غزة 29 مايو 2018 (شينخوا) شنت إسرائيل اليوم (الثلاثاء)، سلسلة غارات على قطاع غزة في وقت اعترضت فيه قواتها البحرية رحلة بحرية فلسطينية تعد الأولى من نوعها لكسر الحصار.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات على مواقع تدريب في مناطق متفرقة من قطاع غزة ما خلف أضرارا مادية دون وقوع إصابات.
وذكرت المصادر أن المواقع المستهدفة تتبع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وأضافت المصادر ذاتها أن الغارات الإسرائيلية طالبت كذلك موقعا للشرطة البحرية في غزة ونفقا تجاريا على الحدود بين القطاع ومصر.
بدورها، قالت وزارة التربية والتعليم العالي في غزة إن مدرسة محلية تقع شرق مخيم دير البلح للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة تعرضت لشظايا نتيجة القصف الإسرائيلي للمنطقة.
وذكر بيان صادر عن الوزارة أن القصف جاء بالتزامن مع تقديم الطلبة لامتحانات الثانوية العامة مما أدى إلى حدوث بعض التوتر لديهم لكنه لم يصب أي طالب بأذى.
وندد البيان ب"القصف والعدوان الذي طال المدرسة"، مطالبا الجهات الدولية والمؤسسات الحقوقية ب"معاقبة إسرائيل على جرائمها المتكررة تجاه الشعب الفلسطيني".
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب إن "الانفجارات في قطاع غزة ناتجة عن أنشطة له".
وجاء القصف بعد ساعات من إعلان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي صباح اليوم عن "إطلاق رشقة شملت 25 قذيفة هاون من قطاع غزة سقطت في عدة مناطق جنوب إسرائيل".
وأضاف أدرعي في بيان أن "نظام القبة الحديدية اعترض معظم القذائف من دون وقوع إصابات أو أضرار".
ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسئوليته عن إطلاق تلك القذائف التي تعد حدثا نادرا منذ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة صيف العام 2014.
من جهتهما، اعتبرت حركتي حماس والجهاد أن إطلاق قذائف هاون من قطاع غزة على جنوب إسرائيل يمثل "ردا طبيعيا على جرائم إسرائيل".
وقال الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع في بيان "جاهل من يظن أن احتفاظ المقاومة بالرد وصمتها مراعاة لمصلحة الشعب الفلسطيني ينبع من الضعف في موقفها أو التراجع عن خياراتها".
وأضاف إن "المقاومة الفلسطينية حكيمة وقادرة على إيلام العدو وتدفيعه ثمنا باهظا بسبب جرائمه"، مؤكدا أن "أهداف إسرائيل ستفشل في تغيير قواعد الاشتباك وتثبيت أي معادلة جديدة على الأرض".
وشدد على أن "مسيرات العودة في قطاع غزة ستبقي ماضية بكل اقتدار حتى تحقيق أهدافها ولن تقف عند أي تهديد أو تصعيد كما يعتقد الاحتلال".
واعتبر مسئول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب أن "رد المقاومة بإطلاق قذائف تجاه مستوطنات غزة مبارك".
وأكد شهاب في بيان صحفي أن "دماء الشعب الفلسطيني ليست رخيصة حتى يستبيحها الإرهابيون دونما رادع، مؤكدا أن "كرامة الفلسطينيين أغلى ما نملك".
من جهته، دعا منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف الفصائل الفلسطينية وإسرائيل إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد فيما بينهما.
وقال ملادينوف في بيان صحفي له تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إنه "يجب على الفلسطينيين والإسرائيليين ممارسة منع الحوادث التي تهدد حياتهم".
وأعرب ملادينوف عن "قلقه العميق إزاء إطلاق الصواريخ العشوائية من غزة نحو المجتمعات في جنوب إسرائيل، معتبرا أن الهجمات غير مقبولة وتقوض الجهود الجدية التي يبذلها المجتمع الدولي لتحسين الوضع في غزة".
وكان قتل 117 فلسطينيا وجرح أكثر من 10 آلاف آخرين في مواجهات شبه يومية مع الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة في إطار مسيرات العودة الكبرى منذ انطلاقها في 30 مارس الماضي.
وتطالب "مسيرة العودة الكبرى" بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ورفع حصار قطاع غزة الذي تفرضه إسرائيل منذ منتصف العام 2007.
وفي هذا الصدد، اعترضت قوات البحرية الإسرائيلية اليوم أول رحلة بحرية من نوعها انطلقت من مرفأ غزة البحري إلى العالم الخارجي في مسعى لتحدي الحصار الإسرائيلي.
وقال مسئولون في هيئة مسيرات العودة وكسر الحصار في غزة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن عددا من الزوارق الإسرائيلية حاصرت قارب "سفينة الحرية لكسر الحصار" على بعد نحو تسعة أميال من شاطئ بحر غزة.
وحمل المسئولون إسرائيل المسئولية الكاملة عن حياة الأشخاص على متن القارب، وطالبوا بوقف اعتراضهم وتمكينهم من استكمال رحلتهم.
وكان القارب المذكور انطلق من مرفأ غزة في أول رحلة بحرية من نوعها تنطلق من القطاع إلى العالم الخارجي في مسعى لتحدي الحصار الإسرائيلي.
واستقل القارب نحو 20 شخصا يتوزعون بين جرحى بحاجة لمتابعة طبية وأحدهم مقعد، كما استقله طلبة وخريجو جامعات يبحثون عن فرص عمل.
ورفع هؤلاء الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بإنهاء حصار غزة.
وتجمعت قوارب صغيرة تحمل الأعلام الفلسطينية لمرافقة القارب الرئيس في رحلته، ثم عادت تلك القوارب بعد فترة من إبحارها وواصل القارب الرئيس رحلته منفردا.
وتطالب "مسيرة العودة الكبرى" بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ورفع حصار قطاع غزة الذي تفرضه إسرائيل منذ منتصف العام 2007.
وتزامن انطلاق الرحلة البحرية من غزة مع الذكرى السنوية الثامنة لاعتراض إسرائيل 6 سفن بشكل متزامن ضمن (أسطول الحرية 1) ما أسفر عن مقتل 9 متضامنين أتراك وجرح العشرات.
وكانت سفن (أسطول الحرية 1) تستهدف نقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وعلى متنها نحو 700 متضامن من جنسيات مختلفة تم منعهم من الوصول إلى القطاع بالقوة.