الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
تحقيق إخباري: أقدم أسواق بغداد التاريخية في طريقه للزوال
                 arabic.news.cn | 2018-02-26 23:13:59

IRAQ-BAGHDAD-HISTORICAL MARKET

بغداد 26 فبراير 2018 (شينخوا) حذر أصحاب محال وحرفيون من زوال سوق الصفارين، اقدم اسواق بغداد التاريخية، مطالبين الجهات الحكومية بالتدخل السريع لاحياء نشاط هذا السوق الذي يمثل واجهة للتراث العراقي.

ويقع سوق الصفافير أو الصفارين، الذي ترجع تسميته نسبة إلى معدن النحاس، الذي يسميه العراقيون ب (الصفر)، على الضفة الشرقية لنهر دجلة وسط بغداد القديمة ويشتهر هذا السوق بصناعة الصحون والأواني المنزلية وأباريق الشاي والكاسات والملاعق، وإطارات الصور، والفوانيس النحاسية والنقش عليها، فضلا عن الأواني النحاسية التي يطرز عليها المعالم الأثرية الشهيرة في العراق.

والسوق الذي يعود تاريخه إلى العصر العباسي، ظل لسنوات طويلة مقصدا للسياح والزوار العرب والأجانب الذين يأتون اليه لاقتناء المنتجات العراقية التراثية التي تصنع في هذا السوق،، لكن الوضع الأن اختلف فلا ضجيج في السوق صادر من طرق المعادن، ولا سائحين ولا زوار، بل أن الطامة الكبرى أن السوق مهدد بالزوال بعد أن انتشر فيه تجار الاقمشة واشتروا اغلب محاله.

وقال محمد علي، أحد الحرفيين في السوق لوكالة أنباء ((شينخوا)) "السوق في طريقه إلى الزوال، بعد أن هجر الحرفيون والفنيون والنحاسون والنقاشون مهنتهم، التي وروثها عن أبائهم وأجدادهم، بسبب عدم وجود متبضعين وسائحين ، لذا فان العمل أصبح لا توجد فيه جدوى اقتصادية نتيجة الأهمال الحكومي".

وأضاف " كانت الحكومة سابقا تقدم لنا كل انواع المعادن التي نحتاجها وباسعار مدعومة، أما الأن فاسعار المعادن غالية جدا، فضلا عن فتح الاستيراد للأواني والتحف بدون قيد أو شرط، وهذا دفع العديد من الحرفيين إلى ترك المهنة وبيع محالهم لأنها لم تعد تكفي متطلبات الحياة لأن الناس بدأت تشتري الأشياء المستوردة التي تتميز بانخفاض أسعارها".

من جانبه قال أبوحيدر أثناء طرقه بمطرقة خشبية على صفيحة من النحاس لكي يعمل (دلة ) أبريق كبير للقهوة "كنت لا تستطيع أن تسمع من يتكلم معك نتيجة كثرة الطرق من قبل الحرفيين والنحاسين، أما الأن فأصبح العدد قليل جدا، لأن الغالبية العظمى منهم تركت المهنة، لعدم وجود سائحين فضلا عن عدم اهتمام وزارة الثقافة بالتراث العراقي، وإهمالها له".

وتابع"انا تعلمت المهنة من أبي قبل أربعين سنة، لكني لم أعلمها لولدي لأن العمل أصبح لايجدي نفعا، ولدي الأن يعمل في وظيفة حكومية، وهذا الأمر ينطبق على أغلب أصحاب المهن والحرف في السوق، الذين باع أغلبهم محالهم إلى تجار القماش".

وأوضح أن السوق كان يحتوي على أكثر من 100 محل تجاري كلها مخصصة لصناعة الأواني النحاسية والأدوات التي كانت تستخدم في المنازل العراقية لكن الأن تناقص عددها بشكل كبير، مبينا أن نسبة المحال التي لاتزال تصنع الأواني النحاسية لا تتجاوز 20 بالمائة من أعدادها السابقة .

إلى ذلك قال سلمان النقاش "السوق في طريقها للزوال فبعد 4 أو 5 سنوات، لن تجد أي محل يهتم بالتراث والأواني والهدايا التراثية، لن الغالبية العظمى من الحرفيين تركوا المهنة واتجهوا إلى أعمال أخرى بسبب الإهمال الحكومي".

وأضاف " أنا عن نفسي لا أستطيع ترك هذه المهنة لأني أحبها وورثتها من أبي و جدي، نحن عائلة نعمل في صناعة الأواني من النحاس ونمارس النقش على الأطباق ونطرزها بالاثار العراقية منذ أكثر من 100 سنة، لكني أصبحت كبيرا وربما بعد فترة ليست بعيدة سوف اترك العمل في المحل بسبب حالتي الصحية، بالاضافة إلى المردود الاقتصادي من المهنة أصبح ضعيف جدا، وهذا قد يدفع ولدي إلى بيع المحل بعد وفاتي".

