الظهران، السعودية 15 أبريل 2018 (شينخوا) أكد زعماء عرب خلال مشاركتهم في القمة العربية ال29 التي افتتحت بمدينة الظهران شرق السعودية اليوم (الأحد) ضرورة تعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات المحيطة بالمنطقة.
وذكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته ان المنطقة تتعرض لمحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسة الدولة الوطنية في بعض الدول العربية لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية متهما دولا إقليمية لم يسمها بانه تهدر حقوق الجوار وتعمل بدأب على إنشاء مناطق نفوذ داخل الدول العربية.
وأشار إلى أن قضية العرب المركزية توشك على الضياع بين قرارات دولية غير مفعلة وصراع داخلي يفتح الباب أمام إنهاء حلم الشعب الفلسطيني الشقيق في الحرية والدولة المستقلة، داعيا إلى بلورة استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي لمواجهة التهديدات وإعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار العربي على قواعد واضحة جوهرها احترام استقلال وسيادة وعروبة الدول العربية والامتناع تماما عن أي تدخل في الشأن الداخلي للدول العربية.
وأكد السيسي أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة وعروبة اليمن وليبيا وسوريا وقطع الطريق على أية محاولة من التنظيمات الإرهابية ورعاتها الإقليميين والدوليين، مطالبا بعدم السماح لان تظل هذه الدول الشقيقة مسارح لصراعات دولية وإقليمية تمزق شعوبها وتدمر مقدراتهم.
من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن القدس الشريف تشهد هجمة استيطانية غير مسبوقة تهدف للاستيلاء على أرضها وتهجير أهلها وطمس هويتها التاريخية وانتمائها العربي الاسلامي والمسيحي الأصيل.
واتهم عباس الإدارة الأمريكية الحالية بخرق القوانين الدولية بقرارها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل في خطوة وصفها ب" استباقية ومدانة" الأمر الذي جعل الولايات المتحدة طرفا في الصراع وليست وسيطا منفردا لحله.
ودعا القمة العربية إلى تبني ودعم خطة السلام التي طرحها امام مجلس الامن في فبراير الماضي والتي تضمنت عقد مؤتمر دولي للسلام عام 2018 وقبول دولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية مفاوضات جادة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترة زمنية محددة بضمانات تنفيذ أكيدة وتطبيق المبادرة العربية.
وبخصوص المصالحة الفلسطينية، أكد عباس أن مساعيه لتحقيق هذا الهدف لن تتوقف، مشيرا إلى تجاوبه مع جميع الجهود العربية والمصرية لتمكين حكومة الوفاق الوطني من تحمل مسؤولياتها والذهاب لانتخابات رئاسية وبرلمانية.
وتقدم عباس بالشكر والتقدير للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على تسمية القمة العربية ال29 ب( قمة القدس) وإعلان الملك سلمان أثناء الجلسة الافتتاحية عن تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لدعم الاوقاف الاسلامية في القدس و مبلغ 50 مليون دولار لدم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
اما العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى فطالب في كلمته المجتمع الدولي بالقيام بدور أكبر لفرض وتنفيذ قراراته وإحياء الأجواء الإيجابية التي تتيح المزيد من الفرص لإنجاح مسارات التسويات السياسية للقضايا والأزمات العربية والإقليمية وإيقاف التدخلات الخارجية وتوفير الحماية اللازمة للشعوب المتضررة من جراء ذلك.
وأكد الموقف الثابت تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق وقيادته، مطالبا بضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل وبما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وتناقش القمة العربية ال29 التي تعقد بمدينة الظهران بالمنطقة الشرقية السعودية عددا من الملفات السياسية والاقتصادية تتصدرها التطورات الفلسطينية والأزمات في سوريا وليبيا واليمن ومكافحة الإرهاب والتصدى للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.