تعليق: "نقض العهود ليس من شيم الكرام"... والصين لن تتهاون مع السلوك الأمريكي المتقلب

2018-05-30 15:45:11|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 30 مايو 2018 (شينخوا) "مهما كانت الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة، فالصين لديها الثقة والقدرة والخبرة فيما يتعلق بالدفاع عن مصالح الشعب الصيني والمصالح الجوهرية للبلاد"، هكذا جاء رد وزارة التجارة الصينية أمس الثلاثاء على بيان أمريكي تعلن فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب عزمها فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على سلع صينية تقدر قيمتها بـ50 مليار دولار وفرض قيود جديدة على الاستثمارات الصينية إلى الولايات المتحدة والحد من الصادرات الأمريكية من السلع ذات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين.

وفي الواقع يتناقض هذا البيان مع التوافقات التي توصل إليها الجانبان الصيني والأمريكي في وقت سابق بواشنطن، حيث أصدرت الصين والولايات المتحدة في 19 مايو الجاري بواشنطن بيانا مشتركا حول مشاوراتهما الاقتصادية والتجارية تعهدتا فيه بعدم شن حرب تجارية ضد بعضهما البعض والتوقف عن فرض رسوم جمركية ضد كل منهما الآخر. كما اتفق الجانبان على اتخاذ إجراءات فعالة لخفض العجز التجاري الأمريكي في السلع مع الصين بشكل كبير، وتعزيز التعاون بشأن حقوق الملكية الفكرية، وتشجيع الاستثمار المتبادل وذلك من بين أمور أخرى.

وعلى هذه الخلفية، فإن البيان التكتيكي الصادرعن البيت الأبيض ليلة أمس هو في حقيقة الأمر بيان معاكس للبنود السالف ذكرها والتي اتفق عليه الجانبان مؤخرا، بل ويأتي قبيل زيارة وفد أمريكي إلى الصين برئاسة وزير التجارة الأمريكي ويلبرو روس المقرر أن تتم في الفترة من 2 إلى 4 يونيو المقبل لإجراء مشاورات تجارية، تطبيقا لاتفاق البلدين على الحفاظ على اتصالات رفيعة المستوى في هذا الصدد والسعي بنشاط إلى حل مشكلاتهما الاقتصادية والتجارية.

لكن ما أخرجه العم سام من جعبته لم يكن أمرا مفاجئا إذ تعودنا بين الفنية والأخرى على تردد الإدارة الأمريكية وتناقضها في حالات عدة من أبرزها اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ أون والمقرر في 12 من الشهر المقبل، إضافة إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني واتفاق باريس بشأن المناخ.

ومهما كان الهدف من وراء إصدار هذا البيان سواء كان زيادة النفوذ التفاوضي أو كسب دعم الناخبين داخل البلاد أو حتى غيرهما من الأسباب، فلا شك أن هذا وبكل عناد سحب على المكشوف من رصيد الائتمان الأمريكي، الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة في وضع محرج وسلبي من حيث الأخلاق الدولية.

وقد أوضح رئيس الوفد الصيني المبعوث الخاص للرئيس الصيني شي جين بينغ ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني، ليو خه، عندما توصل الجانبان إلى اتفاق قبل حوالي أسبوعين أن أهم سبب وراء تحقيق الإنجازات هو التوافق المهم الذي توصل إليه في السابق رئيسا البلدين، أما السبب الأساسي فهو احتياجات الشعبين والعالم بأسره.

ونظرا لتناقض تصريحات البيت الأبيض الأخيرة، فنؤكد مرة أخرى موقفنا الثابت منذ البداية والمتمثل في أننا لا نريد شن حرب تجارية مع الولايات المتحدة والأهم أننا لا نخاف من ذلك أبدا. وسنرد على إجراءات واشنطن مهما كان الثمن للدفاع عن مصالح البلاد والشعب. فالصين لديها الثقة والعزم والقدرة.

وفي الوقت ذاته، لفتت وزارة التجارة الصينية إلى أن الصين تحث الولايات المتحدة على التصرف وفقا لروح البيان المشترك الثنائي الأخير.

فالمشاورات لن تكون سهلة حقا ولكن من الضرورة بمكان توافر الصدق المتبادل بين الجانبين لتسوية المشكلات، والالتقاء في منتصف الطريق على أساس الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجانبين. أما تصرف واشنطن في هذا الصدد فهو لا يتماشي مع قواعد العالم المتحضر، وأفضل تعليق عليه هو أن "نقض العهود ليس من شيم الكرام".

الصور

010020070790000000000000011100001372176601