من جانبه قال محمود سراج الماجدي (45 سنة) الذي حضر لشراء هدية لصديقه الأجنبي حيث ينوي إرسالها له "أصبت بصدمة خلال زيارتي هذا اليوم لسوق الصفارين، فقد تغير كل شيء، خفت أصوات طرق الاواني، أو انعدمت،، محال بيع القماش هي الغالبية العظمى في السوق، العديد من النقاشين وأصحاب الحرف اختفوا من السوق".

وطالب الماجدي السلطات الحكومية بالتدخل السريع لانقاذ هذا السوق التاريخي، الذي يعد من اقدم اسواق بغداد، من خلال تقديم الدعم المادي للحرفيين والنقاشين والفنيين، وتنشيط الجانب السياحي، والاهتمام بالتراث العراقي الشهير، الذي يهتم به كل العالم ما عدى الحكومة العراقية، على حد تعبيره.

بدوره قال خليل النقاش، الذي ترك المهنة وجاء لكي يرى ماذا حل بالسوق "إن تدمير العراق هدف وضعه المحتل الامريكي، الذي ترك المتاحف مفتوحة أمام الذين سرقوا الحضارة العراقية، لذلك اشغل الحكومات العراقية بقضايا أخرى بحيث لم تهتم أو ترعى التراث العراقي".

وأضاف " قلبي يتقطع على هذا السوق الذي يوشك أن ينتهي، ،،، أطالب من البرلمان والحكومة وخاصة وزارة الثقافة بالاسراع لانقاذ هذا السوق من الاندثار، والاهتمام بالحرفيين والنقاشين، لانهم ثروة وطنية وبقائهم يعني بقاء معلم مهم من معالم بغداد التراثية".

أما سروة حسن التي حضرت لشراء بعض الهدايا فقالت "الشعوب تعتز بتراثها الثقافي والحضاري، وسوق الصفارين من المعالم التراثية الشهيرة في بغداد، لكن مع الأسف الحكومة أهملت هذا السوق"داعية إلى انقاذه من ما وصفته بهجوم تجار القماش، وإعادة هيبته والبدء بحملة إعلامية لإبراز أهميته التاريخية والثقافية.

   1 2 3 4 5   

 

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

تحقيق إخباري: أقدم أسواق بغداد التاريخية في طريقه للزوال
تحقيق إخباري: أقدم أسواق بغداد التاريخية في طريقه للزوال
21 فريقا يشارك في المسابقة الدولية لرقصات التنين والأسد
21 فريقا يشارك في المسابقة الدولية لرقصات التنين والأسد
الكويت تحتفل بعيدها الوطني الـ 57
الكويت تحتفل بعيدها الوطني الـ 57
انطلاق الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة المصرية
انطلاق الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة المصرية
ألبوم صور الممثلة الصينية شيونغ ناى جين
ألبوم صور الممثلة الصينية شيونغ ناى جين
معرض الشاى الدولى يقام فى مدينة داليان
معرض الشاى الدولى يقام فى مدينة داليان
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

تحقيق إخباري: أقدم أسواق بغداد التاريخية في طريقه للزوال

新华社 | 2018-02-26 23:13:59

IRAQ-BAGHDAD-HISTORICAL MARKET

بغداد 26 فبراير 2018 (شينخوا) حذر أصحاب محال وحرفيون من زوال سوق الصفارين، اقدم اسواق بغداد التاريخية، مطالبين الجهات الحكومية بالتدخل السريع لاحياء نشاط هذا السوق الذي يمثل واجهة للتراث العراقي.

ويقع سوق الصفافير أو الصفارين، الذي ترجع تسميته نسبة إلى معدن النحاس، الذي يسميه العراقيون ب (الصفر)، على الضفة الشرقية لنهر دجلة وسط بغداد القديمة ويشتهر هذا السوق بصناعة الصحون والأواني المنزلية وأباريق الشاي والكاسات والملاعق، وإطارات الصور، والفوانيس النحاسية والنقش عليها، فضلا عن الأواني النحاسية التي يطرز عليها المعالم الأثرية الشهيرة في العراق.

والسوق الذي يعود تاريخه إلى العصر العباسي، ظل لسنوات طويلة مقصدا للسياح والزوار العرب والأجانب الذين يأتون اليه لاقتناء المنتجات العراقية التراثية التي تصنع في هذا السوق،، لكن الوضع الأن اختلف فلا ضجيج في السوق صادر من طرق المعادن، ولا سائحين ولا زوار، بل أن الطامة الكبرى أن السوق مهدد بالزوال بعد أن انتشر فيه تجار الاقمشة واشتروا اغلب محاله.

وقال محمد علي، أحد الحرفيين في السوق لوكالة أنباء ((شينخوا)) "السوق في طريقه إلى الزوال، بعد أن هجر الحرفيون والفنيون والنحاسون والنقاشون مهنتهم، التي وروثها عن أبائهم وأجدادهم، بسبب عدم وجود متبضعين وسائحين ، لذا فان العمل أصبح لا توجد فيه جدوى اقتصادية نتيجة الأهمال الحكومي".

