مقالة خاصة: 9.75 مليون طالب يشاركون في الامتحان الوطني للالتحاق بالجامعات في الصين

2018-06-09 13:05:12|arabic.news.cn
Video PlayerClose

الصورة: امتحان القبول في الجامعة الوطنية الصينية 

طالبات يؤدين الامتحان يلتقطن صورة ذاتية (سيلفي) قبل دخول الامتحان الوطني للقبول في الجامعة ،خارج قاعة الامتحانات في تشانغتشون في مقاطعة جيلين بشمال شرقي الصين. وسجل حوالي 9.75 طالب وطالبة للمشاركة في الامتحان الذي سيجري من 7 إلى 8 يونيو .

بكين 9 يونيو 2018 (شينخوا) شارك 9.75 مليون طالب صيني في الامتحان الوطني للالتحاق بالجامعات في الصين، والذي يشكل خطوة أساسية ومهمة للغاية لتحقيق أحلامهم الخاصة بالالتحاق بالتعليم العالي.

ويبدأ الامتحان في يوم 7 يونيو من كل سنة ويستمر يومين بشكل عام، حيث يخضع الطلاب لاختبارات في العلوم الأساسية التي درسوها في المرحلة الثانوية.

وخلال العقود الأربعة الأخيرة، غيّر الامتحان المعروف في اللغة الصينية باسم ((قاوكاو))، حياة عشرات الملايين من الصينيين وفتح مجال التعليم في البلاد منذ استئنافه في عام 1977.

وكان هذا الامتحان قد توقف إبان الثورة الثقافية (1966-1976)، إلا أنه استؤنف بأمر من الزعيم الصيني السابق دنغ شياو بينغ، في إشارة واضحة إلى أن الوقت قد تغير في الصين.

وكان تنظيم هذا الامتحان على مستوى الدولة أمرا غير سهل في وقت كان لا يزال العديد من الناس يفتقرون إلى المواد المعيشية في عام 1977، حتى أن أوراق الاختبارات للطلبة تم أخذها من أوراق الجرائد التي كانت من المقرر ان تُستخدم لطباعة الأعمال المختارة للزعيم ماو تسي تونغ.

وشهدت الدورة الأولى لهذا الامتحان بعد استئنافه، مشاركة نحو 5.7 مليون شخص بما فيهم خريجو المدارس الثانوية والمزارعون وعمال المصانع في عام 1977.

وقال تشاو تشن قوه، وهو أكاديمي بالأكاديمية الصينية للعلوم، "إن مستقبلنا يرتبط ارتباطا وثيقا بالزمن عن طريق امتحان ((قاوكاو))".

كان تشاو عاملا فى مصنع بمقاطعة هونان بوسط الصين حينذاك، وتم قبوله لدراسة الفيزياء بجامعة العلوم والتكنولوجيا فى الصين بعد اجتيازه لامتحان ((قاوكاو)) في عام 1978.

وأظهر استئناف امتحان ((قاوكاو)) أن البلاد عازمة على إصلاح نظام اختيار مواهبها، حيث يمكن لجميع الطلاب، بغض النظر عن كونهم أغنياء أو فقراء، المشاركة في الاختبارات.

وعلى غرار تشاو، لا يزال تشانغ بينغ ون، وهو أستاذ بكلية العلوم الرياضية في جامعة بكين، يتذكر طفولته حيث كان يبيع الآيس كريم في الشارع لمساعدة عائلته.

وقال تشانغ إنه كان من المستحيل بالنسبة لكثير من الأطفال مثله فى المناطق الريفية أن يغادروا مساقط رؤوسهم ويحصلوا على المنح الدراسية لولا امتحان ((قاوكاو))، وأضاف أنه كان بالكاد يجرؤ على تخيل مستقبله فى ذلك الوقت.

والتحق تشانغ بالجامعة في عام 1984، ثم أجرى بحوثا رائدة في عدد من المجالات في السنوات التالية.

أما يوي مينغ هونغ، الرئيس التنفيذي لشركة نيو أورينتال التعليمية وهي من كبرى الشركات الصينية في مجال تعليم اللغات الأجنبية، فيحتل امتحان ((قاوكاو)) مكانًا خاصًا في قلبه، حيث اشترك في الامتحان ثلاث مرات من عام 1978 إلى عام 1980 قبل التحاقه بجامعة بكين.

وقال تشنغ فانغ بينغ، الأستاذ بكلية التربية في جامعة رنمين الصينية:" إن استئناف امتحان ((قاوكاو)) له أهمية تاريخية ويرمز إلى توحيد النظام التعليمي في البلاد"، مضيفا أنه مهم أيضا لتحديث الصين وإصلاحها وانفتاحها.

وقال ليو هاي فنغ رئيس مركز الامتحانات والبحوث بجامعة شيامن، إن نظاما مناسبا للقبول الجامعي يعد أمرا حيويا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أن "النمو الاقتصادي السريع في الصين يرتبط بشكل وثيق بنظام امتحان ((قاوكاو))".

وظل نظام امتحان ((قاوكاو)) يخضع لتعديلات متواصلة تماشياً مع تغيرات الواقع على مدار الأربعين سنة الماضية.

وخلال تفقده لفعاليات الامتحان لهذا العام بهيئة الامتحانات التعليمية الوطنية يوم الثلاثاء، قالت نائبة رئيس مجلس الدولة (رئيس الوزراء) سون تشون لان، إنه سيتم مواصلة إصلاح محتويات امتحان ((قاوكاو)) مع التأكيد على الكفاءة الكلية، بينما سيستمر الالتحاق بالجامعات في التوسع لتشجيع التطوير الشامل والفردي للطلاب.

وأظهرت الإحصاءات الصادرة عن وزارة التعليم أن مؤسسات التعليم العالي في الصين ضمت 36.99 مليون طالب في عام 2016 ، وهو ما يمثل خُمس إجمالي عدد الطلاب في العالم.

وارتفع إجمالي معدل الالتحاق بالجامعات إلى 42.7 في المائة في عام 2016، مقارنة بـ 30 في المائة في عام 2012.

وقال يوي "أعتقد أن امتحان ((قاوكاو)) هو اختبار عادل حتى الآن حيث أن الجميع قادرون على السعي لتغيير مصائرهم من خلال هذا الاختبار".

الصور

010020070790000000000000011100001372418631