتم إنصافنا هنا، فإلى أين نذهب إذن؟"