وأضاف " كانت الحكومة سابقا تقدم لنا كل انواع المعادن التي نحتاجها وباسعار مدعومة، أما الأن فاسعار المعادن غالية جدا، فضلا عن فتح الاستيراد للأواني والتحف بدون قيد أو شرط، وهذا دفع العديد من الحرفيين إلى ترك المهنة وبيع محالهم لأنها لم تعد تكفي متطلبات الحياة لأن الناس بدأت تشتري الأشياء المستوردة التي تتميز بانخفاض أسعارها".

من جانبه قال أبوحيدر أثناء طرقه بمطرقة خشبية على صفيحة من النحاس لكي يعمل (دلة ) أبريق كبير للقهوة "كنت لا تستطيع أن تسمع من يتكلم معك نتيجة كثرة الطرق من قبل الحرفيين والنحاسين، أما الأن فأصبح العدد قليل جدا، لأن الغالبية العظمى منهم تركت المهنة، لعدم وجود سائحين فضلا عن عدم اهتمام وزارة الثقافة بالتراث العراقي، وإهمالها له".

وتابع"انا تعلمت المهنة من أبي قبل أربعين سنة، لكني لم أعلمها لولدي لأن العمل أصبح لايجدي نفعا، ولدي الأن يعمل في وظيفة حكومية، وهذا الأمر ينطبق على أغلب أصحاب المهن والحرف في السوق، الذين باع أغلبهم محالهم إلى تجار القماش".

وأوضح أن السوق كان يحتوي على أكثر من 100 محل تجاري كلها مخصصة لصناعة الأواني النحاسية والأدوات التي كانت تستخدم في المنازل العراقية لكن الأن تناقص عددها بشكل كبير، مبينا أن نسبة المحال التي لاتزال تصنع الأواني النحاسية لا تتجاوز 20 بالمائة من أعدادها السابقة .

إلى ذلك قال سلمان النقاش "السوق في طريقها للزوال فبعد 4 أو 5 سنوات، لن تجد أي محل يهتم بالتراث والأواني والهدايا التراثية، لن الغالبية العظمى من الحرفيين تركوا المهنة واتجهوا إلى أعمال أخرى بسبب الإهمال الحكومي".

وأضاف " أنا عن نفسي لا أستطيع ترك هذه المهنة لأني أحبها وورثتها من أبي و جدي، نحن عائلة نعمل في صناعة الأواني من النحاس ونمارس النقش على الأطباق ونطرزها بالاثار العراقية منذ أكثر من 100 سنة، لكني أصبحت كبيرا وربما بعد فترة ليست بعيدة سوف اترك العمل في المحل بسبب حالتي الصحية، بالاضافة إلى المردود الاقتصادي من المهنة أصبح ضعيف جدا، وهذا قد يدفع ولدي إلى بيع المحل بعد وفاتي".

من جانبه قال محمود سراج الماجدي (45 سنة) الذي حضر لشراء هدية لصديقه الأجنبي حيث ينوي إرسالها له "أصبت بصدمة خلال زيارتي هذا اليوم لسوق الصفارين، فقد تغير كل شيء، خفت أصوات طرق الاواني، أو انعدمت،، محال بيع القماش هي الغالبية العظمى في السوق، العديد من النقاشين وأصحاب الحرف اختفوا من السوق".

وطالب الماجدي السلطات الحكومية بالتدخل السريع لانقاذ هذا السوق التاريخي، الذي يعد من اقدم اسواق بغداد، من خلال تقديم الدعم المادي للحرفيين والنقاشين والفنيين، وتنشيط الجانب السياحي، والاهتمام بالتراث العراقي الشهير، الذي يهتم به كل العالم ما عدى الحكومة العراقية، على حد تعبيره.

بدوره قال خليل النقاش، الذي ترك المهنة وجاء لكي يرى ماذا حل بالسوق "إن تدمير العراق هدف وضعه المحتل الامريكي، الذي ترك المتاحف مفتوحة أمام الذين سرقوا الحضارة العراقية، لذلك اشغل الحكومات العراقية بقضايا أخرى بحيث لم تهتم أو ترعى التراث العراقي".

وأضاف " قلبي يتقطع على هذا السوق الذي يوشك أن ينتهي، ،،، أطالب من البرلمان والحكومة وخاصة وزارة الثقافة بالاسراع لانقاذ هذا السوق من الاندثار، والاهتمام بالحرفيين والنقاشين، لانهم ثروة وطنية وبقائهم يعني بقاء معلم مهم من معالم بغداد التراثية".

أما سروة حسن التي حضرت لشراء بعض الهدايا فقالت "الشعوب تعتز بتراثها الثقافي والحضاري، وسوق الصفارين من المعالم التراثية الشهيرة في بغداد، لكن مع الأسف الحكومة أهملت هذا السوق"داعية إلى انقاذه من ما وصفته بهجوم تجار القماش، وإعادة هيبته والبدء بحملة إعلامية لإبراز أهميته التاريخية والثقافية.

   1 2 3 4 5   

الصور

010020070790000000000000011100001370016021