تحقيق: طبيب عراقي يستخدم الطب الصيني التقليدي لمعالجة مرضاه في بغداد
بغداد 29 يونيو 2018 (شينخوا) في مبنى مكون من طابقين بواجهة أنيقة في شارع جانبي هادئ في حي الكرادة وسط بغداد، يستقبل الطبيب العراقي صباح المستوفي، مرضاه الذين يلجأون إلى الطب الصيني التقليدي للتخلص من الآلام والتكلفة العالية للطب الحديث.
وتتراوح خدمات المستوفي ما بين العلاجات البسيطة لألم العضلات وعلاج الأمراض الأكثر خطورة والمستعصية، مثل الصداع النصفي وعرق النسا وألم المفاصل المزمن والسمنة والإدمان على التدخين.
المستوفي، وهو طبيب تخرج من كلية الطب في بغداد عام 1980، تخصص في مجال الطب الباطني لسنوات طويلة حتى وقت مبكر من تسعينيات القرن الماضي، عندما أصبح العراق تحت العقوبات الشديدة التي فرضتها الأمم المتحدة على خلفية احتلال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لدولة الكويت المجاورة.
وفي ذلك الوقت كان المستوفي، من بين مجموعة أطباء أرسلتهم الحكومة العراقية إلى الصين لدراسة الطب الصيني التقليدي.
ويقول المستوفي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "فرضت الأمم المتحدة عقوبات شديدة على العراق بعد غزوه للكويت، الأمر الذي أجبر وزارة الصحة العراقية آنذاك على إيجاد طرق بديلة للتغلب على صعوبات ندرة الدواء، ومن بينها اللجوء إلى استخدام الطب الصيني التقليدي".
وبعد تلقي التدريب، بدأ المستوفي في ممارسة ما تعلمه من ممارسات الطب الصيني التقليدي، في بلده الذي مزقته الصراعات.
كما تم ترشيحه من قبل وزارة الصحة العراقية لتنظيم دورات تدريبية في بغداد لأطباء عراقيين آخرين.
وكان على المستوفي بعد سنوات من دوره الفعال في ممارسة الطب الصيني التقليدي في العراق وتدريب الأطباء المحليين وتوجيه حملات التوعية حول هذا الطب عبر البرامج التلفزيونية المنتظمة وكتابة المقالات، أن يحافظ على هذا المشهد بعد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003.
وعانى العراق بعد عام 2003 من الفوضى وانعدام الأمن وما يعرف بـ "هجرة العقول العراقية".
ووفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، فر أكثر من نصف الأطباء العراقيين إلى الخارج، وأثر النزوح الجماعي للأطباء العراقيين تأثيراً سلبياً للغاية على نظام الرعاية الصحية في البلاد.
ويقول المستوفي إنه "بسبب ظروف العراق (العقوبات قبل عام 2003 / الفوضى وانعدام الأمن بعد عام 2003) لم يكن من الممكن تعزيز الطب الصيني التقليدي في البلاد، ولكن بالنسبة لي، لدي مرضى من المتعلمين ولديهم معرفة حول علاج الوخز بالإبر وغيرها من المجالات".
ويضيف "في بغداد، هناك خيط رفيع بين الطب والدجل ومحاولة استغفال المرضى، وأنا (كطبيب) أعرف أن العديد من الأمراض لا يمكن علاجها من قبل الطب الصيني التقليدي، وفي بعض الأحيان نحتاج إلى تدخل جراحي أو بعض الأجهزة الطبية الحديثة".
واستدرك قائلا "ومع ذلك، نحن بحاجة إلى الطب الصيني التقليدي في العديد من الحالات التي فشل الطب الحديث في علاجها".
ويشير إلى أن "معظم المرضى الذين استقبلهم في عيادتي هم أولئك الذين يعانون من الأمراض المستعصية".
وفي عيادته، يقوم المستوفي بإدخال إبر رقيقة في ظهر أحد المرضى، وهي إبر تستخدم للوخز وتعد إحدى طرق العلاج الشائعة بالطب الصيني التقليدي.
وفي حين يشرح الطبيب العراقي أن إدخال الإبر غير مؤلم وأن هذا العلاج سيخفف من آلام عضلات المريض ويحافظ على التوازن في جسمه، ينتظر ثلاثة أشخاص دورهم للحصول على العلاج.
ولمدة تاريخية تتخطى 2000 عام، يمتلك الطب الصيني التقليدي نظريات وممارسات فريدة من نوعها في طب الأعشاب والوخز بالإبر والتدليك وعلم التغذية.