مقابلة خاصة: مع زيادة تدفق السياح الصينيين إلى الإمارات...السياحة فصل رائد من التعاون بين البلدين
بكين 18 يوليو 2018 (شينخوا) بالتوازي مع زيادة أعداد السياح الصينيين المسافرين للخارج, باتت الدول الواقعة على طول مبادرة "الحزام والطريق"، التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، وجهات سياحية أكثر جذبا بالنسبة لهم. ووفقا لتوقعات مكتب السياحة الوطني الصيني, فإن عدد السياح الصينيين، الذين سيزورون هذه الدول، خلال فترة الخطة الخمسية الثالثة عشرة (من 2016 إلى 2020)، سيصل إلى 150 مليون شخص، فيما سيبلغ حجم إنفاقهم حوالي 200 مليار دولار أمريكي.
وبفضل سياسة الإعفاء من التأشيرات أو تسهيل الحصول عليها، فإن دول منطقة الشرق الأوسط، وهي مقاصد سياحية معروفة, أصبحت وجهات أكثر تفضيلا لدى السياح الصينيين. ومن بين تلك الدول، تعد الإمارات النموذج الأبرز.
وأعلنت الإمارات إعفاء الصينيين من تأشيرات الدخول في نوفمبر عام 2016. وحسب الأرقام الصادرة عن هيئة السياحة في دبي، فقد أصبحت الصين خامس أكبر سوق منشأ بالنسبة إلى دبي في عام 2017, حيث قام أكثر من 764 ألف سائح صيني بزيارة دبي خلال العام الماضي، بارتفاع قدره 41 في المائة على أساس سنوي.
وقال هو غوانغ ليان, الذي يعمل كدليل سياحي ويرافق وفودا سياحية في الإمارات منذ مدة طويلة, متحدثا عن هذا التطور والتغيير الإيجابي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "معظم العملاء الذين كنت استقبلهم في الماضي كانوا من الزوار التجاريين, مثل رجال الأعمال الصينيين، الذين يقومون بزيارة عمل إلى الإمارات، أو الموظفين الذين في طريقهم للبلاد بعد حصولهم علي الإجازات"، مضيفا "أما الآن, فإن السياح الصينيين غالبا ما يأتون إلى الإمارات للتسوق والترفيه وقضاء وقت ممتع".
وتفتح صناعة السياحة المتنامية بين الصين والإمارات الباب أمام مزيد من الفرص للتعاون الصيني العربي, وتزيد من جهود التعاون لدى الجانبين، كما توسع مجالات وآفاق هذا التعاون.
ويعد من أبرز ثمار التعاون الصيني - الإماراتي في مجال السياحة خلال السنوات الأخيرة الإعلان عن بناء علاقة شراكة "التشارك بالرمز" بين شركة الطيران الصينية (نانغ فانغ) وشركة (الاتحاد للطيران)، الناقل الوطني لدولة الإمارات، بين المقاصد الرئيسية في أبوظبي وبكين وشانغهاي وتشنغدو، اعتبارا من 22 يونيو 2016.
واعتبرت شركة الاتحاد الإماراتية أن بناء علاقة شراكة "التشارك بالرمز" يعد معلما هاما حققته الشركة من خلال إستراتيجيتها في مجال تطور الخدمات الرقمية على الانترنت, وكذلك مكونا رئيسيا لتوسيع حصتها في السوق الصيني.
وفي فبراير من العام الجاري, أعلن تطبيق "أليباي"، وهو منصة رائدة للدفع بواسطة الهاتف النقال، عن دخوله سوق دبي, لتصبح الإمارات ثاني دولة في المنطقة يدخلها التطبيق، وهو ما يساعد في جذب مزيد من السياح الصينيين للسفر إلى الإمارات. وقد قامت مجلة ((كوتش)) المعروفة وكذلك محال مأكولات ومشروبات منتشرة في مراكز تسوق عدة بدبي مثل "هارفي نيكولز" و"بلومينجديلز" و"دبي مول" و"مول الإمارات"، بإتاحة استخدام التطبيق لعملائها.
وعقب ذلك, أعلنت شركة "نخيل" الإماراتية للتطوير العقاري في 10 يونيو الماضي في دبي، عن توقيع عقد بقيمة 66 مليون درهم إماراتي (حوالي 17.97مليون دولار أمريكي) مع شركة "تشونغ كه" الصينية المحدودة لتصميم وبناء نافورة راقصة في البحر في جزيرة النخلة بدبي.
وتعد جزيرة النخلة بدبي مشروعا رائدا لشركة "نخيل" الإماراتية, وكذلك وجهة سياحية مشهورة في دبي. ومن المتوقع أن يساعد إنشاء النافورة الراقصة على جذب مزيد من السياح، باعتبارها أحدث المرافق السياحية والترفيهية في المشروع .
ويتطلع الكثير من السياح الصينيين إلى السفر للإمارات لاختبار عيش حياة بمزايا عربية عريقة، إضافة إلى قضاء وقت ترفيهي ممتع وتجربة مأكولات محلية وغير ذلك من الأنشطة. وأعرب تساي كيو يانغ، وهو سائح صيني، عن شعوره ببهجة تشوبها الدهشة لدى إقامته في أحد الفنادق الواقعة في الصحراء الإماراتية، المتميز بغرف واسعة فاخرة وخدمات جيدة، قائلا إنه تمتع بـ "حالة الانسجام" مع الطبيعة في البيئة الصحراوية, ودلل على ذلك بتواجد ظبيان وطيور برية بالقرب منه عند ممارسته السباحة في حمام السباحة الخاص بالفندق، ما جعله يعتبر تلك التجربة تضاهي الإقامة في فنادق فاخرة أخرى.
بينما قال سائح صيني آخر "أعتقد أن دبي مدينة جميلة جدا, إذ يبرز المزج بين الحضارتين التقليدية المحلية والغربية هناك".
فيما قالت سائحة صينية، تدعى تشنغ تشنغ، إن "الإمارات لديها أطول مبنى في العالم وأكبر مركز تسوق في العالم وأكبر جزيرة صناعية في العالم وأكثر الفنادق الفاخرة في العالم وغيرها من الأشياء التي لا تعد ولا تحصى".
وتقوم عدة جهات إماراتية متخصصة بالسياحة والتسويق التجاري بتنفيذ حملات تسويقية وترويجية واسعة لجذب أعداد متزايدة من السياح الصينيين، وذلك بالتعاون مع شركات صينية مختصة في قطاعات السفر وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإنترنت.
وبفضل الجهود المتنامية التي يقوم بها البلدان في هذا المجال، والتي تعكسها الأعداد المتزايدة من السياح الصينيين الوافدين إلى الإمارات، فإن السياحة أصبحت تمثل فصلا رائدا من التعاون بين الجانبين.