واشنطن 27 إبريل 2018 (شينخوا) كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة مرة أخرى عن خلافاته العميقة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن عبء الدفاع والتجارة والاتفاق النووي الإيراني.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الزعيمة الألمانية الزائرة، شكا ترامب مرة أخرى من أن الولايات المتحدة تحملت "عبئا أكبر بكثير مما ينبغي أن يكون" فيما يخص الدفاع بمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال "يجب أن تدفع دول أخرى المزيد"، مضيفا "نحن نحمي أوروبا، ومع ذلك، فإننا ندفع أكثر بكثير من أي شخص آخر".
وتساءل ترامب "الناتو رائع لكنه يساعد أوروبا أكثر مما يساعدنا. لماذا نحن ندفع الغالبية العظمى من التكاليف".
وردا على ذلك، أفادت ميركل أن ألمانيا ستقوم في عام 2019 بتخصيص 1.3 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع.
وأضافت "لقد جاءت هذه الزيادة على مدى السنوات القليلة الماضية. ونحن لم نف بعد بالهدف الذي ينبغي أن نصل إليه، لكننا نقترب من هدف المبدأ التوجيهي الذي وضعناه لأنفسنا".
وانتقد ترامب أعضاء "الناتو"، وألمانيا على وجه الخصوص، بسبب فشلهم في زيادة ميزانية الدفاع الوطنية الخاصة بهم إلى عتبة 2 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي، وهو ما وعدوا في عام 2014 بتحقيقه خلال 10 سنوات.
كما أشار ترامب إلى أن العلاقات التجارية الأمريكية مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي بشكل عام لم تسودها "المعاملة بالمثل".
وقال "إننا بحاجة إلى علاقة تسودها المعاملة بالمثل، والتي ليست لدينا. إذ أن الولايات المتحدة لديها الآن عجز تجاري مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 151 مليار دولار ... وهو أمر غير عادل".
وأضاف أنه "من المستحيل أن يكون لدينا عجز تجاري بقيمة 151 مليار دولار. لذلك سنجعله قائما على المعاملة بالمثل. سنجعله وضعا أكثر عدلا بكثير".
كما أشار ترامب بسكل ساخر إلى حالة الاستياء بينه وبين القادة الأوروبيين.
وقال "أعتقد أنه -- كما تعلمون، عندما أنظر إلى الأرقام في ألمانيا -- وبعض البلدان الأخرى، قد لا يروق دونالد ترامب لهم، لكن عليك أن تفهم، أن هذا يعني أنني أقوم بعمل جيد لأنني أمثل الولايات المتحدة".
كما بدا أن الجانبين فشلا في التوصل إلى تقارب بشأن التهديد الذي أطلقه ترامب في وقت سابق بزيادة التعريفات الجمركية على الفولاذ والألمنيوم المستورد، حيث قالت ميركل إن الأمر متروك لترامب ليقرر ما إذا كان سيتم إعفاء الاتحاد الأوروبي من التعريفات قبل الموعد النهائي المحدد في الأول من مايو.
وقالت فقط "لقد أجرينا تبادلا للآراء حول الوضع الحالي لشؤون المفاوضات، والتقييمات الخاصة بها حول موقفنا من هذا الشأن. والقرار يقع على عاتق الرئيس" في إشارة إلى ترامب.
كما دافعت عن الموقف التجاري الألماني، قائلة إن حكومتها تتخذ بالفعل إجراءات لتغيير هذا الخلل.
وقالت إنه "من الواضح أن الرئيس غير راض عن الفائض التجاري. لقد تمكنا بالفعل من تقليل ذلك، فائضنا التجاري مع الولايات المتحدة، لكن لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه. لكن الولايات المتحدة، أيضا بسبب الإصلاح الضريبي، أصبحت مرة أخرى مكانا مثيرا جدا للاهتمام للاستثمار لشركاتنا".
وأضافت "يمكننا أن نقول بفخر كبير أنه ليس فقط هناك مئات الآلاف من السيارات التي يتم تصديرها من ألمانيا إلى الولايات المتحدة، بل يتم تصدير مئات الآلاف من السيارات، التي تتم صناعتها هنا، من الولايات المتحدة إلى بقية العالم مع خلق فرص عمل أمريكية، وأعتقد أن العمال هنا لديهم ظروف عمل جيدة جدا".
أما بالنسبة للاتفاق النووي الإيراني، تعهد ترامب بأن يحرص على أن إيران "لن تقترب حتى من سلاح نووي، وأن تنهي إيران انتشارها من الصواريخ الخطيرة ودعمها للإرهاب".
وقال "علينا أيضا أن نضمن ألا تستفيد إيران من نجاحنا"، رافضا الكشف عما إذا كان سينسحب من الاتفاق، على الرغم من أن وزير خارجيته المعين حديثا، مايك بومبيو، قال في وقت سابق من اليوم نفسه إنه من غير المرجح أن يبقى ترامب في الاتفاق.
وأقرت ميركل بأن الاتفاق الحالي ليس كافيا، بيد أنها قالت إن برلين تعتقد أن الاتفاق "هو خطوة أولى" ساهمت في إبطاء الأنشطة النووية الإيرانية.
وقامت ميركل بزيارة عمل للولايات المتحدة يوم الجمعة، عقب زيارة دولة رفيعة المستوى قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى البلاد.
