أوجه المقارنة بين الحلويات الصينية والعربية
من اعداد الدكتور: محمد أحمد عيد
باحث في الشؤون الاجتماعية
بكين 20 يونيو 2018 (شينخوانت) في كل مرة أمر من سوق "تشيانمن" في العاصمة بكين لا بد أن أتذوق الحلويات الصينية التي تتعدد أنواعها مع اختلاف مذاقها؛ فمنها من يصنع من عجينة الرز ومنها ما يصنع من الطحين مع تنوع كبير في الحشوات التي غالبا ما تكون من المربى أو الفستق مع قليل من السكر، وقل أن يستخدم الصينيون السمن في الطهي؛ لكنهم يستخدمون الزبدة أو الزيوت النباتية عوضاً عنها؛ ومن الملفت للنظر أنه وفي كل محل لبيع تلك الحلويات من الممكن أن تشاهد عمالاً يقومون بتصنيع أحد الأنواع بالطرق اليدوية التقليدية، وهذا ما يزيدك حماساً لتناول بعض منها بشهية ونهم.


صور لبعض أنواع الحلويات الصينية الشهيرة في سوق تشيانمن
الصينيون بطبعهم لا يتناولون الحلويات كثيراً، بل إنني لاحظت أنهم لا يحبذون تناول السكريات ويتجنبونها، ومن الممكن أن يكون ذلك ضمن عاداتهم الصحية الشهيرة كشرب الماء الساخن وتناول شوربة الحساء والاكثار من تناول الخضار.
أما في الدول العربية فالأمر مختلف نوعاً ما عما هو في الصين، فالحلويات هناك تعتمد بالمطلق على عجينة الطحين والسميد وأحياناً يستخدم النشاء وجوز الهند في صناعتها، كما تعتمد الحشوات على التمر أو العجوة وغالباً ما نشاهد الفستق الحلبي يزينها، كما أن بعض الحلويات العربية تعتمد في حشواتها على القشطة والجوز وخاصة تلك الحلوى المسماة بالقطايف التي يعود تاريخ صناعتها لأكثر من ألف سنة مضت.

صورة للقطايف المحشية بالقشطة والفستق
وتصنع الحلويات العربية عادة بالاعتماد على السمن البلدي أو الحيواني ويسمى اختصاراً بالسمن العربي المشتق من حليب الشياه والابقار والماعز وهو دسم جداً، وهو السبب في السمنة الزائدة التي نراها منتشرة في البلدان العربية.

وللحلويات العربية أنواع كثيرة يصل عددها لأكثر من خمسين نوعاً، ومن أشهرها على الاطلاق هي الحلويات الشامية التي تشتهر بتنوعها ومنظرها الجميل.

صورة لصواني الحلوى الشامية
يعود تاريخ صناعة الحلويات الشامية إلى العصر الاموي 670م، حيث كانت دمشق من أغنى بلدان العالم وتأتيها المحاصيل الزراعية من خراسان شرقاً وشمال أفريقيا غرباً؛ وكان هنالك عمال مهرة يتقنون صناعة الحلويات ويتفننون في اشكالها.
نترككم مع بعض صور للحليوات الدمشقية الشهيرة مع تسمياتها وبعض الشروح عنها:

ماعدا الأنواع أعلاه توجد عشرات الأنواع الأخرى التي لها أسماء غريبة كسوار الست والمبقجة وكول اشكول والمن والسلوى والشعيبيات وغيرها الكثير.
وتباع هذه الحلويات مصفوفة ضمن صناديق جميلة المنظر، نترككم مع بعض صور صناديق الحلويات المشكلة التي تحتوي عادة من 6 إلى 8 أنواع في الصندوق الواحد.


الحلويات العربية يتهاداها الناس فيما بينهم فهي مصدر السعادة وشكلها يبعث على السرور كما أنها شهية جداً.
نتمنى على كل من يزور البلدان العربية من الصينيين أن يتوجه إلى أقرب محل للحلويات ليتذوقها، ونحن متأكدون أنه سيجد طعماً لا ينسى أبداً.



