مقابلة خاصة: سفير الصين: العلاقات الصينية الإماراتية..ارتقاء بمستوى التعاون وفتح فصل جديد في الصداقة بين البلدين
بكين 18 يوليو 2018 (شينخوا) قال سفير الصين لدى الإمارات ني جيان إن زيارة الدولة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تعد أول زيارة يقوم بها رئيس صيني للإمارات منذ 29 عاما وتدل على عمق العلاقات الودية بين البلدين وتمثل علامة فارقة في تاريخ تنمية العلاقات الثنائية وتحمل دلالات سياسية وتاريخية وإستراتيجية، ويمكن وصفها بأنها "زيارة للصداقة والتعاون والريادة".
وأشار السفير الصيني خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا الى أن زيارة الرئيس شي إلى الإمارات، والتي تأتي تلبية لدعوة من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وستستمر من 19 إلى 21 يوليو الجاري، ستزيد من توطيد وتعميق الثقة السياسية والإستراتيجية المتبادلة بين الصين والإمارات، وترتقي بشكل شامل بمستوى التعاون البراغماتي ثلاثي الأبعاد ومتعدد المستويات بين البلدين، وتدفع البلدين إلى إقامة علاقة موجهة نحو المنطقة ومفيدة للعالم وماضية نحو المستقبل، بالإضافة إلى دعم البلدين في الاضطلاع بدور أكثر أهمية وأكثر نشاطا وأيضا بناء على نحو أكبر في المشاركة في بناء "الحزام والطريق" وتشكيل علاقة دولية ذات نمط جديد وتحقيق مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية وفتح فصل جديد في الصداقة الصينية الإماراتية.
وفيما يتعلق بالوضع الراهن للعلاقات الصينية الإماراتية، أكد السفير أن العلاقات الثنائية الآن في أفضل مراحلها على مدار التاريخ، حيث تعد الإمارات من الدول الشرق أوسطية التي تتمتع بأكثر أوجه التعاون مع الصين عمقا واتساعا وإثمارا.
وأضاف أن العلاقات بين الصين والإمارات تلعب دورا إستراتيجيا ورائدا لا يمكن الاستغناء عنه في الوضع العام للسياسة الخارجية للصين، وتقدم نموذجا على قيام الصين بدفع التعاون القائم على الاحترام المتبادل والصداقة البراغماتية والمنفعة المتبادلة مع الدول العربية والإسلامية.
وعلى خلفية التوافق بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية ومفهوم التنمية الإماراتي، يحقق البلدان نتائج مثمرة في تعميق التعاون البراغماتي في مجالي الاقتصاد والتجارة، ويدفعان إقامة مشاريع عملاقة ، ويعززان التعاون في قطاعات الثقافة والسياحة والتعليم وغيرها .
ولفت السفير إلى أن الإمارات تعد ثاني أكبر شريك تجاري وأكبر سوق للصادرات بالنسبة للصين بين الدول العربية فيما أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للإمارات على مدى عدة سنوات؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 41.035 مليار دولار أمريكي في عام 2017، مسجلا بذلك ارتفاعا نسبته 1.06 في المائة مقارنة بالسنة السابقة. وحتى نهاية 2015، وصل مخزون الاستثمارات الصينية المباشرة في الإمارات إلى 4.603 مليار دولار أمريكي، أما حجم الاستثمارات الإماراتية في الصين فقد تجاوز 2.1 مليار دولار أمريكي. كما تعد الإمارات البلد العربي الذي لديه أكثر مشاريع استثمارية في الصين.
وفي إبريل عام 2015، انضمت الإمارات رسميا إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كعضو مؤسس. وخلال الزيارة التي قام بها ولي عهد إمارة أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين في ديسمبر عام 2015، وقع الجانبان سلسلة من اتفاقيات التعاون، حيث قام البنكان المركزيان للبلدين بتجديد اتفاقية مقايضة العملة المحلية بين البلدين واتفق الجانبان الصيني والإماراتي على توسيع المنطقة التجريبية للمؤسسات الأجنبية المؤهلة للاستثمار بالعملة الصينية الرنمينبي إلى الإمارات بأسرها.
واختتم السفير الصيني حديثه بإبراز أهمية قطاع السياحة في العلاقات بين البلدين، قائلا إن عدد السائحين الصينيين إلى الإمارات تجاوز مليون في عام 2017. وفي يناير عام 2018، أصبحت الإمارات الدولة الـ11 التي تتوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن إعفاء مواطني كل منهما من التأشيرة لزيارة البلد الآخر.